الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المنتدى الاقتصادي العالمي: العالم يواجه مفترق طرق مع تراجع العولمة والليبرالية الجديدة

صدى البلد

قال البروفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، إن العالم بحاجة إلى الانتقال من السلبية والخوف من الواقع إلى الثقة بالمستقبل.

واستشهد لتحقيق ذلك بنموذج دبي التي تتمتع بتفاعل ونمط بناء للمستقبل، منوهًا في هذا السياق بما ينتهج في دولة الإمارات في مجال الابتكار ووضع برامج للسعادة والرفاه.

وأضاف البروفيسور شواب خلال القمة العالمية للحكومات بدبي ٢٠١٧ أن العالم يقف حاليًا على أعتاب مفترق طرق تاريخي ويواجه العديد من التحديات والمتغيرات المتسارعة التي أثرت في كثير من المعتقدات والمفاهيم التي ظلت راسخة لعقود طويلة كالليبرالية الجديدة والعولمة، مشيرًا إلى أن هذه المفاهيم تواجه حاليًا العديد من الانتكاسات.

وأكد شواب أن المشهد العالمي الجديد يتطلب من الجميع العمل معًا لوضع خارطة طريق لإعادة صياغة مستقبل العالم، لافتًا إلى أن العالم اليوم مبني على المصالح المختلفة والتعامل المتبادل والتعامل بالمثل، وهذا تغيير واضح بالساحة الدولية".

واقترح شواب صياغة نمط أو نظام آخر يتماشي مع متطلبات العالم الجديد الآخذ في التبلور بعد الانتقادات الموجهة من البعض للعولمة، لافتًا إلى ضرورة البدء في إجراء تحليل عميق للطريقة السريعة التي يتغير بها العالم مع عدم إغفال المنافع التي أضافتها العولمة للبشرية خلال العقود الماضية وكيف أسهمت في انتشال أكثر من مليار شخص من براثن الفقر وزادت من فرص الاستفادة من سلاسل التوريد.

وتحدث شواب عن الثورة الصناعية الرابعة أي بناء المؤسسات الصناعية الرقمية وكيف بات بإمكانها تغيير أسلوب الحياة والعمل وأنماط الاستهلاك لدى الأفراد والشعوب، مشيرًا إلى أنه قبل عامين كانت الطائرات دون طيار محور الاهتمام، واليوم أخذ الذكاء الاصطناعي صدارة الاهتمام وتحول من أمر خيالي إلى واقع نعيشه.

وتناول شواب في سياق حديثه المتغيرات السياسية العالمية وما يتبع ذلك من تحول عالمي باتجاه الأحادية القطبية بعيدا عن التعددية وتأثير ذلك على المعاملات التجارية العالمية وزيادة مستويات الخوف والشك لدى قطاعات جديدة من الناس بشأن مستقبل أعمالهم واستقرارهم.

وفي سياق طرحه لهذه التحديات اقترح شواب أنماط جديدة لمعالجة هذه المشاكل التي تغلف المشهد العالمي الراهن، الذي يسوده حالة من الفوضى و الغموض وعدم وضوح الرؤية بشأن المستقبل وكيف ستبدو الأمور مستقبلا.

وقال شواب إن من أهم هذه الحلول هو عدم العودة لمفهوم الليبرالية الجديدة أو العمل على تحسين هذه الليبرالية الجديدة لجعلها أكثر شمولية، ولكن الأهم هو الحاجة إلى نمط جديد من التفكير يؤدي إلى خلق تأثيرات مختلفة على عمل الحكومات، منوهًا في هذا السياق بما ينتهج في دولة الإمارات في مجال الابتكار ووضع برامج للسعادة والرفاه.

وأضاف شواب، "قبل أسابيع قلنا خلال اجتماع دافوس أنه لابد من التفكير بالصلاحيات التي منحتها دافوس للحكومات وأن تفهم التحديات وأن تضع الحلول"، مشيرًا إلى أنه "على الحكومات أخذ زمام الأمر فالمستقبل لا ينتظر أحد فإما أن تكون في المقدمة أو تنتظر ويسبقك.

ودعا شواب إلى ضرورة الاستعداد والتحضير للثورة الصناعية الرابعة باعتبارها فرصة للبشر للاستفادة منها في الارتقاء بأنفسهم، واقترح كذلك ضرورة العمل في إطار جماعي ومشترك عند مواجهة التحديات خاصة من قبل الجهات المعنية والفاعلة، لأنه لا يمكن أن تواجهها الحكومات وحدها أو حتى المجتمع المدني منفردًا هذا الحجم من التحديات.

ولفت شواب إلى أهمية التفكير بصورة أعمق في التناقض بين مفهومي "القومية والعولمة" وضرورة الموازنة بين المفهومين بالعمل على ابتكار نموذج جديد يتم خلاله تعزيز الهوية الوطنية والهوية العالمية والتعامل الإيجابي مع العالم، مشيرًا إلى ضرورة استفادة الحكومات من نموذج الاستكشاف مع مختلف الأطراف الفاعلة في الدول والمجتمعات.

وقال شواب إن العالم الذي يتبلور اليوم يبدو من ملامحه أنه لا يرتكز على القيم والقيم المشتركة بل أقرب أن يكون عالم يقوم على المصالح المشتركة، مشددًا على ضرورة التركيز على ممارسة ثلاث قيم أساسية بطريقة جماعية، تشمل قيم الاحترام وخدمة المجتمع الذي ننتمي إليه وقيمة الشعور دائمًا بأن نكون قدوة للأجيال المقبلة.