الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس ويوسف إدريس‎


كالعادة وأنا أشاهد كلمة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أي مناسبه دائما يفاجئني سيادته بما لا أتوقعه منه. وهذه المرة أثناء كلمته في احتفال وزارة الاوقاف بليلة القدر هذه الاحتفالية الدينية.

والكل يتوقع كلمته في حدود هذه المناسبة، ولكن بما أنه فعلا رئيس مختلف، ويسير في أغلب الأحيان عكس التيار. ولا يقيد نفسه بأي مفروض أو مرفوض من وجهة نظر الجميع.

وهذه المره زاد إعجابي وفخري حينما استشهد أثناء كلمته بعنوان كتاب للأديب والروائي الكبير الدكتور يوسف إدريس,‏ وهو كتاب فقر الفكر وفكر الفقر‏,‏ الصادر عن دار المستقبل العربي عام‏1985,‏ والذي أشار فيه إلي أن ظاهرة فقر الفكر وفكر الفقر تؤدي إلي فقر في الحياة والإنتاج الذي ينتهي بدوره إلي فقر فكري. ووفقا لهذه الرؤية، فإن ثمة مجموعة من المعتقدات تسيطر علي أنماط التفكير السائدة في المجتمع المصري وتحدد رؤيته للحياة وتحكم تفاعلاته مع الواقع الذي يعيش فيه, بشكل يؤدي في النهاية إلي الوقوع في فخ الجمود وعدم التطوير أو ما يمكن تسميته بـ'الفقر الفكري'.

فالفقر لا يقتصر علي العوز المادي فقط، وإنما يتجاوز ذلك بكثير ويمتد إلي رؤية الأشياء علي غير حقيقتها والتعامل معها بشكل غير منطقي بما يؤدي إلي استفحالها وعدم طرح آليات فعالة لمعالجتها. ومن هذا المنطلق, يمكن أن نجد فقراء من الناحية المادية, لكنهم أغنياء بأفكارهم التي تساعدهم علي التطوير والتعامل بشكل جدي وعقلاني مع الواقع وتحدياته. وأيضا نجد أغنياء من الناحيه الماديه ولكن لديهم فكر فقري. ويتميزون بنمط استهلاكي بحت وعدم النظر الي تطوير إمكانياتهم وقدراتهم.

وأعتقد أن سيادة الرئيس كان يشير إلي ماهو أكبر وأشمل من المفهوم الفردي بل الي مفهوم فقر فكر مؤسسات الدوله في مصرالتي تتمثل وتقوم علي صورة بلد فقير يستهلك الكثير من الطاقة. ولا يقتصر مثل هذا الأمر علي الكهرباء والوقود ولكنه يمتد إلي الطرق والإسكان والعمارة, وهي مسائل كلها تنعكس علي الميزانية التي تنفق جلها إما علي مرتبات الجهاز الحكومي أو فقراء الحكومة أو الدعم بأشكاله المختلفة التي تعطي للفقيرة السمكة وليس القدرة علي اصطيادها. وبينما كانت الصورة عن مصر الفقيرة معبرة عن فكر الفقر, فإن سياسات الإنفاق الحكومي تعبر في النهاية عن فقر في التفكير لأنه يفرط في عملية بناء الثروة المصرية من أجل سد الاحتياجات العاجلة.

والكلام في هذا المجال يطول .ولكن أنا هنا لأسجل إعجابي وفخري برئيس بلدي المثقف .فعلي مدار ٣٠عاما هي فترة حكم مبارك لم أسمعه يوما يستشهد بكلام مفكر،أو أديب أو حتي يذكر إسم كتاب قرأه أو ينصح بقرائته.فهذه نقله نوعيه في شكل مفهوم الرئيس المدني لدوله حديثه يستشهد بالعلم والثقافه.

أشكرك سيادة الرئيس وأنتظر من سيادتكم الكثير من المفاجآت السعيده .ومزيد من الطاقه الإيجابيه التي تصدرها إلينا.
تحيا مصر
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط