وليد وهبة يكتب: الاعتداء على الحيوان جريمه يعاقب عليها القانون

بادئ ذي بدء وقبل أن أتحدث عن الوضع القانوني للاعتداء على الحيوانات سوف احكي لحضراتكم احد المواقف التى رأيتها بعينى مع احد اصدقائى.
فكانت لى صديقه تعشق تربيه القطط وكانت تعطف على احدى القطط الضاله المتواجده بالعماره التى تقطن بها وكانت دائما ما تطعمها وتهتم بأمورها واذ بصديقتى سافرت لمده بسيطه ثم بعد عودتها من السفر لم تجد القطه فبحثت عنها فى كل مكان حول العماره حتى انها سألت الحارس الخاص بالعقار عن القطه فقال انه ليس لديه علم اين ذهبت.
واثناء مرورها بحديقه المنزل سمعت صوت قطه وكأنها تصرخ لتستغيث بأحد فذهبت الى المكان القادم منه الصوت فوجدت القطه التى كانت تبحث عنها ملقاه فى الحديقه وظهرت عليها اصابات عباره عن جروح ونزف غزير بالساق الخلفى لها وكسر بالساق الاخرى ترتب عليه خروج عظمه ساقها عن موضعها وتلوث مكان الجرح واحداثه ألما شديدا للقطه كما ان الجرح قد تورم وانتفخ وحدث به خراج.
الامر الذى حملها مسرعه لحمل القطه والذهاب بها الى اقرب مستشفى بيطرى ولقد تم عمل الاسعافات المناسبه للقطه وتطهير الجرح واعطاؤها بعض الحقن ومسكنات الالام واكدت الطبيبه ان هذه الاصابه جاءت نتيجه سقوطها من احد الاماكن العاليه كما ان الاصابه متواجده من مده زمنيه تصل الى اسبوع تقريبا قبل اكتشاف القطه وبسؤال الطبيبه انه هل هذه الاصابه قد تحدث لأى قطه نتيجه تسلقها او هبوطها من على الاسوار المرتفعه اكدت ان الاصابه حدثت نتيجه تعمد القائها من فوق احد الاماكن العاليه.
وان كان هذا الامر فى واقعه لا يمثل شيئا مهما للكثير من الناس وان البعض قد ينظر انها مجرد قطه ضاله وان البني ادمين اولى وان هذا الموضوع لا يشكل اهميه الا انه فى الواقع اثناء تواجدى معها فى المستشفى ورأيت الكثير من الذين يهتمون بتربيه الحيوانات ويهتمون بعلاجهم وتطعيماتهم.
ادركت ان هناك معنى مهما جدا للانسانيه حيث ان هذه القطه روح ونحن نتعامل مع الحيوان بدون انسانيه فكيف لنا ان نهتم اصلا بالانسان ونفكر اساسا بالانسانيه ونحن نفعل ذلك مع المخلوقات والارواح التى خلقها الله عز وجل.
حتى اننا لا ننصح الاطفال التى تعبث بالحيوانات فى الشوارع بكل وحشيه قد يضرب الحمار او البهائم او يضيق الحبل على رقبه الكلب ولا يسقيه كيف كانت لهذه القطه العاجزه عن الحركه لمده اسبوع ان تأكل او تشرب فانها الانسانيه ورحمه الله عز وجل.
فربما جعل الله لها رزقا حتى تظل على قيد الحياه ولقد وردت فى الاحاديث النبويه الكثير من العبر التى تجعلنا نهتم بالدواب المتواجده حولنا حيث ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فقَالَ الرَّجُلُ:
« لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي »
فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ فَسَقَى الْكَلْبَ
فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ .
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا فَقَالَ نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ .. صحيح البخاري 2323 / صحيح مسلم 2244
كما انه قد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض متفق عليه.
وانه بالرجوع الى احكام القانون المصرى نجد ان قانون العقوبات افرد نصوصا خاصه بحمايه الحيوانات ووضع لها عقوبات لمن يعتدى عليهم وذلك فى نصه فى مادة 354 "كل من كسر أو خرب لغيره شيئا من آلات الزراعة أو زرائب المواشي أو عشش الخفراء يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه".
وان المشرع هنا قد خص نوعا معينا من الحيوانات بالحمايه وهى المواشي فقط الا انه افرد عقوبه سنه على من يعتدى عليها كما انه فى نص الماده 355 يعاقب بالحبس مع الشغل.
أولا :- كل من قتل عمدًا بدون مقتضى حيوانًا من دواب الركوب أو الجر أو الحمل أومن أي نوع من أنواع المواشي أو أضر به ضررًا كبيرًا.
ثانيا :- كل من سم حيوانا من الحيوانات المذكورة بالفقرة السابقة أو سمكا من الأسماك الموجودة فى نهر أو ترعة أو غدير أو مستنقع أو حوض.
وكل شروع فى الجرائم السالفة الذكر يعاقب عليه بالحبس مع الشغل مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه.
ويتبين من هذا النص ان قتل الحيوان او حتى محاوله قتله دون مقتضى يعتبر جريمه يعاقب عليها القانون بالحبس لمده سنه وان المشرع فى هذه الماده وضع ايضا الحظر على المواشى وعلينا ان ننوه ان القتل غير الذبح فإن الذبح من الامور الشرعيه المتبعه والتى فيها شروط وهى عدم التعذيب اما القتل هو القتل بدافع التخلص من الحيوانات دون الاستفاده منهم ودون ان يكون لهذا القتل مقتضى.
فإن مجرد قتل الحيوانات يمثل جريمه يعاقب عليها القانون وذلك لانه لم يأت لكون الحيوان مسعورا او انه مريض ولا يمكن شفاؤه وانما جاء القتل بدافع الانتقام فقط.
كما ان المشرع افرد عقوبه اضافيه على من يفعل هذه الجريمه وهى ان يظل مراقبا من الشرطه لمده سنه على الاقل واذا ظهرت عليه اى دلائل على قيامه بارتكاب مثل تلك الجريمه مره اخرى يحبس ويعاقب بالسجن مره اخرى لخرقه للقانون وان المشرع شدد العقوبه هنا فى الجرائم السابقه فى نصه فى الماده 356 "إذا ارتكب الجرائم المنصوص عليها فى المادة السابقة ليلًا تكون العقوبة الأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى سبع سنين".
اذ يتضح ان المشرع قد شدد فى العقوبه لتصل الى ثلاث سنوات وبحد اقصى سبع سنوات اذا ارتكبت ليلا والغرض من ذلك هو اثبات نيه مرتكب الجريمه فى قيامه بجريمه القتل.