قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وختام أعمال مجلس نقابة الصحفيين "...."


يقف مجلس نقابتنا العريقة – الصحفيين – اليوم أو غدا ، أمام اختبار جديد فى الوسط الصحفى، فرضته عليه القوانين الجديدة وتحديدا القانون 92 لسنة 2016 المعروف باسم قانون التنظيم المؤسسى للصحافة والإعلام.

يتمثل الاختبار ، والذى يمثل خاتمة أعمال مجلس النقابة ، حيث من المقرر أن تجرى انتخابات جديدة فى مارس القادم ، تبدأ لها الترشيحات من شهر فبراير القادم ، فى ترشيحات المجلس للأعضاء المقرر تعيينهم فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة ، والذين يصل عددهم إلى 10 مرشحين من بينهم 4 للمجلس الأعلى ، و6 للهيئة ،على أن يتم اختيار نصف ذلك العدد لكلتا الجهتين.

وأظن – وليس كل الظن إثما – أنه اختبار صعب للمجلس ويمثل خاتمة أعماله ، فإما أن تكون مسكا ، إن أحسن الاختيار ونالت استحسان الجماعة الصحفية ، أو تكون غير ذلك حال جاءت الترشيحات على غير إجماع كبير من الوسط الصحفى.

ومن أوجه الصعوبة – عندى - أن اجتماع المجلس والذى كان مقررا له الثلاثاء من الأسبوع الماضى ، تم تأجيله إلى غد "الاربعاء" فى وقت سارت فيه أحاديث داخل الوسط الصحفى عما يسميه البعض "تسريبات" لأسماء المرشحين ، والتى جاءت مخيبة لآمال قاعدة عريضة من الصحفيين.

والحقيقة أن المجلس يواجه تحديات خطيرة فى عملية الاختيار ، ما بين توجهه إلى اختيار أعضاء من داخل التكتل الناصرى ، أو اليسارى ، وهما التكتلان اللذان تجرى أحاديث فى الوسط الصحفى حول هيمنتهما على المجلس ، هذا من ناحية ، وبين اختيارات ترضى الجماعة الصحفية ، وخاصة التكتلات النقابية المستقلة ، ومنها لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة ، التى سبق وأن أبدت مخاوفها من عمليات الترشيح ، وطالبت بأن تكون متوازنة ، وتسمح بتمثيل عادل لكافة الصحف ، فى تشكيل المجلس والهيئة ، وعدم فتح الباب أمام سيطرة الصحف المملوكة للدولة ، وهى المطالبات التى واجهها البعض بالرفض.

هناك أيضا رابطة أعضاء مجالس الإدارات المنتخبة بالصحف المملوكة للدولة ، والتى أصدرت تحذيرات من مخاطر الترشيحات التى تقوم على أساس التربيطات أو التكتلات كما يحلو للبعض تسميتها.

يسبق ذلك كله حالة الانقسام التى يشهدها المجلس ، وهى السمة التى ظهر بها خلال فترات طويلة ،خاصة مع ارتفاع وتيرة الدفاع عن القضايا الوطنية ، الأمر الذى يجعل الانقسامات الداخلية بالمجلس أمرا واردا وبقوة ، هذا فضلا عن التزام المجلس بفكرة "السرية" فى طرح الأسماء وعدم مكاشفة الجماعة الصحفية بها، وهو أمر ليس مقبولا – على الأقل عندى – فى الوسط الصحفى ، فليس معقولا أن تتم مفاجأة الجماعة الصحفية بأسماء الأعضاء بعد اعتمادها من مؤسسة الرئاسة.

وأمام تلك التحديات لا أتصور أن المجلس سوف يخرج منها بسلام ، وإنما سوف يتعرض لأزمات قد تجعل خاتمة أعماله على غير هواه ، وهو ما أتوقع معه هجوما شديدا عليه من خارج المجلس من ناحية ، وبيانات وبيانات مضادة من داخله من ناحية أخرى.
----------
* الكاتب : مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة