قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فتاوى القهاوي !


ابتليت الأمة الإسلامية دون غيرها من الأمم بفريق المدعين ؟ الذين يدعون زورًا وبهتانًا أنهم يمتلكون المعرفة ، والثمرة حالة من "التوهان" أصابتنا جميعا ، والشاهد سيل من الفتاوى الظلامية والفوضوية التي قلبت حياة الناس رأسًا علي عقب ونغصت معيشتهم ، والمؤسف أنهم يتجرؤون علي الفتوى وإن افتقدوا أدني مقوماتها.

ورحم الله أيامًا كان رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم يُسئل فلا يجيب وقد سُئل عن الروح وعن أهل الكهف وعن ذي القرنين فلم يجب ، حتي نزل عليه الوحي ولم يتحرج مما قاله المشركون، مرة أخري سئل صلي الله عليه وسلم عن خير البقاع وشرها فلم يجب حتي نزل عليه الوحي .

وقد قال أبو بكر رضي الله تعالي عنه وأرضاه : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني وأين أذهب وكيف أصنع إذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد الله ، وكانت عبارة ( لا أدري ) عند القدامى منزلة ومكانة ، فقد روي فيها خبر العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة قائمة ولا أدري .

وقد كان الإمام مالك وهو من هو يُسئل أيضا فلا يجيب وقد قالوا عنه أنه إمام أهل زمانه وزادوا لا يُفتي ومالك في المدينة ، وسامح الله أحدهم عندما قال بانتفاء الخلوة الشرعية بين الموظف وزميلته إذا رضع منها خمس مرات مشبعات ، ومنهم من قال إن التبرك ببول النبي صلي الله عليه وسلم من الأمور الجائزة دون مراعاة للحكم الخاص ووقت الحدث إلى آخر هذه الفتاوى التي سئمنا من سماعها في السنوات الأخيرة .

والمؤسف أن هؤلاء من تطوعوا لتشويه صورة الإسلام ، يسمونهم في كثير من وسائل الإعلام المختلفة بالمفكرين ويزداد الأسف أن فينا ومنا من يصدقهم من باب خالف تعرف ، وإذا حاول المخلصون التصدي لهم اتهموا بالتخلف والعودة إلي الأزمان الغابرة هكذا قال أحدهم ؟ ليس هذا فحسب بل إن هناك من يدافع عنهم ويقف في خندقهم من باب حرية الرأي والإبداع .

لقد أصبحت الفتوى للأسف علي أيديهم ضيعة لكل من هب ودب . بل منهم من يقول الإسلام ليس حكرا علي أحد وهي مقولة ظاهرها الرحمة ومن خلفها العذاب ، الإسلام يا سادة لا يُمكن أن يكون سلعة يلوكها العوام ومن يدعون المعرفة ؟ ممن يجلسون علي المقاهي والغرز، وليس أقل من إعادة الهيبة إلي دار الإفتاء المصرية وتجريم الذين يفتون دون علم ، فهل نطمع في إصدار تشريع حاسم يحفظ الدين من هؤلاء الهواة ويقينا جميعًا من العبث .. هذا ما ننتظره ؟؟