قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إنها مِصر.. خَيَّبَكُم الله.. ألا زلتم لا تُدركون؟!!


* وقف أمامى حزينًا مُنهكًا.. بعدما أعيتهُ ملاحقتى لسنوات.. عله فى يومٍ يجدُ ضالته لدى.،
* فى خجلٍ وانكسارٍ قدم نفسه من جديد.. فهو يعلم أن هذا المشهد قد تكرر بيننا عشرات المرات وفى كلٍ منها لم يحصد سوى الصمت و ربما نظرة أسفٍ أخبرهُ من خلالها أن ما يطلبه ليس عندى.،

* إلا أنه لم يفقد إصراره يومًا..وما يلبُث أن يستعيد عزمه سريعًا ثم يعاود ملاحقتى مرة أخرى أملًا منه أن تكون الأخيرة.،
*لم يكن يعلم أننى أشاركه شغفه وأُزِيد.. وأننى لذات الهدف أريد الوصول بإصرار من حديد.،

* فى هذه المرة أشفقتُ عليه.. وقررت أن أضع حدًا لمعاناتهِ بأن أقدمهُ لك عزيزى القارئ ليقينى بأنك تشاركه نفس مطلبه.،

*فإليك إذن بهذا المسكين.. إنه ((السؤال الحائر)) الذى ظل يردد نفسه سرًا وعلانيةً.. باحثًا عمن يُجيب:
((لِما كُلُ هذا الحقد الذى مَلأ قلوبًا من بنى "أُمَتِنَا"؟! وما هو السر وراء إصرارهم على توجيه الطعنات لقلب هذه الأُمة الحى.. النابض بالحب.. والدائم العطاء والإيثار.. والمهموم بأوجاع سائر أعضاء هذا الجسد العربى البالى؟!))

* لا أحتاج توضيحًا ولا تفسيرًا كى أفهم أسباب العداء "الصهيو..أنجلو..أمريكى" لمِصر.،
ولا حتى أحقاد وأطماع "الفرس والترك".،
* ولكننى حقًا لم أستطع الهروب يومًا من حيرتى لمعرفة سر هذا الحقد الذى يضمرهُ من يُفترض فيهم القُربى لوطنى..

* أهو حقدٌ أسود على من فضلهم الله وميزهم ؟!
* أإلى هذا الحد وصل بهم الجحود والنكران والإنكار ؟!
* أم هو الخوف ممن أجلسهم على عروشهم..
ويُحركهم كالدُمَىَ بإشارة ونظرة السيد إلى العبيد؟!

* مَنَّ الله عليهم بأنهارٍ من ذهب.. كانت كفيلة بأن تروى صحارى الفقر والجهل والمرض وأن تنتشل الأمة بأسرها من عثراتها.. كانت كفيلة بتوحيد العرب شعوبًا وجيوشًا فى مواجهة أعدائهم.. ولكنهم لم يفعلوا.. ولن يفعلوا.،
*عُمِيَت قلوبهم وأعينهم عن رؤية الحق.. وصُمَت آذانهم عن سماع صوته.،
ولكنهم لَبّوا نداء الشيطان وعاونوا أعوانه.،

*الملياراتُ أُنفِقت.. والصفقاتُ عُقِدت.. والمؤامرات دُبِرت.،
**(العراق..سوريا..اليمن..ليبيا) جحيمها يشهد على ما زرعتموه من تطرفٍ وفِتنٍ وإرهاب.،
* الحضارات دُمِرت.. والأوطان نُسِفت وفُقِدت.. والشعوب قُهِرت.. ذُلت وهُجِرت..أُحرِقت وأُغرِقت..اُغتُصِبت وترملت وتيتمت.
* فأى مبرراتٍ ملعونةٍ بلهاءٍ سوف تسوقون.. وأى أعذارٍ بعد العقابِ من ربِ الأربابِ سوف تقدمون.

*وهذه كلمتى الأخيرة إليكم..
وإن كنت على يقين أننى أخاطب قلوبًا هى كالحجارة أو أشد قسوة وضمائر رحلت إلى غير رجعة، ونفوسًا مُسِخت وتوحشت فلم يعد يكفيها كل هذا الدمار والخراب والدماء التى سُفِكت فأراها تقف على جُثث العرب بكل شراهة وتقول: هل من مزيد؟!!

ولكنكم يا (( آل الحقد )) لابد أن تعلموا أنه :
** قد يَكُتب الله على مصر الفقر والمعاناة.. وقد يَكُتب عليها أن تخسر فى معركةٍ ما.. وقد يُدنِس ثراها المقدس محتلٌ طامعٌ فى خيرٍ وجاه.،

** ولكنه كَتبَ على نفسه حمايتها وأَقرَ لها بالأمن والأمان.. فأضفى حولها سياجًا حاميًا و درعًا واقيًا من الخراب والدمار.. ومد لها رباطًا وثيقًا متينًا لن تفلته أيدى أبنائها حتى يبعثوا.،
** صنعها الله على عينه..وجعلها كنانته وخصها وفضّلها وأهلها على العالمين.. وكان بالمرصاد قاصمًا ظهر من كاد لها أو أضمر سوءا.،
* إنَّ كُتُبَ التاريخ شاهدة..والعبر والعِظات حاضرة..
** ولكن عذرًا فإنى نسيت..
نسيتُ أنكم قومٌ لا تقرأون.. وإذا قرأتم لا تفهمون.. وإذا فهمتم تعاندون وتكابرون.،

* فماذا تركتم إذًا يا (آل الحقد) (لآل صهيون) بل أنتم عليهم تزيدون وتزايدون وفى الكُرهِ أشهد أنكم تتفوقون.،

** ما كنت أرغب يومًا فى كتابة تلك الكلمات..
وأُشهِدُ الله أننى ألجمتُها لسنوات.. أملًا فى أن تعودوا إلى الرشاد.. ولكنكم فى كل مرةٍ تُصِرون وتؤكدون أنه لا يوجد فيكم ولا منكم رجلٌ رشيد.،
* وبالأمس هالنى رؤيتكم فرحين مهللين وأنتم تُسَلِمون مفاتيح الخليج إلى مبعوثة الشيطان.. بعد أن انتهى دوركم أو كاد مع الأمريكان.. أإلى هذا الحد رضيتم واستعذبتم الخنوع والهوان؟!!
** فبِئسًا لِعُروشِكم وسُحقًا لتلك التِيجان..
فمِن أجل صَلفِكُم ونَزقِكُم دفعت الأُمة بأسرها أبهظ الأثمان.

* ولكن هيهات..هيهات
فربُ البرية يمهل ولا يهمل.. وقد اقترب والله يومٌ لن يحميكم منه إنسٌ ولا جان.،
** ستفنون أنتم و ستبقى مِصر رغم أنوفِكُم كما قال شيخُ هذا الزمان.،
* وسَيَجْبُر الله يومًا ضحايا هذه الأُمة قبل رحيل الزمان.. أو يُعوِضُهم ويُنزلُهم منازلهم فى أعلى الچِنان..،
أما أنتم ففى الدرك الأسفل منازلكم تنتظركم ومن عاونتم.. ولَكَم هى كثيرة عليكم يا من هدمتم الإنسان والبُنيان.

** أما أنت يا من حملت الأمانة..
فلا تجزع ولا تحزن..فنحن الأعلون بإذن الرحمن،
فقط..كن أكثر حسمًا و دقةً فى اختيارِ البطانة والأعوان،
واعلم أن وراءك شعبًا انتظرك.. وقرر أن يسير معك لنهايةِ العنوان.

* و لك يا من اجتهدت معى فى الإجابة أقول :
** فى زمن الفِتَنِ والمِحَنْ.. رَحِمَ اللهُ عقلًا راجحًا لَبَّىَ نِداءَ سؤال حائر فأراحهُ وأراحَ معه قلوب الملايين حتى يتسنى لهم تمييز الخبيث من الطيب.،
فالحدث حقًا جلل والأمر جد خطير..
ولن نقوى على المواجهة إلا بعقولٍ نابضة وقلوبٍ مُبصِرة وصابرة،

** أما أنتِ يا مِصر:
فمهما عانينا.. ومهما فقدنا وتألمنا..
نُقسِمُ أن نظل سندًا وعونًا لك إلى أن يوارينا ثراكِ.
لِيَعلم القاصى والدانى أن لهذا الوطن ربًا يحميه..وشعبًا يعشقه ويفديه.