الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«عُمران» .. هذه هي الحرب !!!


كان مشهد الطفل السوري عمران وهو يخرج من تحت أنقاض منزله أو نقول من تحت حطام منازل أهلنا جميعا في سوريا، مشهدا مهيبا من الناحية الاعلامية والإنسانية والأكثر بشاعة وهو يمسح دماءه ساكنا لا يتحرك ويقول لنا بصمته هذه هي الحرب داعيا علي كل من تسبب في ذلك.

وأقول لك يا ولدي وأنت صغير قبل أن تكبر، فيك الانسانية التي أعتقد أنها ماتت عندك علي واقع الحال وصوت الرصاص ورائحة الدم التي تنتشر في كل مكان ، إنها المصالح والصراع علي السلطة الذي أدي في النهاية إلي حرب كاملة الأركان ومتعددة الأطراف، ولكي تتضح الصورة لديك فإن البشرية فقدت أكثر من 90 مليون شخص في الحرب العالمية الأولي والثانية ضاعت معها كل معالم الانسانية وما زالت تداعيات ذلك مستمرة حتي الآن...والهدف السيطرة والصعود على قمة السلطه فى العالم بأى ثمن...

يا ولدي لقد مات ضمير الكل ولم يعد ممكنا مع هذا المشهد الرصد والتحليل والتوقع ولكني أقول لك لا تنس أن ما حدث كان نتيجة فساد النخب وتكاسلها وعدم ادراكها لما يحيط حولها من مكائد ومؤامرات ، هذه الألفاظ دائمة الحضور في المجال الاعلامي فقط ولكن عدم الالتفات لها وتدبير كل شيء لمواجهتها سياسيا يعبر عن قمة التخلف والفساد في حماية الأوطان لأن الخطأ الواحد في مجال السياسة يكون له نتائج كارثية.

أضف إلي ذلك ممارسات النخب الإقصائية التي خلقت احتقانا وخاصة الأسس المذهبية والعرقية ، كل ذلك بمساندة إقليمية ودولية لمجموعات إرهابية هذا وصفها الفعلي بالسلاح والمال علي حساب أي شيء للفوز بنصيب من الثروة والسلطة ولم يعد مقبولا أن نتحدث عن فائز ومهزوم في ذلك ولكنها السياسة ، الفائز يذهب الى احلامه وما خطط له علي جثث الناس مع دفع الديون لمن ساعدوه علي ذلك ولسانك العربي يفضح تنظيم العرب الوحيد ألا وهو جامعة الدول العربية والحديث عن ذلك يحتاج مساحة ليس هذا مكانها والأمل مازال قائما ما دامت الحياة عسى صمتك أن يصل الشعوب العربية وقبل ذلك السلطات الحاكمه التى عليها تحقيق حلم الوحدة التى طال انتظارها......

لقد ضاع الأمن والأمان في أرضك ووطنك والمشاهد التي رأيتها لغرباء علي أرضك هم مرتزقة الحروب والأسلحة التي نراها في أيديهم من صناعة تجار الدم والنار وسعداء الخراب وسماسرة بيع الأوطان وتحقيق الثروات بأي ثمن، هذه يا ولدي ليست قصيدة أكتبها فيك ولكنها الحقيقة التي تظهر جلية كل يوم في سوريا ولتعلم أن مجد بلادك في محاولة امتلاك القوة في جميع المجالات وتحقيق العدالة في امتلاك الثروة وتوزيع السلطة ولتعلم جيدا أن السياسة بلا إنسانية بل إن التجارة في مجال الدم والحروب أصبحت سبيلا لتحقيق الثراء السريع ، وأخيرا لك الحق فى الصمت لأن كل المشاهد من حولك تهدف لتقسيم وطنك والفعل مدبر ودليلي ظهور ملامح تقسيم الدول في مناطق أخري والبداية ستكون إقليم كردستان بالعراق، وفي ذلك حديث سياسي ممتد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط