الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«شبيحة أردوغان» .. في مواجهة حركة التحرر التركية!!


ستبقى مذلة صورة الجنود عراة ... والرؤوس مقطعة على جسر البسفور بأيدي مليشيات أردوغان الإرهابية وبين أيديها تسيل دماء جنود وضباط يُجلدون في الشوارع وقد هبوا لإنقاذ تركيا من الاستثمار في الإرهاب..!

صور ستتحول لجداريات في الوعي الجمعي لتحكي عن أمة من القبائل الرعوية بلا حضارة ومؤسسة عسكرية بلا شرف وحاكم يبيع دولته ومؤسساتها من أجل كرسيه فيأمر بإسقاط طائرات انتفاضة الجيش التركي بلا إنذار ويعلن أنه سيقاتل إلى آخر رمق بعدما هاتف أنصاره من دواعش تركيا الملتحين للنزول إلى شوارعها لمواجهة القوات المسلحة التي اتخذت أماكنها ولم تطلق في وجه الشعب طلقة واحدة بعدما قامت لإعادة تركيا المخطوفة بطائرة الإرهاب الأردوغاني إلى مسارها الصحيح ...!

اليوم رأينا أمريكا من قاعدة انجرليك التي كان يجهزها أردوغان وحلفه لمحاربة الجيش السوري ومساعدة دواعش بلاد الشام والعراق وهي تغيث أردوغان وتعيده إلى الحكم مرة أخرى بحماية طائرات أمريكية بعدما فقد حماية الجيش التركي الذى واجهته القاعدة بإبطال عمل الطائرات الأمريكية عبر أجهزة التحكم عن بعد ..!!

واليوم رأينا حليف إسرائيل أردوغان في أول ظهور له يؤكد لحلفائه المحتلين أن اتفاقه الاستراتيجي مع الصهاينة ماض في طريقه بالرغم من أحداث الانتفاضة المسلحة البطلة في وجه إرهاب نظام جمع كل إرهابي العالم إلى تركيا كما يتجمع الذباب إلى الجيف كي يطلقهم على جيرانه في العراق والشام ليعيد بهم أرض حلب والموصل كما يزعم في تبني توسعي إرهابي جبان لن يفلت منه نظامه الذى تعرى يوم اسقط الزى العسكري عن جنوده وسحبتهم ميلشياته الداعشيه في الشوارع عرايا تسيل دماؤهم وفي يد أحدهم رؤوس مقطعة لا تفعلها إلا تنظيمات داعش الإرهابية التي يؤويها أردوغان لحماية عرشه الذى شيده مهتزا على الماء ...

المشهد برمته يحكي أن تركيا تغيرت .. وأن الدولة الواحدة التي تجمع أعراقا ومذاهب وأديانا وتحفل بعداء تاريخي مع كل جوارها الإقليمي لسلوكها العدواني لا يمكن أن تعود كما كانت وأن عجلة الزمان أذاعت رحلة الانطلاق...!

لم يحدث أن حكم التيار الديني وطنا وفلت من عقاب الفوضى ... وها هو أردوغان يذكرنا بما فعله الإخوان في مصر من قبل يوم أطلقوا قطعانهم لمحاصرة الثوار على أبواب قصر الاتحادية بالقاهرة ونصبوا للشباب الثائر محاكمات في شوارعنا سالت من اسفل منصاتها الدماء ويوم عطلوا حركة الحياة وخبأوا اسفل منصات الجهاد في رابعة والنهضة الجثث المخطوفة والأشلاء ...

يعيدها اليوم أردوغان في مواجهة مؤسسات الدولة مستغلا الأحداث لضرب القضاء والجيش بالقبض على الألاف واستبعاد الألاف من وظائفهم عبر قوائم كانت معدة سلفا ومن أجل كرسيه فليسقط وطنه .. ومن أجل جماعة فلتذهب أمة .. ومن أجل الإرهابيين فليضيع الاستقرار وهذه عقيدة التيارات الدينية التي عملوا بموجبها أيضا في كل من القاهرة ودمشق وبغداد ومقديشو وعدن وطرابلس الغرب ولازال مكرهم بالجغرافيا وشعوبها يدور حيثما داروا ....!

وهو الأمر الذى أدركه مبكرا الجيش المصري البطل والذى نادى شعبه لإنقاذ الوطن وقام في ظهره مؤيدا ومعينا .. ولولا هذه اليقظة المبكرة لكانت مصر ليبيا أخرى أو تركيا جديده تُعرى فيها الكرامة العسكرية وتسقط فيها الهيبة الوطنية وتندحر بها القيم التاريخية ولكن الله بقوات مصر سلم أمرها إلى خير مهما كانت بعد ذلك طبيعة وحجم الملاحظات ..!!

لقد أظهر المشهد الحادث في تركيا أيضا أن القواعد العسكرية الأجنبية المغروسة في أي وطن هي سلب كامل الملامح لإرادته يوم هبت قاعدة انجرليك الأمريكية لإنقاذ أردوغان وإلى كرسي السلطة أعادته دون أن تضمن لخصومه حتى حقوق المحاكمة العسكرية التي يبيحها القانون الدولي وينظمها بشأن الأسرى فرجع أردوغان على يد شبيحة أمريكا ومليشيات الإرهاب الداعشي فيما ملأ الخزي سجل نظام دولة أردوغان التركي الذي عرت جنودها وقطفت كالعصابات رؤوس خصومها ..وتأهبت لحرب أهلية في البلد ...!!

ليتنعم مجددا كما يقول الدكتور محمد رياض " الإمبراطور الذي ينافس أباطرة المال بالعالم في البذخ ، والذي بنى خلال فترة حكمه قصرًا رئاسيًا له كلّفه نحو 600 مليون دولار من أموال الشعب، واشترى طائرة رئاسية خاصة فارهة جدًا من ميزانية الدولة بتكلفة 185 مليون دولار، وأغلق صحف المعارضة الرئيسية مثل وكالة (جيهان) وصحيفة (زمان) واعتقل الصحفيين المعارضين واستبدل هيئات تحريرها بهيئات موالية له ، والغى الانتخابات البرلمانية الاولى التي خسر فيها حزبه بحجة عدم الاتفاق على تشكيل حكومة تضمن لحزبه الأغلبية ، وأعلن عن انتخابات جديدة خلال أسابيع من خسارته الانتخابات الاولى ، وأقام علاقات تعاون أمني وعسكري غير مسبوقة و(حميمة) حسب تعبيره مع اسرائيل، ووفر لداعش حضنًا لوجستيًا رائعًا على الحدود التركية السورية لاعتقاده أنها سوف تكون "كارتًا رابحًا" في يده لخدمة مغامراته العسكرية ضد النظام السوري وضد الأكراد!!!

واستمر ذلك حتى انتهاء شهر العسل بينهما حين بدأت الاخيرة بالقيام بعمليات داخل العمق التركي، حيث كانت الأموال والأسلحة والذخائر لداعش تأتي من العمق التركي ....

هذا الإمبراطور الذي تتهم بعض وسائل الاعلام ابنه "بلال" بأنه يرأس مافيا قامت بتفكيك مصانع المنطقة الصناعية في حلب ونهبها وانها تقوم بسرقة البترول السوري وبيعه في السوق السوداء مقابل عمولات تدفعها لبعض المافيات السورية المسلحة وبالتنسيق مع داعش، كان إمبراطور ديمقراطي جدًا عندما لفق تهمًا للحركة الدينية الصوفية التي يرأسها فتح الله غولين بالتخطيط لانقلاب، وقام عقب ذلك بتجميد أرصدتها وبالسيطرة على المدارس الدينية والمساجد ومدارس الأطفال التي تديرها حركة غولين وتسليمها للمشايخ الموالين لحزبه ( المتدين) في اكبر عملية سطو وسرقة على مؤسسات دينية شهدها تاريخ تركيا الحديث!

وهذا الإمبراطور المتدين جدًا هو وحزبه ، طوال نحو عشرة أعوام من سنوات حكم الحزب لا زالت شواطئ العراة منتشرة هناك ولازالت قنوات الدعارة الإعلامية تبث موادها التنويرية لدول الشرق الأوسط قاطبة، ويؤكد الحزب في كل مناسبة على علمانية الدولة وفصل الدين الاسلامي عن التشريع ....

طبعًا حسب منطق البلهاء العرب فإن فترة 10 سنوات من حكم حزب إسلامي ليست كافية لإغلاق ولو محطة دعارة إعلامية واحدة ناهيك عن تطبيق الاسلام في البلد !!!

ورحم الله مؤسس الحركة الاسلامية الحقيقية في تركيا البروفيسور نجم الدين أربكان حين قال: إن التصويت لحزب أردوغان بالنسبة للأتراك هو مثل التصويت لدخول جهنم !

فمن الضروري توضيح الصورة لبعض أصحاب النوايا الحسنة ولبعض السذج البلهاء العرب فاعذروني! "

ولكن الواضح أن سيادة البلاهة أصبحت منهجا قادرا على ليّ عنق الحقيقة التي باتت اليوم مهجورة أمام ما بثته الشاشات عن فعل أردوغان الذى انتقد الرئيس بشار الأسد واتهمه بضرب شعبه فيما لم يخرج نظام الأسد كتيبة مشاه أو فرقة طيران أو لواء بحري وظل نظامه وجيشه البطل متماسكا وهو يقود حربا كونيه ضد خلايا الإرهاب الدولي الذى أرسلهم إلى بلاده أردوغان وحزبه الإسلامي الذى رأينا فعله اليوم بمحاصرة الانتفاضة المسلحة بمليشيات مجهولة الهوية عرت الجنود وقطفت أمام الشاشات الرؤوس في منهجية داعشية مدربة...!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط