الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفجير المدينة والأمن المشترك


ملايين البشر من مختلف الجنسيات هم زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة فى كل عام , وهو عبء أمنى رهيب من الصعب على أى دولة مهما كانت ان تتحمله بمفردها , فحتى الولايات المتحدة الامريكية تلعب فيها تحالفات وكالة المخابرات المركزية مع أجهزة الاستخبارات فى مختلف دول العالم الجانب الاهم فى عمل الوكالة لحماية المواطنين الامريكيين سواء فى داخل الولايات المتحدة أو فى خارجها , ولولا هذه التحالفات ما استطاعت القيام بعملها , هذا بالنسبة لدولة واحدة كبرى , فما بالك بدولة تحتضن كل الجنسيات حجاجًا ومعتمرين.

فالسعودية اليوم بعد حماقة تفجير المدينة المنورة التى تتشرف باحتضان خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , بحاجة الى تعاون أمنى واستخباراتى احترافى مع كل دول العالم , وأقول احترافى كى لا نقع فى حماقات تسييس المعلومات الأمنية والاستخباراتية , فيتم تصنيف معارضى رؤساء الدول والامراء فى الدول المتخلفة على أنهم أهداف معادية , فالسعودية بحاجة الى محترفى أمن واستخبارات من شتى دول العالم لا محترفى تلفيق قضايا وتقارير مفبركة للمعارضين.

وهذا لا ينتقص من أمن واستخبارات المملكة , فكما سبق وان ذكرت التعاون الدولى هو سر قوة المخابرات المركزية الامريكية , وبدونه لا تستطيع ان تواجه التهديدات الارهابية , وقد يكون من المفيد للمملكة ان تنشئ مراكز استخباراتية دولية فى مكة والمدينة , مراكز تضم محترفى أمن واستخبارات من كل الدول التى ترسل حجاجا ومعتمرين الى المملكة , وذلك تحت قيادة سعودية خالصة وبتنسيق سعودى كامل.

فالسعودية ومن قبلها كل دول العالم الاسلامى باتت بحاجة الى حماية المدينة المنورة ومكة المكرمة من حماقات جهلاء القرن الواحد والعشرين من حثالة الارهابيين, الذين تجرأ بعضهم على ازهاق الارواح الى جوار سيدنا رسول الله الذى أمرنا الله تعالى بغض الصوت عنده , فكيف بمن يفجر الناس الى جوار مسجده الشريف , إنه تهديد لم يكن يخطر ببال أعتى أعداء الاسلام والمسلمين منذ ان بعث الله سيدنا محمدًا نبيًا ورسولًا وحتى يومنا هذا .

ومن هنا وجب على كل دول العالم التى بها نسبة من المسلمين تسافر الى المملكة , ان ترسل قوة أمنية استخباراتية مصغرة للعمل تحت قيادة الاستخبارات السعودية , بحيث تكون هذه القوة الاستخباراتية الدولية الموحدة قادرة على التعامل مع كل التهديدات المحتملة , ويتم تبادل المعلومات بسهولة وبسرعة يمكن معها منع حدوث التهديد قبل وقوعه.

هذا جانب , أما الجانب الآخر فسبق وان كتبت عنه فى مقال سابق بعنوان ( لماذا رخصنا) وهو جانب المواجهة الثقافية للفكر الارهابى , وذلك بنشر ثقافة التسامح والسلام ونشر قيم الاسلام الحقيقية التى تدعو الجميع للتعايش السلمى , لأن معظم من يتم تجنيدهم للقيام بعمليات انتحارية هم شباب صغير السن ليس لديه دراية كاملة بتعاليم الدين , ومثل هؤلاء بحاجة الى حمايتهم من الوقوع فريسة لثعالب وثعابين الارهاب فى مختلف بلدان العالم .

فالمواجهة مع الارهاب هى مواجهة أمنية وثقافية , أمنية لمنع من وقع فريسة لهذا الفكر الاحمق من تهديد أمن الآخرين وتهديد حياتهم , وثقافية من أجل حماية الاطفال والشباب الصغار من الوقوع فى براثن هذه الافكار الحمقاء , فالذين يفجرون الناس بجوار رسول الانسانية هم قوم بعيدون تمامًا عن أى قيم إنسانية , ولذا فإن المعركة الثقافية محسومة مسبقًا لدعاة الخير والسلام , لأن طبيعة الانسان الاصيلة هى الخير , والشر هو الاستثناء, والاطفال والشباب الصغار عندما يتم زرع قيم التسامح والسلام فيهم منذ البداية سيكونون محصنين تمامًا ضد أى محاولة للتأثير عليهم أو جرهم الى مستنقع الارهاب.

الطريق طويل وصعب ولكن نجاحه مؤكد , فالحق دائمًا ينتصر على الباطل , والسلام دائمًا يسود مهما طالت الحروب , والخير دائمًا ينتصر على الشر فى النهاية , حفظ الله بلادنا وكل بلاد العالم من كل سوء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط