مجدي يعقوب والعطاء بلا حدود

كتب الدكتور خالد منتصر مقالا عاتب فيه الدعاة عندما يتبارون بالدعاء إلى الله أن يشفي مرضى المسلمين . وطالبهم أن يمتد دعاء هم إلي المولي تبارك وتعالي أن يشفي مرضى الإنسانية والواقع أن ما ذهب إليه كاتب المقال يعد من سماحة الإسلام الذي جاء رسوله ليكون رحمة للعالمين"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" الرحمة بالبشرية من الفرائض إذ لا فرق بين أبيض أو أسود وإن اختلفت العقائد والثوابت.
وربما كانت دعوة رسول الرحمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" ، فالإنسانية أعم وأشمل في مدلولها وفهمها وهي الأصل في العلاقات بين الناس . وقديما قيل "رب أخ لك لم تلده أمك" ، النموذج الحي الذي نراه بأم أعيننا هو أسطورة الطب ورائد جراحة القلب المصري الأصيل الدكتور مجدي يعقوب فقد نذر حياته وعلمه وعقلة لخدمة البشرية جمعاء لم يفرق الأسطورة بين قلب مسلم أو مسيحي أو ملحد .
بل القلوب جميعها أمانة بين يديه فهو من أعطي ومازال دون انتظار لمغانم أو شكر أو تقدير ، وهو من تفاني لخدمة البشرية وإن اختلفت الألوان والعقائد ..نماذج كثيرة لا يمكن حصرها قدمت ترجمة فعلية أن الإنسان خلق ليكون نافعًا للجميع . ربما كان أبرزها مجدي يعقوب .. والذي نتباهي به أنه ابن بلدنا فهو علاوة علي كونه أحد الأفذاذ في تخصصه فإنه رسخ لمدرسة أخري في العطاء والأخلاق في عالم الطب .
وهي قيم اندثرت في مجتمعنا ونحتاج إلي عودتها ولن يتحقق ذلك إلا إذا عادت لنا الأزمان الوارفة عندما القلوب تتلاقى كما الأجساد عندما تتلاشى من حياتنا مصطلحات التشرذم والتفكك ويعود المصريون كما كانوا لحمة واحدة مرة أخري ، مجدي يعقوب نحن جميعًا مطالبون بالسير علي نهجه ودربة وكفاه أنه من رسخ للعطاء دون مقابل ولو أراد لسيقت له الدنيا بحذافيرها ، والجزاء بداية ونهاية من الله الذي لا تضيع عنده الودائع .. حفظ الله المصري الأصيل الدكتور مجدي يعقوب .. قولوا معي جميعًا اللهم آمين .