الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محنة جديدة .. الساطور في مواجهة السطور !!


محاصرون بغوانتنامو فكري حبيس الأصولية بسقفها السلفي في شِقه التكفيري المستبيح لدماء الآخر فتسعى بكل جد تيارات الدعوشة السلفية تحت ألقاب مختلفة وفي مجمل وطننا المبتلى إلى تأسيس هذا الغوانتنامو في زاويا المجتمع المختلفة بين غبار جهل يستكين لها ويتبع قضبانها .. إما لمشاهدة الضحايا داخل الأقفاص أو لمشاركتها في إثاره الأنفاس ...!!

هذا الواقع الأصولي الذى يتم تأسيسه وتأصيله بالاعتداء على القيم الدستورية الحامية لحرية العقيدة وحرية الرأي والتعبير تستغل خطابا مطاطا لفهم سطور تراثية تأخذ نفسا معصوما مع أنها إنتاج بشري قاصر متعاونة مع منصة قضائية في بعض الأحيان من يجلسون عليها ليسوا إلا محصلة نهائية لإنتاج اجتماعي تراثي يسبح بعوراته في مستنقع الفكر الماضوي المعتدي بكل إنتاجه على النزعة الإنسانية التي تجعل الإنسان في المقدمة والثقة في إمكانياته كأمل يبشر المستقبل ..!!

هذا الواقع يمثل رهانا سلفيا يدفع بعض الفقاعات في المجتمع لحمل ساطورها والذهاب به إلى منصة القضاء لقضم بعض السطور التي تراها تقدم فكرا مغايرا وتفسيرا مختلفا للنص وبعدا إنسانيا تعايشيا ينحاز للمستقبل وممثلا لخطر هائل على مجمل الإنتاج السلفي الخاطف للمجتمع والدافع لتخلفه عبر مئات السنين لتسهل له فكرة السيطرة عليه عبر إنتاجها مرات ومرات بأشكال مختلفة ...!!

وإلا متى كانت مواجهة السطور بمنصة القضاء إلا في عهد محاكم التفتيش التي ظهر في أوروبا وقد تجاوزتها منذ مئات السنين لنبدأها نحن اليوم تحت رحى مفارز الفكر السلفي وأتباعه ليظهر أن ما بيننا وبين الآخر المتقدم هو نفس المرحلة الزمنية التي تقدر بمئات السنين أيضا بفضل إغلاق باب التعايش الفكري مع كل موجات الإنتاج الإنساني العالمي والعمل على إحكام بوابات غوانتنامو على الأمة المسجونة بحجة التغريب أو الزندقة أو الهرطقة أو الغزو العقائدي لمواجهة كل فكر مختلف عن التصور السلفي الذى جربته هذه الأمة على مدى مئات السنين وانتهى تخلفه بها إلى ظهور داعش وأخواتها كنبتات سلفية لم يعجبها ما أنتجته حتى فاعلية الإنسان من العمران فجاءت على قواعده في المدن والبلدات التي كانت آمنة...!!

لم يكن أول الضحايا الجعد بن درهم مؤسس النزعة الفكرية الحرة في الفكر الإسلامي حين قدموه للسيف أسفل المنبر بلا محاكمة .... ولم يكن آخرهم إسلام بحيري الذى سجن قرابة العام في قضية فكرية حُميت لسطورها السواطير حتى خرج مؤخرا بعفو رئاسي رأى أن المنصة تجاوزت على النص الدستوري ولم تحترم الحراك العالمي ولا زخم الفعل الإنساني التاريخي في نضاله من أجل الإنسان وحريته الفكرية والعقيدية وكان القرار الرئاسي ربما ضوء للمنصة كي تبتعد عن الطرق التي تدخلها التاريخ من أضيقه وتجعلها بجوار محاكم التفتيش في أحلكه ...!!

ويبقى واضحا للجميع وعورة المشهد وأن السفح السلفي لم تنحته عوامل التعرية التاريخية بعد ولم تؤثر فيه تجارب الأمم وقد غض نظرا فقده عن رؤية الواقع الحافل بمنظومة القيم بعدما فشل في الحوار وخسر في تقديم الحجة الرهان ... فطاش لبه وتقدم أحد المحامين ...سمير صبري ... بدعوى قضائية ضد موقع إعلامي للدكتور احمد راسم النفيس .. الأستاذ بكلية طب جامعة المنصورة .. وليس في متن الدعوى غير فضيحة مدوية تحمل عورتها على ساطور مقدم الدعوى إذ موقع الدكتور الجامعي لم يرتكب مخالفة طبية ولم ينحرف سلوكيا بما يضر المجتمع ولم يرتكب جرما جنائيا بالدعوة للعنف والإرهاب مثلا وكل ما عليه أن للموقع رؤية تؤمن بمذهب إسلامي معتبر وهو أحد المذاهب الإسلامية التي تدرس في الجامعات الإسلامية العريقة وضمن مذاهب الإسلام الثمانية في دوائر الفقه ومنظماته ومؤسساته العلمية ..

فهل مجرد الانتماء المذهبي لمذهب آل البيت وترديد مقولاته الدينية ونشر آرائه الشرعية وتصوراته المدنية مدعاة لحصار أستاذ الطب وموقعة الفكري بمنصة القضاء ... ورفع الساطور السلفي في مواجهة سطور تحمل من البينة والبيانات ما ربما يقدم ما يكفي من الإدانات التاريخية التي تحتاج لرد وتفسير وليس لمنصة قضاء ..؟!!

فهل الاشتغال الفكري لتنشيط العقل الإسلامي الذى تكلس بالنمذجة والمذهبة المغلقة سبب وجيه للذهاب بالأفكار إلى المحكمة كلما جاء منها مالا يوافق الهوى السلفي في تحدى كامل لقيم الدولة الحديثة الحامية بدستورها لقيم الاختلاف والضامنة بدستورها لحرية الرأي والتعبير وحرية العقيدة والانتماء ... ؟

كيف يحدث ذلك في وطن حر فيما يُترك القتلة حملة السواطير والألسنة التي تسن السواطير في زوايانا بلا ملاحقات ... ثم ندعو النهضة فلا تأتينا دون أن نتوقف لمجرد طرح السؤال ...؟
متى تتوقف هذه المهزلة ويغيب من أفقنا هذا السواد ...؟

حتى نمتلك الجواب .. ندعو كل المفكرين وحماة الرأي ودعاة القيم الإنسانية وجهات الإعلام والأعلام إلى مساندة الدكتور النفيس بسطوره في مواجهة عدوان الساطور وطموحه .... حتى تنجلي هذه السحابة التي تحمل من العذاب ما لا تحتمله الأيام ..!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط