الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام والتأثير على المعتقدات والاتجاهات


أصبح الإعلام بوسائله المتنوعة يشكل الوعى والرؤيه للمواطن وخاصة فئة صغار السن، حيث يوفر التليفزيون صورًا ونماذجا يمكن أن تؤثر على رؤية الأطفال لأنفسهم وللأخرين، ومن الممكن أن يكون لتلك الصور أثار إيجابيه وأثار سلبيه معًا.

ونجد فى مختلف الأحوال والظروف، أن الطفل يقضى وقتًا طويلًا فى مشاهدة التليفزيون، وأن وسائل الإعلام المرئى والمسموع تشكل النسبة الأكبر فى تشكيل الوعى والفهم والإدراك لدى الأطفال وخاصة فى مرحلة ما قبل المدرسة.

وأتذكر عندما كنت صغيرًا ، كان الإعلام المرئى والمسموع يشكل منظومة خيالى كما البستانى الذى ينظم الذهور فى الحديقه أو المايستروا الذى يقود أوركاسترا غنائى، فمن خلال برامج الإذاعة تعلمنا الاستماع للكلمة والنبرة الصوتية المنضبطة، استمعنا الى لغتنا العربية الجميلة، وهمسة عتاب، وأبلة فضيلة، وكلمتين وبس، وغيرها من البرامج التى شكلت المعتقد والوجدان والسلوك للطفل المصرى حينها، وكنا نستمتع ببرامج الأطفال الهادفة، بابا ماجد وعمو فؤاد وماما نجوى، ومدام ساميه شرابى وغيرهم من المذعين والمذيعات المبدعين.

كما كنا نشاهد البرامج العلمية والترفيهية والدينية والثقافية مثل برنامج جولة الكاميرا وشعاع وكانت أيام وماذلت أتذكر مواعيد إذاعة تلك البرامج وبرنامج نادى السينما وعالم البحار والعلم والإيمان، وحديث الشيخ الشعراوى، والاستمتاع بالمسلسلات التاريخية والدينية محمد يارسول الله وغيرها من المسلسلات التى تسرد لنا القصص والبطولات التى تزكرنا بتاريخنا وتاريخ أجدادنا فكنا نتحمس لكى نصبح أمثال أجدادنا ونحقق ما حققوه سواء فى الأدب أو الطب أو الهندسة أو الفلسفة أو السياسة وغيرها من المجالات المتنوعة مما كان يشعرنا بالفخر والامتنان لهؤلاء العباقرة.

كنا جيلا لديه قدر من الثقافا والإطلاع وإعلاء لقيمة العلم والمتعلمين كنا نحترم المدرس ونبجله، وكنا نقدر الطبيب ونوقره وكنا نعلى من قيمة العلم والعلماء ونحترمهم، جيل شكل معتقداته واتجاهاته التليفزيون والإذاعة والصحافة على مدار العقود الماضيه حتى منتصف التسعينيات من القرن الماضى.

حيث عجزت مؤسسة الإعلام المرتبطة بالدولة عن ملاحقة التطور العالمى والثورة المعلوماتية على مستوى العالم، وأصبح هناك العالم الافتراضى للمعلومات وأصبح العالم قرية صغيرة يحصل فيها الإنسان على كل ما يريد فى أى وقت يريد دون أى عوائق.

أصبحنا نعيش فى حاله من الفوضى الإعلامية، مازالنا نتبادل التهم والاتهامات بيننا وبين بعض، من المسئول عن تدهور الأخلاق فى المجتمع هل هى الأفلام التجارية لمنتجى الأفلام المشهورين بتلك الأفلام أم المسلسلات التليفزيونية التى تصور الواقع وتضخم من بشاعته أم الإنترنت والانفتاح على الغرب وكأن الغرب بعبع ليس لديه هو الأخر أطفال يقوم بتنشئتهم على أحدث الأساليب فى التربية الحديثة.

تناسينا جميعا أننا لانملك إعلام للدولة رسمى يقوم بالمهام المنوطة به من رعايه للنشء وبناء للمعتقدات والقيم والمفاهيم لديهم من خلال البرامج الترفيهية المناسبة للأعمار المختلفة والبرامج الكرتونية المرتبطة بثقافة هذا الوطن وبلغة الطفل الذى يشاهدها وتمثل واقعه المعاش بدل من الازدواجية التى نخلقها لدى الأطفال من الصغر، هل لدينا برامج لعلوم الفضاء والطيران، هل لدينا برامج للعلوم البحته أو للعلوم الإنسانية تقدم معلومات قائمه على البحث والاستطلاع العلمى، قنوات وبرامج متخصصه كما نشاهد ناشونال جوغرافيك والجزيرة الوثائقية والعربية وغيرها من القنوات المتخصصة فى العلوم والثقافه والآداب، أم مازالنا محتارين فى وضع خريطه للإعلام المصرى ، حيث أقدم مبنى مؤسسي للتيفزيون فى الشرق الأوسط.

لابد من أن نفيق من غفلتنا ونعلم أن الواقع يقول أن عدد الساعات التى يقضيها الطلاب فى مشاهدة التليفزيون أكبر من الساعات التى يقضونها فى المدرسه ، ولكن يشعر أولياء الأمور بالقلق واللخبطه الشديده حيث تريد العديد من الأمهات ترك أبنائها أمام شاشات التليفزيون لكى ينشغل عنها كى تقضى أمور المنزل ، بعض الأمهات تلقى على بعض سلوكيات أبنائها السلبيه أنها ناتجه عن مشاهدته للتليفزيون.

ونجد فى النهاية يريد أولياء الأمور أن يتعلم الأبناء من التليفزيون والإنترنت ولكنهم يشعرون بالقلق فى نفس الوقت إزاء ما يتعلمونه من البرامج التى يشاهدونها.

لابد أن تأخذ الحكومة ممثلة فى وزارة الإعلام على محمل الجد أثر برامج التليفزيون على تعلم الأطفال، لابد من عمل خريطه إعلامية جادة لتقييم ما يشاهده الأطفال والطلاب هل هذا يليق بعقول أطفال مصر، عليهم أن يقارنوا ما نقدمه وما تقدمه اليابان أو أمريكا أو سنغافوره أو بعض دول الخليج العربى فى التليفزيون الرسمى الخاص بها.

 لابد أن نعلم جميعًا أن هناك نتائج مهمه لمضمون مايشاهده الطلاب، وكيفية مشاهدته، على ما يتعلمونه، فقد أثبتت الدراسات أن للبرامج الإعلامية أو التعليمية أثارًا مفية على الانجاز المدرسي وأنه قد تكون لكثرة البرامج الترفيهية غير التعليمية نتائج سلبية، وهذه النتائج تدعم حكمة أهمية دراسه وتطوير واستحداث برامج تليفزيونية تساعد الأطفال والطلاب على أكتساب أنواع من المعرفة، والمهارات تبنى لديهم معتقدات واتجاهات أيجابية تجاه أنفسهم وبيئتهم ووطنهم وتدعم تعلمهم تجاه البحث والإطلاع والمعرفة هذا ما نأمل به فى أعلام واعى وناضج لمستقبل أبنائه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط