الأزمات تحاصر « ترامب» فى أول أسبوع داخل البيت الأبيض .. تقديم "ساعة القيامة".. تصاعد الخلافات مع المكسيك بسبب "الجدار العازل".. موجة استقالات تضرب الخارجية الأمريكية بعنف
الرئيس المكسيكي يلغي زيارة واشنطن بسبب إصرار ترامب على الجدار العازل
استقالة رئيس دوريات الحدود الأمريكي احتجاجا على جدار ترامب
استقالات جماعية بالخارجية والوزير الجديد لم يستلم منصبه حتى الآن
يمر اليوم الجمعة، أسبوع على حفل تنصيب دونالد ترامب كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية الـ45، واتسم هذا الأسبوع بالايقاع السريع نظرا للقرارات المتلاحقة التى اتخذها ترامب من ناحية، ومن ردود الفعل عليها من ناحية أخري، ومنها إعادة علماء أمريكيون ضبط عقارب "ساعة القيامة" مع ظهور مخاطر أمنية كبيرة في العالم ومع مؤشرات استمد بعضها من تصريحات ترامب.
الخلاف بين إدارة ترامب مع وسائل الإعلام حول عدد الحاضرين لحفل التنصيب، اطلقت شرارة نيران الخلافات حيث قالت وسائل إعلام أن العدد كان أقل ممن حضروا حفل تنصيب الرئيس الأسبق باراك أوباما وهو ما نفته إدارة ترامب واتهمت الإعلام بعدم المهنية.
واشتبكت إدارة ترامب مع المكسكيك، عندما صدق ترامب، على قرارين بشأن تأمين الحدود وبناء الجدار الفاصل مع المكسيك تنفيذا لأحد البنود الأساسية ضمن برنامجه الانتخابي، وقال إن بلاده ستبدأ الاستعدادات لبناء الجدار المقدر ثمنه بـ12-15 مليار دولار، على الفور، وإن جميع الأعمال ستنفذ على حساب الميزانية الأمريكية على أن تعوض المكسيك الولايات المتحدة عن تكاليفه بشكل أو بآخر، مستقبلا، من دون توضيح كيفية تحقيق ذلك، ويصر الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو على أن بلاده لن تدفع الأموال لقاء بناء "جدار ترامب".
وأعلن الرئيس المكسيكي، إلغاء زيارته لواشنطن للقاء ترامب الأسبوع القادم، وذلك على خلفية الجدل حول بناء الجدار ، وأكد الرئيس المكسيكي في الوقت نفسه، عبر حسابه في "تويتر"، استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة "للتوصل إلى اتفاق مشترك"، فيما تقدم رئيس دوريات الحدود والاستطلاع الأمريكي، مارك مورجان، باستقالته احتجاجا على القرار.
كان ترامب قد نصح نظيره المكسيكي، بإلغاء زيارته للولايات المتحدة المقررة في 31 من الشهر الجاري، في حال رفض نييتو دفع كلفة بناء الجدار الفاصل بين البلدين.
وقال ترامب في تغريدة على حسابه في "تويتر":إذا لم ترغب المكسيك في دفع تكاليف الجدار ذي الحاجة القصوى، فمن الأفضل إلغاء اللقاء المرتقب"، وأضاف في تغريدة أخرى: "إن العجز التجاري الأمريكي مع المكسيك يبلغ 60 مليار دولار"، مشيرا إلى إن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "NAFTA" "تعمل في اتجاه واحد وتكلف البلاد خسائر هائلة".
ويبلغ طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك 3145 كم، فيما يصل طول الحواجز الأمنية بين البلدين والتي قد بدأ إنشاؤها خلال رئاسة بيل كلينتون، إلى 1078 كم، وينوي الرئيس الأمريكي الجديد بناء نحو 1600 كم من الجدار لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك إلى الولايات المتحدة.
وعادت إدارة ترامب للأزمات الداخلية مع تقديم مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية، خدموا في إدارة أوباما، استقالاتهم قبل تشكيل الفريق البديل، ووافق ترامب على هذه الاستقالات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر: "كما هي العادة خلال كل مرحلة انتقالية، فإن الإدارة المنتهية بالتعاون مع تلك المقبلة، طلبت من جميع المسؤولين في مراكز سياسية تقديم استقالاتهم"، ويعمل في وزارة الخارجية نحو 70 ألف موظف، ويعمد الرئيس المنتخب عادة إلى اختيار مسؤولين جدد في المراكز السياسية للوزارة، ورغم مغادرة وزير الخارجية السابق جون كيري منصبه، لم يتسلم خلفه ريكس تيلرسون منصبه بعد، لأن مجلس الشيوخ لم يوافق عليه حتى الآن، ويدير الرجل الثالث في الوزارة، مديرها السياسي توماس شانون، المرحلة الانتقالية، بعد أن غادر الوزارة بالفعل عدد من مساعدي كيري وكبار المديرين فيها.
وفى سياق متصل أعاد علماء أمريكيون ضبط عقارب "ساعة القيامة"، مع ظهور مخاطر أمنية كبيرة في العالم ومع مؤشرات استمد بعضها من تصريحات دونالد ترامب.
وأنشأ علماء أمريكيون في جامعة شيكاغو عام 1949 هذه الساعة الرمزية، التي تشير إلى الأخطار المحدقة بالعالم، مثل احتمال وقوع حرب نووية.
ووفقا لهؤلاء العلماء فإن البشرية اقتربت خطوة نحو الدمار الشامل، لذلك سعوا إلى ضبط عقارب ساعة "القيامة" من ثلاث دقائق إلى دقيقتين ونصف الدقيقة قبيل منتصف الليل، لتقترب نهاية العالم نصف دقيقة، وتعتبر الساعة أن عمر العالم يوم واحد، وبوجود عقاربها عند دقيقتين ونصف الدقيقة قبل منتصف الليل فهذا يعني أن العالم أقرب بنصف دقيقة إلى النهاية للمرة الأولى منذ 70 عاما في ذروة الحرب الباردة.
وقال العلماء إنهم اتخذوا القرار بعد دراسة عدة عوامل تشمل "التعليقات المزعجة التي أدلى بها الرئيس ترامب وتكاثر الأسلحة النووية والتغير المناخي"، ويشرف على الساعة الرمزية دورية "ذا بوليتان" العلمية التي يعدها علماء الذرة بجامعة شيكاغو، منهم نحو 15 عالما حاصلا على جائزة نوبل، وجاء الكشف عن التعديل في الساعة خلال إعلان للدورية في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ويظهر التسلسل الزمني لساعة "القيامة" تغيرها حسب الأخطار العالمية، فقد انخفضت إلى دقيقتين عام 1953 عندما اختبرت الولايات المتحدة قنبلتها الهيدروجينية، وارتقعت إلى 17 دقيقة عند انتهاء الحرب الباردة.