الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلاميون الجدد


بعد أن نجحت ثورة 30 يونيو من العام 2013 فى إنهاء ما أعتبره "بروفة حكم الاخوان" ، وتتعرض بلادى مصر لحملة تضليل وتشويه يدرك القاصى والدانى مدى مخاطرها على مستقبل البلاد والعباد ، وهى الحملة التى يقودها تنظيم الاخوان ، ويعاونه فيها جهات وعناصر أخرى تسعى بكل مالديها من قوة لإسقاط مصر لحاجة فى نفس يعقوب ، لم ولن يقضها.

ويشارك فى تلك الحملة المسمومة ضد بلادى مصر ، أطراف تباينت لديها آليات العمل ، غير أنها اتحدت فى الهدف ، وهو الرغبة فى تعجيز الدولة المصرية عن السير قدما نحو المستقبل الذى ينشده شعبها ، الذى تحرر من فترة حكم هى الأسوأ فى تاريخه ، وهى الفترة التى ادعت فيها جماعة التنظيم الاخوانى أنها تحكم مصر.

فبجانب آليات التسليح بالذخيرة الحية والمواد المتفجرة ، تسلح الإرهاب ضد مصر أيضا بالاعلام ، الذى يلعب دورا لايقل فى تأثيره القاتل عن السلاح النارى أو المواد المتفجرة ، وانتشرت وسائل الاعلام فى الخارج وظهر معها إعلاميون جدد يروجون لفكر جماعة الاخوان وكأنها الضحية ، وعمدت كثيرا من وسائل الإعلام إلى تزييف الحقائق عن طريق تقارير غير مهنية أو حيادية تناولت القضايا والشأن المصرى ومعه الإرهاب بنظرة أحادية الجانب، حتى تصور للعالم أن مصر ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان والتظاهر السلمى.

فالذى يطالع الصحف الأجنبية سواء فى أمريكا أو أوربا ، وكذلك تقارير المنظمات التى تدعى الدفاع عن حقوق الانسان ، يدرك مدى الهجمة الشرسة التى تشنها كثير من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية وهى بلا أدنى شك مدفوعة الأجر ، وتهدف لخدمة الأفكار الهدامة.

الحملة الاعلامية فى الخارج وكذلك فى الداخل التى يقودها دخلاء على مهنة الصحافة والإعلام إذن هى جزء من حرب على مصر ، وكما قامت الدولة ممثلة فى أجهزتها الأمنية وقواتها المسلحة بمواجهة أفكار النار والدمار ، فان على أجهزتها الاعلامية أيضا أن تقوم بدورها فى درء تلك الأفكار القوادة إلى الحرب عن مصر، وأن تتبنى رسالة إعلامية لتبصير الغرب والمجتمع العالمى بما يحدث فى مصر ، وعدم الاكتفاء بالقيام بدور المدافع عن نفسه، وكأن مصر متهمة بالسعى إلى استقرارها وأمن شعبها.

المنظومة الإعلامية فى حاجة إلى دور يتناسب مع طبيعة المرحلة الخطيرة التى تمر بها مصر ، فهناك دور ينبغى على الإعلام فى بلادى مصر سواء كان مملوكا للدولة أو خاصا القيام به ، كأن تكون هناك قناه فضائية تدافع عن قضايا الدولة وبأسلوب أداء مهنى يقوم عليه متخصصون ، كما أن على الهيئة العامة للاستعلامات دور لايقل أهمية ، فى أن تقوم بتبصير العالم بحقيقة الأوضاع فى مصر ، والدفاع عن قضاياها ، وبجانب ذلك كله ينبغى على وزارة الخارجية والملحقية الإعلامية فى كل السفارات فى العالم ، القيام بذلك والرد على افتراءات الإرهاب ضد مصر فى صحف الدولة التى تتواجد بها السفارة أو القنصلية.

ومع كل ذلك ينبغى أيضا على وسائل الاعلام الداخلية من صحف سواء كانت قومية أو حزبية أو مستقلة ، أن تتبنى رسالة إعلامية جديدة تقوم على المهنية فى الأداء ، وتعمل من أجل الوطن وبعيدا عن المصالح الخاصة.

بقيت نقابة الصحفيين المصريين ودورها والذى ينبغى أن يتمثل فى مواجهة ظاهرة الإعلاميين الجدد الذين يخرجون على مقتضيات المهنة وظروف الوطن ويبثون أفكارا سامة ضد الدولة وضد استقرارها تحت مزاعم حرية الرأى والتعبير وممارسة النقد، فعليها باعتبارها المظلة التى ينضوى تحت لوائها الصحفيون أن تقوّم الذين ينتمون إليها ويمارسون المهنة بما يخدم أعداء الدولة، فهذا دورها، وعليها أيضا تنظيم لقاءات وندوات تدعو فيها النقابة ممثلى الصحف ووكالات الأنباء الدولية العاملة فى مصر لتبصيرهم بحقيقة مايجرى فى البلاد ، حتى لايكونوا ناقلين للكفر بالوطن من جانب جماعات الفكر الهدام التى تسعى لتدمير الدولة.

فظاهرة الإعلاميين الجدد سواء فى الداخل المصرى أو خارجه تهدد المهنة وتضر بأبنائها فضلا عن مخاطرها على المجتمع واستقراره، وهو ما يجب أن تتنبه إليه النقابة وتتحرك من أجله قبل أن يتم فتح الباب للتدخل من خارجها، الذى يسعى لفرض الوصاية عليها.
======
[email protected]
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط