الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قادة الغرب يقولون: شكرًا داعش


ما تقوم به داعش اليوم هو تهيئة أتباعها للانهيار الحتمي لخلافتها بالكثير من الصخب الإعلامي والتفجيرات في مختلف بلدان العالم ، وكما أعلنت عن بدايتها بتفجيرات بالعراق تغطى نهايتها الآن بتفجيرات استعراضية تعوض بها خسائر السقوط وتتيح لها دورًا جديدًا لن يكون بالطبع دور الدولة الحلم والإمبراطورية الدينية الممتدة .

أذكر اليوم بما قلته مع بداية ظهور داعش ؛ فهل كانت هى ما يحتاجه الإسلام والمسلمون وقضايا الأمة العربية والإسلامية ؟

جوتة يقول : إذا كان الإسلام هو التسليم لله فإننا كلنا نحيا ونموت في الإسلام.

ذكر الدكتور عبد الحليم محمود أن عالمًا أمريكيًا زار الأزهر عام 1984م وقال فى حوار له مع شيخه وقتئذ الإمام عبد المجيد سليم أن الغرب الآن فى مرحلة روحية مضطربة ومن الممكن أن يتجه إلى الإسلام ولكن من المحتمل أيضًا أن يتجه إلى صوفية الهند ، فهل أعد الأزهر برنامجًا لتوجيه الغرب نحو الإسلام .

هناك لا يتحدثون فى الدين كثيرًا ولا ثمة مظاهر تدين وتلك أمور خاصة بعلاقة الإنسان بربه لكن التعاملات فى مستوى القمة غالبًا ، وبلادنا تضج بمظاهر التدين مع حالة جفاف أخلاقى حاد ، ويصلى ويحج ويصوم كثيرون وفى نفس الوقت يكذبون ويغدرون ويظلمون .

سألت فى كتاب لى عام 2014م : وزعوا البنادق وأطلقوا لحاهم وأطالوا شعورهم وكتبوا بعض اللافتات ونشروا فيديوهات إقامة الحدود واستولوا على بعض آبار النفط وبعض البلدات وأعلن أحدهم أنه الخليفة ، فهل هذه خلافة؟! فمن أعطاه الحق ومن فوضه للتحدث باسم الإسلام والشرع ويخوض حروبه الخاسرة نيابة عن الأمة ؟

هم لا يحتاجون اليوم سيوفًا ولا جزية ومن لم يعانق الإسلام منهم بينه وبين الإسلام شعرة بسلوكه الحياتى الذى يقترب من فلسفة الإسلام فى الحياة ، وما مظاهر الانحراف والعرى إلا فقاعات على السطح تجد فى بلادنا أفقع منها.

قالها الشيخ الغزالى، فالإسلام قضية عظيمة ومحاموه خائبون ، ومعظم من يتبنون قضايا الإسلام من عينة حسن سبانخ المحامي أو عادل إمام في فيلم الأفوكاتو حين فوجئ بأن عليه أن يترافع في قضية لم يقرأ حرفًا واحدًا من ملفها ولا يعرف شيئًا عن موضوعها فوقف يقول: ماذا أقول يا حضرات المستشارين بعد كل الذي قيل فإذا قلت مثل الذي قيل لقلتم أنه قيل وإذا لم أقل لقلتم ولم لم أقل مثل الذى قيل!

وقلت يومها : الخلافة التى دوخت العالم كله وكبدت القوى المعادية جهودًا وأموالًا وعقودًا طويلة من العمل والتخطيط لكى يتمكنوا من إسقاطها بعد طول عناء ، ستهدى داعش بسهولة رفاهية إسقاط خلافة وهمية لم تقم في الأساس للولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط