خبير موارد مائية: مصر تعيش عامها الـ11 من سنوات العجاف
قال الدكتور نادر نور الدين، خبير الموارد المائية، إن توقعات وزارة الري بحدوث مواسم جفاف متكررة تضرب البلاد تعد علميا صحيحة بحسب تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، فى الفترة من 1997 حتى 2007، والتي أشارت إلى أن هناك موجات من القحط المائي تضرب دول منابع النيل، خاصة المنبع الإثيوبي الذي تعتمد عليه مصر كمصدر أساسي بنسبة 85% من حصتها المائية.
وأوضح "نور الدين"، فى تصريحات خـاصة لـ"صدى البلد"، أن هذه التحذيرات تحققت بالفعل كما جاء بالقرآن، سبع سنوات عجاف تليها 7 و6 في المتوسط، مشيرًا إلى أننا نعيش فى العام الـ11 من جفاف المياه وقلة سقوط الأمطار، منوهًا بأن هذا يرجع إلى موجات الرياح العالية السخونة التي تضرب القرن الأفريقي وتسخن الهواء وتبخر المياه وتمنع سقوط الأمطار.
وأضاف خبير الموارد المائية أن مصر تعاني من فجوة مائية كبيرة جدا فى ظل التعداد السكانى الكبير جدا يمثل حوالي 31 مليار متر مكعب من المياه من إجمالي ما نحتاجه بمقدار 93 مليار متر مكعب وبواقع موجود بنسبة 62 مليار متر مكعب من المياه.
وتابع: "جميع التدابير والإحتياطات لمواجهة الجفاف القادم تتمثل في تطوير ومعالجة مياه الترع الطينية والمصارف الأسمنتية وتطبيق التجارب العالمية كالهند في تغطية الترع بعدسات توليد كهرباء لتحقيق التأثير المزدوج بتوليد الكهرباء وتقليل معدلات البخر، وبالتالي يقلل من فقد المياه باستخدام التظليل بشبكات توليد الكهرباء، إضافة إلى تقليل مساحات الزراعات المستهلكة للمياه كقصب السكر والأرز والمز والكرنب والزراعات ذات الأوراق الكثيفة، والاتجاه نحو أراضي الشمال لزراعتها بعيدا عن مناطق الجنوب ذات درجات الحرارة المرتفعة والتي تؤدي لتبخر المياه وتحتاج ثلاث أضعاف كميات المياه بالمقابل لزراعة أراضي الشمال".
وأوضح أن الفدان الواحد من أراضي الجنوب يحتاج لمياه تكفي زراعة ثلاث أفدنة في الشمال، مطالبا بضرورة الابتعاد عن زراعة مناطق مثلث قنا وتوشكى المستهلكة للمياه.
وأكد أن مصر لا يزال لديها تحفظات على تحلية مياه البحار والترع وغيرها لتكلفتها المرتفعة ولتي بادرت بها 6 دول كبرى مثل السعودية تنتج سنويا 6.5مليار متر مكعب، تليها الولايات المتحدة الأمريكية 6 مليارات متر مكعب، ومن بعدها الإمارات 5.5 مليار متر مكعب، ثم الكويت وإسبانيا واليابان، وتمثل هذه الدول البترولية وبما فيها الصناعية الكبرى احتياطيا كبيرا في تحلية مياه البحار وفقا لاستراتيجية الحفاظ على حياة البشر وليس لإحداث التنمية.
ونوه خبير الموارد المائية، بأن تكلفة المتر المكعب الواحد من المياه المحلاة بواسطة محطات التحلية تتكلف ما بين 48 و68 سنتا أمريكيا بما يعادل حوالي 10-12 جنيها مصريا، إضافة لكهرباء بواقع 2.5 لـ8.5 كيلو وات /ساعة من الكهرباء.