لم يكن فوز الأديب العالمي، شيخ الروائيين العرب، نجيب محفوظ، بجائزة نوبل أمرًا سهلًا؛ خاصة وأن الرجل لم يكن مرشحًا من الدولة من الأساس، كما أن فوزه لم يكن ناتجًا عن أول ترشيح له، حيث سبق وترشح لها، لكنه لم يفز بها، لا هو ولا حتى من رشحهم قبله الرئيس السابق محمد أنور السادات.
رغم مرور سنوات طويلة على فوز الأديب العالمي نجيب محفوظ بجائزة نوبل، إلا أن القصص والحكايات لا تزال مثارة حول ترشيحات الرئيس السادات، ومن خلفه الرئيس محمد حسني مبارك؛ لأدباء مصريين للجائزة في الوقت الذي تجاهل الاثنان ترشيح محفوظ.
في كتاب «قصة نوبل نجيب محفوظ» للدكتور وحيد موافي، يسرد تفاصيل ترشيحات نوبل، وهي نتاج لحوارات بينه وصاحب الفضل الأول في ترشيح محفوظ للفوز بالجائزة، وهو الدكتور عطية عامر، أستاذ اللغة العربية بجامعة إستكوهولم، فهو الذي رشحه في المرتين للفوز بالجائزة.
يقول "موافي"، في كتابه: «رشح عطية عامر في عام 1967 طه حسين للفوز بالجائزة، دون أن تطلب الأكاديمية ذلك، وقبل ترشيحه ألقى محاضرة بالأكاديمية السويدية عن "لغة طه حسين وأسلوبه في الأيام، حضرها عميد كلية الآداب، غير أن هزيمة يونيو كان لها دخل كبير في عدم الاكتراث بالترشيح».
ويضيف "عطية": « رشحت نجيب محفوظ، ولو كان طه حسين موجودًا لرشحته، لأنه نقل الأدب العربي إلى العالم عبر أحاديثه عنه بالفرنسية، أما توفيق الحكيم الذي رغب السادات في ترشيحه، مفضلًا إياه على نجيب محفوظ، فلا يمثل الروح المصرية العميقة، فالمسحة الفرنسية واضحة جدًا في تفكيره، وفي الرواية لا يصل إلى مستوى نجيب محفوظ، هو يذكر في رواياته أمورًا خارج الموضوع».
وتابع: «لا أعرف محفوظ شخصيًا ولم أقابله في حياتي ولم أحاول، لا قبل الترشيح ولا بعده، ومصر كلها حكومة وأدباء يعرفون أن الأكاديمية تطلب مني الترشيح».
وواصل "عطية"، سرده عن ترشيحات الأدباء لنيل نوبل قائلًا: "سعيت لترشيح نجيب محفوظ للفوز بالجائزة، رغم أنه في عصر الرئيس محمد حسني مبارك طلبت الأكاديمية ترشيحات، وفي هذه المرة رشح "مبارك" عبد الرحمن الشرقاوي، لكنني أعدت ترشيح نجيب محفوظ، ومعه يوسف إدريس، الذي خاطبني وطلب مني ترشيحه؛ إضافة إلى أنه كان في زيارة للسويد بناءً على منحة من الرئيس العراقي صدام حسين».
ونفي "عطية"، أن تكون رواية «أولاد حارتنا» سببًا في فوز "محفوظ" بالجائزة، مؤكدًا أن ترجمتها جاء بعد فوزه بالجائزة خاصة وأن الرواية كانت غير متداولة وممنوعة.