الضمير

يومًا قال لي (أبى رحمه الله): يا ولدى الشجاع من أطاع ضميره، وهزم هواه، يا ولدى: أسمع لضميرك قبل الدنيا كلها لأنه الأصدق الذي يحذّرك ، ويحاكمك قبل محكمة القدر، وإن لم تصغ إليه، وهزمك ضعفك، فلتتحمل تبعات نفسك دنيا، وآخرة، فالدنيا لم تخلق عبثا، خلقها الحليم، العدل، المنتقم، الجبار، يمهل و لا يهمل، حاسب نفسك بنفسك، ولا تكن مغرورًا. (رحم الله الجميع).
وتمر بى تجارب الحياة بقسوتها ومرارة الأيام ،بعد غياب الضمائر، ورحيل معظمها عن عالمنا، لأعرف قيمة ومعاني هذه الكلمات، وكل لحظة من عمر الحياة أدرك معنى الضمير وقيمته، أحن إليه وأبحث عنه فى قلوب الناس لا أعينهم ، فالعيون امتهنت التمثيل، وأتـقـنت فنون الخداع، وزيف الأقنعة والقناعات؟
بحثت صارخًا على الضمير الإنساني ؟ أين أنت ؟ ضاع صوتي، والملايين بحثًا عن الضمير العربي ؟ والعالمي أين أنت ؟ يجاوبني.. رجع الصدى ؟ هل رحل الجميع؟
أتطلّع بعيدًا نحو الأمل، فتنعكس أشعة سّراب؟ تعمى العيون عن البصر؟ أما البصيرة ..غشيتها سحب الظلام نهارًا فطمستها ؟ ما الذى يحدث لك أيها العالم الظالم؟ أهي لعنة المظلومين ؟ تلاحقنا نحن الصامتين ؟؟ بعد أن رحل الضحايا أما أبصارنا ،ولم نراهم ؟ صرخوا .. صمّوا آذاننا ، ولم نسمعهم؟
إلى كل هؤلاء أقول: أنتم أكثر منى معرفة ؟ وأبيكم قال لكم ما هو أكثر، والحياة علّمتكم كثيرًا ، لكن لم يحن دوركم ليعلّمكم القدر ؟ فلم تحن ساعة الحساب ؟ نعم مازال لديكم الوقت، لكن إلى متى؟ لا أعلم ؟ فهل أنتم تعلمون ؟؟
أنصتوا فقد تستيقظ ضمائركم التي نامت ،أو ماتت ؟؟
كثيرًا ما يكون طريق جهنم مفروشا بالأعذار والتبريرات.
الضمير بوصلة المرء.
ما أسهل المكر حين تتهيأ له النفس.. وما أيسر الكيد حين يطمئن إليهِ الضمير.
ان الشيء الوحيد الذي لا يلتزم برأي الأغلبية، هو ضمير الإنسان، لأنه صوت الحق.
كل ما يتطلبه الطغيان للوجود هو بقاء ذوي الضمير الحي صامتين.
الضمير السوي هو أفضل صديق للإنسان.
السعادة الحقيقية موجودة في الضمير لا تقم أبدًا بشيء يخالف ضميرك وإن طلبته الحكومة.
يمكنك غسل ثوبك لا غسل ضميرك ، فالضمير يساوي ألف شاهد.
الضمير هو نور الذكاء لتمييز الخير من الشر.
في داخل كل منا محكمة عادلة تبقى أحكامها يقظة في نفوسنا، هي الضمير.
بداية وخز الضمير بداية لحياة جديدة.
الضمير اليقظ هو الذي تصان به الحقوق المتمثلة في حقوق الله والناس، وتحرس به الأعمال من دواعي التفريط والإهمال.
الضمير هو ذلك الصوت الخافت الذي يدوي أحيانًا فيقض عليك مضجعك.
الكاتب هو ضمير الشعب ، بل يجب أن يكون وخز الضمير.
الضمير هو الوازع الداخلي الذي يحرك الإنسان والذي يدفعه للابتعاد عن أي عمل خارج عن الدين والأخلاق . و لا سعادة تعادل راحة الضمير.
قد ينجو الشرير من عقاب القانون ولكنّه لا ينجو من عقاب الضمير.
ليس من شيء أكثر بؤسا من ضمير مذنب ، فجراح الضمير لا تلتئم أبدا.
الخطأ كلمة نصف بها فِعْلة، لنهوّن على النفْس من خطيئة تؤرق ضمير المؤمن.
لم يعد العالم ينتظر الخلاص على يد العلم، ولكن في أن يُبعث الضمير الإنساني من جديد.
**كثيرة هى المثل العليا، والحكم، والأمثلة والأمثال.
لكن : من يقرأ ؟ من يفهم ؟ من يفهم ؟ من يستطيع الامتثال ؟ الحياة كفيلة بالتجربة ، والأيام دُوَل ، لكن من يعتبر بضرب الأمثال؟
**تحية إجلال وتقدير لمعلمي الأول "أبى"، ولكل من علمني حرفًا، أو حكمة، أو تجربة ،ولو يومًا كلمة طيبة، لكم التحيّة صديقي العزيز "هانئ خليل" تفاءل .
** أمّا من أعطاني درسًا ، فإنّ غدًا لناظره لقريب ، وقريبًا لنا لقاء ، إذا حانت الأقدار ، إنّ كلّى يقين "إن كل شئ عند الله بمقدار".