نشهد كل يوم تقدما هائلا في وسائل التكنولوجيا التي تغير من تعاملاتنا بالحياة اليومية، ومنها ما يؤثر على كثير من المهن التي لم نعد في حاجة إليها لإيجاد بديل أكثر تطورًا، ولكن في حالة عم الجون "مكوجي رجل" فستتعلم ما هو التمسك بالتراث والأصل، والحب الحقيقي للعمل والاجتهاد.
عم "الجون" هو "مكوجي رجل" بمنطقة مقابر صلاح سالم، ظل متمسكًا بمهنته رغم تغيير كثير من زملائه طبيعة مهنتهم واستخدموا الوسائل المتطورة، فعاش 45 عامًا من عمره يستخدم لياقته البدنية في الكوي حتى اعتاد على عدم وجود مساعد له رغم كبر سنه.
بدأ عم الجون حديثه عن عمله بهذه المهنة منذ نعومة أظافره، محدثنا عن قيمتها وأهميتها في الماضي وما ولد عليه من ازدهار لها، قائلًا: "كانت المهنة لها قيمتها، وكان جميع المكوجية يعملون بهذه الطريقة، فكان يتوافد علينا الكثيرون من الزبائن، بينما اليوم لم تكن مثلما كانت عليه، فأصبح الكوي بـ4 جنيهات للطقم، فهي ليست مربحة بالنسبة لما نعانيه من غلاء الأسعار بهذه الأيام، كما أن الناس يفضلون توفير النقود والكوي بأنفسهم في المنزل".
وأضاف "الجون": "المكواة الرجل مازال لها زبائن، فهي تستطيع أن تكوي عباءة أو بنطلون جينز، حيث إن هناك خامات معينة لا يقدر عليها سوى المكواة الرجل، بينما هناك البخار لكوي أنواع معينة من الملابس".
وتابع: "بفتح المحل يوميًا بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العشاء، ويكون العمل بالنسبة للمكواة أفضل في الصيف لأنها تأخذ مدة تسخين ربع ساعة في الصيف بينما في الشتاء يطول تسخينها بسبب برودة الجو، ولا يساعدني أحد رغم كبر سني لأنني تعودت على ذلك، كما أن هناك غيري يقومون بقلب طريقة الكوي للطرق الحديثة لكبر السن وعدم القدرة على هذا المجهود، فوزن المكواة 18 كيلو وقد يزيد عن ذلك"، وأكد أنه لن يعلم أجيالا جديدة هذه المهنة لأنهم لا يتحملون تعبها ولا يملكون اللياقة البدنية لها.