الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفير مصر بعمان: علاقات مصر والأردن نموذج يحتذى في العلاقات الثنائية

سفير مصر بعمان
سفير مصر بعمان

أكد سفير مصر لدى الأردن طارق عادل، أن العلاقات الأردنية المصرية نموذج يحتذى في العلاقات الثنائية بين الدول، معتبرا أنها تجاوزت أشكال الوصف التقليدية لما تتسم به من عمق ومتانة في المجالات كافة.

وقال عادل - في مقابلة مع صحيفة "الدستور" الأردنية اليوم الإثنين - إن العلاقات الأردنية المصرية علاقات نموذجية في العلاقات العربية العربية، من حيث التوافق السياسي الكامل في الرؤى والأهداف الموجودة بين الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال لقاءاتهما المشتركة لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا المختلفة والتعاطي معها، وكان آخر هذه الزيارات زيارة الملك عبدالله الثاني إلى مصر في أغسطس الماضي.

وأضاف أن اللجنة العليا المشتركة الأردنية المصرية هي أقدم لجنة عليا مشتركة في الوطن العربي وأول لجنة عربية أيضا، ومن المنتظر أن يكون هناك اجتماعا للجنة المتابعة لتنفيذ مخرجات اللجنة نهاية فبراير الجاري وستعقد في القاهرة لمتابعة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماع اللجنة العليا.

وأشار إلى أن واقع العلاقات الاقتصادية بين مصر والأردن لا يرقى لمستوى التقارب السياسي بين البلدين، وأنه سيسعى للارتقاء بالعلاقات التجارية والاقتصادية سواء بحجم التبادل التجاري أو الاستثمارات المتبادلة.. منوها بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 650 مليون دولار وهو ما لا يرتقي للتقارب السياسي وأن الإمكانات تفوق هذا بكثير.

وأكد السفير طارق عادل أن العمالة المصرية في الأردن تمثل أولوية كبيرة ومتقدمة جدا لمصر، والتي يقدر حجمها بحوالي 750 ألف عامل، وهذه العمالة موجودة منذ عقود طويلة.. معربا عن تفهم الرغبة الأردنية الحالية في تنظيم سوق العمل، داعيا إلى أن تكون النظرة للعامل المصري في الأردن نظرة خاصة، وتتعدى مجرد نظرة من الناحية التنظيمية، وأن تكون النظرة للعامل المصري بها بعد سياسي وتقدير للعلاقات بين البلدين.

وأشار إلى أن السفارة المصرية بعمان على تواصل باستمرار مع وزارة العمل ووزارة الداخلية، وهناك قنوات مفتوحة، لمعالجة وتسهيل ما قد ينشأ من وقت لآخر من مشكلات.

وطالب السفير في كل مرة بفتح باب التصويب للعمالة المصرية، والعمالة بصفة عامة، في الأردن، لأن التصويب هو أول إجراء يجب أن تقوم به لغايات تنظيم سوق العمل بالأردن.

وفيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتطرف، أكد السفير طارق عادل أن هناك تنسيقا عاليا جدا وعلى كافة المستويات لتبادل المعلومات والخبرة وأسلوب مكافحة الإرهاب بين مصر والأردن، لافتا إلى أن مصر على استعداد للتعاون مع المملكة للخروج بقرارات أو مخرجات على نفس قدر التحدي الذي تواجهه مصر فيما يتعلق بالتهديد الإرهابي.

وأضاف "أن هناك تفاهما كبيرا مع الأردن فيما يتعلق بالتعامل مع الفكر المتطرف، ونحن من خلال الأزهر ومكتبة الإسكندرية بدأنا منذ أكثر من ثلاث سنوات عملية التعامل مع البعد الثقافي والأيدلوجي للفكر المتطرف، ونعلم أن هناك جهودا أردنية حثيثة في نفس هذا الإطار، وهناك تبادل للخبرات والعمل والندوات والمؤتمرات لتوحيد الرسالة لمواجهة الفكر المتطرف".

وقال إن القمة المقبلة ستبحث عددا من الملفات المختلفة؛ أبرزها ملف الإرهاب، وقضايا أخرى بما فيها الملف السوري والعراقي والقضية الفلسطينية، وقضايا أخرى متعددة.. مؤكدا حرص مصر على إنجاح هذه القمة وضمان أن تخرج بمخرجات تخاطب الشارع العربي وتكون على قدر المسئولية والتحديات التي تواجه المنطقة سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الأزمة السورية أو الليبية أو اليمنية، أو العراقية.

وفيما يتعلق بشأن المشاركة السورية بالقمة، قال السفير إن هناك قرارا صادرا بشأن سوريا من جامعة الدول العربية، وأي شيء خلاف ذلك يتطلب اجتماعا آخر لأخذ قرار لإلغاء القرار السابق، وبالتالي لن يكون قبل القمة بطبيعة الحال.

ولفت إلى أن الملف السوري سيكون محل بحث القادة العرب خلال القمة العربية، في ضوء التطورات الأخيرة المتسارعة بدءا من اتفاقية الهدنة واجتماع أستانا وكذلك جنيف كلها أمور تمت أو ستتم، بالتالي سيكون على القمة أن تدرس وتناقش المواقف العربية وتتعامل مع تطورات الملف السوري.

وحول تفاصيل زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى عمان، قال السفير طارق عادل إن الوزير شكري سيقوم بزيارة رسمية للأردن تستمر يوما واحدا، يلتقي خلالها كبار المسئولين الأردنيين، ووزير الخارجية وشئون المغتربين أيمن الصفدي.. وتأتي الزيارة في إطار المشاورات واللقاءات المستمرة ما بين الأردن ومصر، حيث سيكون اللقاء الأول الذي يجمع الوزيرين، وخلق قنوات اتصال مباشرة بينهما.

وأضاف أن الزيارة ستكون فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر والتشاور حول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين والإقليمية.. كما سيتم خلالها التشاور والتنسيق فيما يخص أجندة القمة العربية.

وقال السفير عادل "إن القضية الفلسطينية همنا، ونحن نشترك مع الأردن بهذا التوجه والموضوع الأساس هو كيفية إعادة إحياء مفاوضات السلام لمسارها الصحيح بهدف تسوية القضية الفلسطينية على الأسس والمجالات التي تبنى عليها عملية السلام وصولا إلى حل الدولتين. وهذه ستكون النقطة الأساسية في القمة التي نتفق بها مع الأردن، وكيف نصيغ توجها جديدا يضمن تحقيق ما تقدم في القمة وتجسيد ما سلف على أرض الواقع".

وأضاف أن الوضع العراقي سيكون حاضرا في القمة العربية، وقد كانت هناك اتصالات عراقية مع مصر والأردن في الفترة الأخيرة لدعم العراق في المرحلة ما بعد داعش وهناك تحرك عراقي في الفترة الأخيرة واسع باتجاه مصر والأردن لضمان دعم عربي للعراق العربي في الفترة ما بعد القضاء على داعش والإرهاب.

وحول علاقات التعاون بين مصر والأردن في ملف الغاز الطبيعي، قال السفير إن هناك تعاونا مستمرا في هذا المجال، وهناك شركات مصرية تعمل في الأردن تملك البنى التحتية اللازمة لغايات توزيع الغاز المصري.. إلى جانب اتفاقيات يتم توقيعها للاستفادة من الخبرات المصرية المتواجدة في الأردن فيما يتعلق بتوصيل الغاز، كان أحدثها توقيع شركة فجر الأردنية المصرية اتفاقا مع إحدى الشركات الخاصة الأردنية لتكون أول شركة يتم تشغيلها بالغاز، وهذا يؤكد أن التعاون في هذا المجال لا يزال قائما وبصور وأشكال مختلفة.