عفوا إسلام الشهابي.. لقد خسرت !!

سلطت وسائل الاعلام بكافة أنواعها الضوء علي منازلة لاعبنا المصري اسلام الشهابي ولاعب الكيان الصهيوني في الجودو وتفرقت دماء الرجل بين آراء مؤيدة تمتدح سلوكه لعدم مصافحة منافسه بعد المباراة وانتظر اللاعب 48 ساعة حتي يفسر لنا عبر وسائل الاعلام السبب وراء هذا السلوك وكان الرد علي هيئة تصريح مختصر يقول فيه "إن هذا اللاعب ليس صديقي لأصافحه وقد صافحت جميع اللاعبين وانتهي الأمر عند ذلك".
وعلي الرغم من أن الدخول في هذه المنطقة دائما يكون محفوفا بالمخاطر إلا أن تداعيات هذا الموقف فرضت واقعا وردود أفعال لابد من مناقشتها بلغة الحقيقة هذه اللغة التي تفضح الجميع بالأساس... بداية وعلي الرغم من موقفي الواضح بأن اسرائيل دولة معسكر بالأساس وقامت علي التوسع والهيمنة وتحمل راية الصهيونية بأفكارها الصهيونية العنصرية ونفوذها يأتي من مساندة غربية تحكمها لغة المصالح بالأساس هذا رأيي الذي يكون دائما حاضرا عندما يتعلق الأمر بهذا الكيان ولكن لغة الحقيقة تقول إن اسرائيل دولة معترف بها دوليا ولها راية ترفرف في كل أنحاء العالم ودائما علمها الأزرق والأبيض يكون حاضرا في معظم المباريات العالمية من مؤيديها ومعجبيها ومواطنيها والذي ينبغي التأكيد عليه هو أن اسرائيل عضو مثل كافة الدول في اللجنة الأوليمبية الدولية وبالمناسبة فإن فلسطين العربية تحظي بنفس العضوية والاعتراف الدولي.
وهناك حقيقة أخري ينبغي التأكيد عليها وهي أن اسرائيل دولة متقدمة وأكثر تقدما من أي دولة في محيطنا العربي والأفريقي وتمتلك القوة بالمعني الواسع لها ، وبعد هذا التقديم ما هي الرسالة التي وصلت للعالم من سلوك لاعبنا المصري عقب المباراة ، رد الفعل العبري كان واضحا عبر جميع قنوات التليفزيون بالدولة العبرية التي تلخصت في أفراح كبيرة بعد فوز لاعبها بميدالية أوليمبية وتم التعليق رسميا من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو بأنه ليس غريبا علي العرب هذا السلوك فإنهم يعرفون الكراهية ويزرعونها في عقول أبنائهم ، وهذا لا يعنينا بدرجة كبيرة لأنه ليس غريبا علي أي انسان بالدولة العبرية التحدث بلغة الفضيلة فهم لا يعرفون شيئا عنها والحديث عن ذلك يبدو مكررا يكفي أن نقول يا سيدي لا تنسي أنك اغتصبت الأرض وتكذب ومازلت والذي يؤيدك ويتحالف معك علي واقع سياسي بالأساس وهذا أمر مقبول لأنها المصالح فقط.
نعود إلي لاعبنا الذي كان لابد أن يعرف أننا نلعب والكلمة تحمل هنا دلالات أقصدها تماما كسبت أو ربحت فنحن في رياضة فالواقع لم يتغير وفوزك يا سيدي أو خسارتك لم يزل شيئا من أوجاع أهلنا في القدس وضواحيها ، انتهت المباراة ولم يبق منها إلا الأحاديث وإذا كان للاعبنا المصري آراء وراية تسيطر علي أفكاره كان عليه أن ينتصر لسماحة دينه لأن سلوكه وإن كان يعد شخصيا فإنه ترك انطباعا سيئا لن ينفع الناس في شيء والقضية بالأساس تحتاج إلي النصر في مجالات أخري فتقدم الدول والشعوب يأتي علي واقع تنظيمي خالص وليس صناعة بطولة شخصية.