الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان فوق العرش .. «ميشال عون» رئيسا بعد 30 شهرا!!


بلد الرسالة هكذا لقبه البابا يوحنا بولس الثاني ... لبنان .. الحنين الذى يطل بشمسه على قعر ظلام شرق أوسطي فيتسرب الأمل من خلال شعاعه بأن الغد ربما يأتي بفائدة على تلك البقاع التعيسة ...!

حصن المطبخ الحضاري الذى منه يأتي كل جديد ولا تضيع بين ثناياه أصالة الماضي التليد... منه تشرق الأفكار وتتحسس بين ضجيج السقوط العربي صوت الموسيقى وهمس فيروز ...

جمال الأرز والجبال الخضراء والمنحنيات المنسابة بأحضان الطبيعة مع صوت لبنان وصخب المقاومة التي تزلزل حدود المحتل الصهيوني فيشعرك هذا الخليط دائما أنك في وطن مختلف.

مختلف طبيعة وطباعا .. مختلف تركيبة وتصميما ... مختلف جمالا وانسيابا...مختلف رقة وعنفوانا ..!

فتزدهر معه وبه قيم التعايش التي تُبقي لبنان ... وقيم التآلف التي تصنع لبنان .. وعبق التنوع الذى يجعل من لبنان ... لبنان ..

لقد أراد به المتآمرون من أجلاف الصحراء شرا فيما أراد برسالته لعالمه نورا وخيرا ..

وبعد قرابة العامين ونصف العام أو ما يقارب الـ 900 يوم ومقعد الرئاسة اللبناني فارغ وخلفه أزمة تعصف بمؤسسات الدولة الدستورية وأجهزتها الإدارية ينجح لبنان وسط هذا العراك الإقليمي والدانات التي تحاصره من النفاذ من وسط المحنة التي حاولت أن تعصره وينتخب بكل لبنانيه الجنرال ميشال عون رئيسا .. ليكون الرئيس الثالث عشر للجمهورية وقائد الجيش الثالث بعد إيميل لحود وميشال سليمان الذي يحتل هذا المنصب ..

لبنان الصغير في مساحته غير أنه يحتل جغرافيا أمة كاملة بكل شعابها ووديانها ... ففيه من عناصر القوة ما يجعله عصيا على السقوط ومن عناصر البهجة ما يجعله قادرا على كسر لوعات الاكتئاب الاجتماعي كما السياسي ... ومن عناصر الفحولة الثقافية ما يجعله قوة كبيرة بمواجهة حركات الإظلام التي يمارسها جيب سلفي هناك كاره للأمان مستفز للاستقرار مهني بكل حرفية لدى الإرهاب يعمل ليل نهار على تغيير طبيعة لبنان إما بكسرها وتطويع إرادتها لتكون مطية للإرهاب فكرا ونصلا ... أو بدحرجتها في وسط موجة الفوضى التي اصبحت قوى المقاومة والجيش الوطني في مواجهتها سدا مانعا وجدارا عازلا ..!

ومنذ بداية الأزمة في سوريا .. وتحريك سرايا الإرهاب عبر حدود تركيا والحدود الجنوبية عند درعا وكانت المراهنة على لبنان وبحرها وتعقيد الحدود بينها وبين سوريا لتكون بتضاريسها للإرهاب حصنا ومأوي وسندا وتوريدا ودعما ..!!

وعندئذ باتت الأنظار تتحرك صوب عرسال ووديانها وسكانها لعل نطاقها الجغرافي والفكري والمذهبي يشكل هذه البؤرة القادرة على تحويل لبنان إلى معبر للسلاح عبر البحر وطريقا للإرهاب عبر الوادي وصولا إلى سوريا من ناحية الغرب القريب على دمشق فيسقطها ...!

وعليه طال أمد التعطيل وجعل الكرسي الجمهوري في لبنان بلا رئيس طوال هذه المدة من عمر البلاد ..!

وبعدما تآكل ظن المتربصين وقامت لبنان بجيشها ومقاومتها بدور في حماية غرب سوريا وحدودها من أن يمسها شرا سيطول لبنان حتما .. واستطاعت مع حلفائها أن تمنع سوريا من السقوط الذى سيأخذ بيده لبنان يقينا ... هنا ذبل أمل التآمر ولم يجد المخطط منصة إطلاق على أمن لبنان وتنوعها وتمسك قوى المقاومة الحرة بخياراتها في انتخاب رئيس وطني حر لا يخضع للمساومات ولا يقدم لبنان للمراهنات وكانت النتيجة أن تصعد لبنان فوق عرش الأمن والاستقرار وتنتخب رئيسا لبنانيا بإرادة وطنيه انتصرت على مراهنات كل المستثمرين في أجندة الإرهاب .!!

وهنا لا يسعنا إلا تهنئة لبنان بالنصر ... النصر الدستوري في معركه دامت قرابة العامين ونصف والنصر الميداني الذى حفظ لبنان في الانزلاق في شارع الإرهاب من خلال سعي سلفي دؤوب لتعكير الأجواء ونصرة التطرف في المنطقة عبر طأفنة النزاع فيها بكل حيلة ماكرة وتدليس مريب ..

لتبقى لبنان طلة شرقية بوجه متنوع يقدر قيمة التعايش ويقدمها على أنها الأمل الوحيد للباحثين عن مستقبل وسط صراخ التطرف ونكايته والمتاجرة بالمقدسات لسكب المزيد من بنزين الجهلاء على نار السفهاء التي تجتاح اليوم كامل المنطقة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط