قالت صحيفة "الحياة" اللندنية، اليوم الجمعة، إن جماعة «الإخوان المسلمين» ستشهد خلال الفترة المقبلة تغيرًا استراتيجيًا على بنائها التنظيمي واستراتيجية تعاملها مع النظام المصري، إذ برزت محاولات، تدعمها أطراف دولية، للململة شتات الجماعة، بعد انشقاقها إلى فريقين الأول بزعامة القائم بأعمال مرشد «الإخوان» محمود عزت، والثاني كان يقوده القيادي في "الإخوان" محمد كمال الذي قتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة المصرية.
وأوضحت الصحيفة: "يقود تلك المحاولات رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي الذي عقد لقاءات عدة في قطر مع أطراف الفريقين، إضافة إلى القيادي في التنظيم الدولي للجماعة إبراهيم منير. وتعتمد تلك المساعي على إحداث تغيير في القيادة العليا للجماعة بالدفع بجيل الوسط، مع إجراء مراجعات في استراتيجية الإخوان باعتماد التهدئة مع السلطة المصرية ومحاولة الوصول إلى تفاهمات".
ونقلت الصحيفة السعودية عن مصدر مصري تحدث استبعاده بشدة «إمكانية التفاوض مع الجماعة»، مؤكدًا أن السلطة تتعامل مع الإخوان «كرزمة واحدة»، وقال إن «الدولة انتصرت على الجماعة في كل المحطات التي جرت منذ عزل (الرئيس السابق) محمد مرسي. هم الآن الفريق المهزوم ويسعون إلى موطئ قدم لا سيما بعد تغيير المشهد الدولي والضغط الذي يجري على بعض البلدان التي استضافتهم لإبعادهم».
وكذلك استبعد أيضًا قيادي في جماعة «الإخوان» صرح للصحيفة «حصول انفراجة قريبة في علاقة الدولة بالإخوان. فالوضع كما هو سواء بالملاحقات التي تجري للإخوان في الخارج أو التضييق على من هم داخل السجون»، لكن القيادي أكد أن فريق محمودة عزت «هو الذي يسيطر على الأمور داخل التنظيم، ومن لديه القدرة على حصول تفاوض».
ولفتت الصحيفة أن عضو مكتب إرشاد «الإخوان» جمال حشمت، المحسوب على الجناح الإصلاحي في الجماعة، عدد في مقال نشر على أحد المواقع المحسوبة على الإخوان، أخطاء وقعت فيها قيادة الجماعة منذ ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى رفضه قرار دخول الانتخابات الرئاسية «الذي كان يحتاج إلى مزيد من الحوار داخل التنظيم»، كما انتقد «اعتماد سياسة الحشد في الرد على المناوئين، والتي مثلت خطورة لعدم وضعها في إطار رؤية متكاملة تتعاون فيها الأدوات للوصول إلى هدف محدد»، مشيرًا أيضًا إلى «إحساس غريب وكان مبالغًا فيه لدى أغلب قواعد الإخوان بعد الثورة بأن هذا بداية التمكين، بل شعر البعض أنه صار بديلًا للحزب الوطني، خاصة بعد انتخابات الرئاسة من حيث السلطة والنفوذ، حيث نتج عن ذلك إشكاليات عدة منها الإحساس بأن الإخوان تحملوا مسؤولية مصر منفردين، وهي مهمة ثقيلة لا يمكن أن يتحملها فصيل أو حزب أو جماعة وحدهم أبدًا».
وأخذ حشمت أيضًا على قادة الجماعة «ندرة المعلومات التي هي سمة التنظيمات التي عملت بعيدًا عن العلنية، وكان من العجيب احتكار المعلومات حتى على أعلى المستويات، التي هي صاحبة القرار، ما أدى إلى لغط وغموض حول حقيقة ما يجري في الواقع، من أعمال ميدانية أو لقاءات سياسية أو استعدادات».
كما انتقد حشمت التحالف الذي كان جرى مع السلفيين «الذين لم يحدثوا أي مراجعات في فتاويهم التي حرمت العمل السياسي، ودخول الانتخابات ودخول البرلمان، ومارسوا كل ذلك من دون مراجعة، في انتهازية غريبة»، ورأى حشمت في نهاية مقاله أن مراجعاته «تفتح أبوابًا أخرى لسلامة الصدور وتنقية النفوس ومعرفة الأخطاء لتداركها، والأخذ بمقتضى الأسباب».