الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفن.. مرآة أم قاطرة !!


يتلعثم الكثيرون في الإجابة عن هذا التساؤل لتلمح من خلف تلعثمهم غايات تعمل وأجندات تمر وأموال تُجبى إلى جيوب الصعاليك فتقذف بهم إلى الشاشات ليصبحوا نجوم مجتمع.. وهم رفقاء سوء مشهورين في الحارات والحانات بالتفاهة وضمور العقل..!!

وعندما تجد مجتمعاً ما قد انتعش سُراقه وتضخمت جيوب سفهائه.. وعاش في النعيم بلاطجته واكتوى بالنيران بين التضييق والمطاردة علماءه وأدباءه ومفكريه فاعلم أن باب الجهل أصبح أكبر من باب زويلة وأضخم من باب الفتوح وهو يعلن مشانقة للمستقبل وقد جلس حول ما يراد به كي يبكي وينوح..!!

وهذا هو الحادث اليوم بمصرنا بعد جولة على شاشات الإعلام المصري وما قُدم للناس من تفاهات خلال شهر رمضان وخلفها الأرقام الفلكية التي حملت الملايين إلى جيوب الأطقم الفنية التي تعمل في هذا المجال فيما الوطن يتضور جوعا ويطرق الأبواب بحثا عمن يتبرع بجنيه واحد من باعة الكراث والجرجير على نواصينا وكأن المطلوب دائما أن يتحمل الهموم الكبيرة من عاشوا فيها بينما يهرب سُراق الوعي بما جلبوه للشواطئ الناعمة الرمال والناعمة الزمان أيضا..!!

وعندما تناقش بعضهم عن مسئوليه الفن والأبواق الثقافية فيما وصل إليه المجتمع المصري من انحدار في السلوك والقيم وانتشار ظاهرة البلطجة في الممارسات والصور.. يقولون لك إن الفن مرآة للمجتمع يعكس ما فيه.. وليس هناك من أذى يتحمله الفن فكما تكونوا يفن ويتفنن بفنونه الفن ليظهر لكم صوركم في مرآته المقعرة..!!

يصبح بناء عليه الثقافة مرآة للمجتمع تصور مراثيه وتعيد تكريس مآسيه..!!

وعليه تصبح وفقا لهذا الفهم السياسة مرآة للمجتمع أيضا تعبر عن ضياعه وانحداره بمزيد من رسم سياسات مأزومه للضياع تنهي ما بقي من أمل..!

ويتحول الاقتصاد إلى مرآة أيضًا للرشوة والمحسوبية وسلوك يعكس صور الهليبة والحرامية ويسعى إلى ذات الفعل بتقنين القضية..!

وتصبح سبل الإجرام مُفتحة أمامها السبل.. بل شرعية أيضًا من خلال تكريس منظومة كما تكونوا يكون فنكم وسياساتكم واقتصادكم الذى يعبر عن واقعكم ...!!

ولكن هل هذا صحيح..؟
هل دور الفن أن يعكس حالة المجتمع فعلا..؟

وإن صار هذا جزء من عمله فكيف يعكسها وبأي زاوية يتناولها..؟

هل يكرس مشاهد السقوط الأخلاقي بحثا عن الجماهير على شباك سُحت يسرق من الناس وعيهم ويغيب حاضرهم ومستقبلهم من باب كما تريدون أصنع لكم..!!

وإنني خادم للنزوات والشهوات والمُحن الأخلاقي الذى يعكس حالتكم خلف حواريكم المغلقة الكئيبة..؟
أم من زاوية نقدية مبدعة..؟

حتى عندما يتناول الفن الأحداث التاريخية فيجب أن يتناولها من نظرة نقديه تظهر عوار الخروج على المألوف فتدفع بضبط الصور الذهنية والثقافية للحصول على جيل سلوكي وأخلاقي وعملي معروف بالفضيلة التي تنحاز للمستقبل..!

لا يمكن أن نقبل نافذة تحكي لنا عن الفن الذى هو مرآة ليتكرر بالصور الذهنية تمرير الآفات من مكان إلى آخر.. وتنتقل مشاهد من درب المهابيل والدرب الأحمر وبعض الأقبية المغلقة التي تقدمها سلوكيات فن محمد رمضان مثلا ليتم تعميمها النمطي على باقي الوطن.. وتتحول مرآة درب المهابيل إلى وطن مهبول ومتيم بالأشكال البذيئة والصور..!!

كما لا يمكن تعميم نماذج المخرجة الدغيدي ليتحول المجتمع كله إلى شارع هرم وتصبح كل شوارعنا من هذا الشارع تكريسا لصور تنهال علينا من باب إنها قضايا موجودة في المجتمع...!!

الفن كما السياسة كما الاقتصاد كما شبكات الثقافة يجب أن تكون قاطرة تقود المجتمع داخل نظام قيمي لا يتخطى الأصول العامة لفكر النهضة والتطور والحداثة.. ويقدم ما ينفع الناس ويرسخ في أذهانهم أعمالا تكون جديرة بجعلهم في صف المستقبل النافع لوطنهم وأنفسهم..!

وإلا فما يقدمه الإعلام المصري وشبكاته اليوم ليس إلا سرقات علنيه لجيوب المشاهدين ووعيهم.. تستثمر فيها شركات الإعلانات لتبيع لهم شهوات وغرائز مقابل ما تحصل عليه من جيوبهم بتسويق بضاعتها..

وهنا نصنع مرآة جديدة خلف تردي جديد.. ونستمر في السقوط للوصول إلى قاع مزدحم بالرذائل..!!

ويكون حينها الفن قد استَخدم كل الحيل التي لم يقو عليها عدو متربص بالوطن تحت عنوان الفن مرآة و ليس قاطرة للأمام وتوجيه فاعل وجدي ناحية الأمان..!

الأمان الذى يجب أن نعمل له جميعاً.. أمان اقتصادي وسياسي واجتماعي يعمل على تكريس فكر الوحدة والكفاية والعدالة والحريات وحقوق الإنسان..!

وعليه فلا تتركوا أصابع الشمع تضيئ لهم وتحرقنا.. فانتبهوا يرحمكم الله
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط