الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخال مش والد


يعلم القاصى قبل الدانى أن الأب أكبر نعمة من نعم المولى عز وجل..فى الشرائع السماوية الثلاث حتى العقائد الأخرى غير المعترف بها تبجله وتقدره لاسيما وأن دوره ليس قاصرا على إلقاء البذرة فقط واقتران اسم طفله به حتى آخر أنفاس عمره..

الأب فى حياة طفله يعنى الأمان..الحنان..الظهير الصحراوى والأخضر فى حياته..قل ما تشاء عن وضعية الأب فى مشوار صغيره منذ نزوله من رحم أمه وحتى يشاء رب العالمين..

لا يمكن لأحد أيا كان أن يحجب دوره أو يصيبه مرض الوهم بأنه قادر على إثنائه عن أداء دوره أو جعله على الحياد الأبدى حتى لو كان الأب كافرا أعاذنا الله وإياكم.

سردت بعض الكلمات هذه لكونى حزنت كثيرا عندما استمعت الى مآس لعلاقات زوجية خرجت عن الناموس الإلهى يظل الأطفال ضحاياها لمجرد عنجهية من الأهل وعدم الرجوع الى العقيدة والدين الحنيف..

يبقى الخال هنا طرفا أصيلا فى إشعال وقود الازمات وأيضا عنصرا فاعلا فى إطفائها وإعادة الامور الى نصابها إذا ما هداه المولى عز وجل..

لكن الغالب فى مجتمعنا فى حال وجود طفل فى الأزمة تأخذ الأمور منحى آخر حيث يتم استغلاله أبشع استغلال لمحاولة الحصول على مكاسب سواء قريبة أو بعيدة المدى دون النظر الي وجوده كحلقة وصل إلهية يمكنه على الأقل التقريب بين كافة الاطراف وإلقاء المحبة فى قلوب الجميع.

حكى لى أحد الأصدقاء أنه خلال أزمته الأسرية الأخيرة واجه صنوفا من البشر ليسوا ببشر ارتدوا قناع النفاق المغلف بالدين وهم أبعد ما يكون عنه..لا يوجد فى قاموسهم كلمة العيب أو الحلال والحرام بل هم على استعداد لبيع ضمائرهم وأخلاقياتهم من أجل حفنة جنيهات..وأكاذيبهم تظل شاهدة على أفعالهم على حد قوله لكن يظل هنا الأطفال هم ضحايا الموقف برمته..

الخال هنا بحسب رواية الصديق اعتقد أنه حصل على صك الولاية على طفل شقيقته ورفع راية العصيان على الأعراف والتقاليد من دون الرجوع الى الحقيقة الأبدية والشرعية فى حق الطفل أن يكون فى كنف والديه كى يتسنى تربيته بشكل طبيعى ولا يصيبه كافة التخبطات النفسية المستقبلية جراء حرمانه من سنده الوحيد فى دنياه.

البعض يقول تلك حادثة فردية ولا يمكن القياس عليها لكني أرى ذلك مؤشرا خطيرا على تراجع كافة المعطيات التى تصب فى صالح تماسك الأسرة وتأسيسها على مراعاة الأصول وعدم الانزلاق الى ترهات يكون الأهل طرفا أصيلا فيها ولنا فى قصص ومآس عديدة على شاكلتها..

لا يمكن أن يحل الخال فى مجتمعنا محل الأب إلا فى حالة وحيدة فقط وهى رحيل الأخير عن دنياه أما دون ذلك يدخل الأمر فى نطاق العبثية وعدم الحرص على دوام رباط الأسرة وضياع الاطفال نفسيا ومعنويا..

الأب يا سادة هو الأساس ودون ذلك هراء حتى لو كان الخال لا يتخلى رياء عن سجادته فى كل صلاة .. فهل يتخلى الأخير عن أطفاله ويتركهم الى أهل زوجته طالما يقبل بذلك..وهل سوف يجد تصفيقا من الطفل عندما يترعرع بعيدا عن والده؟..كلا وألف كلا..

لن يلجأ الصغير فى تلك الحالة الى العتاب بل سيبادر بالبصق على وجهه والتمرد عليه لمجرد علمه بأنه السبب فى حرمانه من العيش فى كنف أبيه..كما أن الشرائع السماوية حرصت وأكدت على عدم اللجوء الى ذلك..

لا يمكن أن تجعلوا الصغار فريسة لخلافاتكم القميئة فالضياع مصيرهم أيا كانت المعطيات والأسباب، عودوا إلى رشدكم قبل أن تلقوا بارئكم وسؤالكم عما اقترفته أيديكم من إثم تجاه أطفال، البراءة عنوانهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط