الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثروة مياه الاستحمام


عدد السكان فى مصر وصل مائة مليون إنسان , لو كل واحد منهم استهلك مترا مكعبا واحدا من المياه يوميًا فى الاستحمام , سيكون لدينا مائة مليون متر مكعب من المياه يتم القاؤها يوميًا فى الصرف الصحى , وسيكون لدينا 36 مليارا وخمسمائة مليون متر مكعب من المياه الممكن بسهولة ويسر إعادة استخدامها مرة أخرى , نلقيها فى الصرف الصحى فى كل عام.

بالطبع ليس كل الناس يستهلكون مترا مكعبا من المياه يوميًا فى بند الاستحمام فقط , وبالطبع ايضًا هناك من يستخدم عشرات الامتار المكعبة من المياه فى الاستحمام عدة مرات كل يوم , ولكننى وضعت تصورا بسيطا لتقريب الفكرة.

فنحن لدينا هدر كبير لمياه الاستحمام وغسيل الايدى والملابس والمطابخ , وهى مياه يمكن إعادة معالجتها بخطوات بسيطة ثم إعادة استخدامها مرة أخرى على الاقل لملء سيفونات الحمامات أو غسيلها أو غسيل السيارات أو رش الشوارع قبل وبعد الرصف , أو غيرها من الاستخدامات التى لا تحتاج مياها نقية كالمياه الصالحة للشرب التى نهدرها فى استخدامات غير مناسبة لها.

ولذا علينا البدء فورًا فى تصميم نماذج لاعادة استخدام مياه الاستحمام وغسيل الايدى وغسيل الملابس داخل نفس الشقق والعمارات بعد معالجة بسيطة لها , والفائض يتم ضخه مرة أخرى فى مواسير خاصة , ثم يتم تجميعها وإعادة معالجتها ثم إعادة ضخها لتلبية الاحتياجات المناسبة لها , فحتى بدون أى نقص فى حصة مصر من مياه النيل , ليس من المنطقى ان نلقى ثروة عظيمة كالمياه فى الصرف الصحى دون إعادة غستخدام.

ومن هنا أتمنى ان تكون تصميمات خطوط المياه والصرف الصحى الجديدة فى شوارع وعمارات مصر مبنية على أساس وجود شبكتين للمياه والصرف , شبكة للمياه النقية وأخرى للمياه شبه النقية أو الرمادية كما يسميها بعض المختصين , ولكل شبكة عملها ولكل متر مكعب من المياه النقية وشبه النقية سعره , ولنشجع الناس على الاستفادة من المياه شبه النقية فى الاستخدامات المناسبة لها ببيعها لهم بسعر مناسب ومشجع على الاستخدام.

فقد بات إعادة استخدام ثروة مصر من المياه الرمادية الخارجة من المطابخ وأحواض الاستحمام ضرورة قصوى , وصار إعادة استخدام هذه المليارات من المياه أيسر وأسهل طريق لتوفير مليارات من المياه النقية فى مصر , وبخاصة فى ظل زيادة الطلب على مياه الشرب النقية ونقص حصة مصر من المياه , وبالتالى نقص نصيب الفرد من الماء الصالح للشرب.

ربما يكون الموضوع ذا تكلفة عالية فى البداية , ولكنها تكلفة لا تكاد تٌذكر أمام تكلفة البحث عن نقطة ماء غير موجودة فى أوقات العطش , وبخاصة ان منطقة الشرق الاوسط كلها باتت تقترب من حالة الاقتتال للحصول على المياه فى ظل زيادة فى الطلب على المياه نتيجة النمو السكانى الطبيعى وزيادة الاحتياجات , ونقص فى المعروض فى نفس الوقت نتيجة عوامل عديدة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط