الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ستهزمون بسفهائكم


كما لخصها العنوان .. ستهزمون بسفهائكم .. بالكلمتين تنتهى الحكاية التي بدأت مبكرا ... وبهما أيضا سيستمر مسلسل الهذيان لينهش ما بقي لنا من أمل في المستقبل إن بقيت السفاهة تحكم المشهد الذى يحاصرنا ...

وقد بدت ملامحها عندنا إذ تصر المنظومة الإعلامية بكل طاقاتها على الاستثمار في فكر الصعلكة واعادته لشوارعنا عبر الشاشات مجسما ... فنرى أبطاله تيسر أمامهم السبل وتجبى إليهم الأموال وتغلق لهم الشوارع ويسرحون ويمرحون على ظهور سيارات فارهه في أمة جائعة وبين حواري يتلصص فيها المرض والفقر والجهل والحاجه وبين دروب أزمة اقتصاديه خانقه وبدﻻ من أن يكون الكبار فيها بجوار وطنهم الذى ينادى للتبرع كل صباح ولو بجنيه واحد يهرول لأجل البسطاء والفقراء .... نجد المشهد ملتويا مثيرا للاشمئزاز ... وهو يزف لنا شابا كل مؤهلاته أداء أدوار البلطجة في إعادة حية لعصر فتوات المماليك وجماعات الأرزقيه.

بالوقت الذى ينصرف فيه الإعلام وأمواله عن ثقافه الالتفاف حول قامة علميه تشرق بها شموس الأمل في أي وطن كالدكتور مجدى يعقوب وغيره ممن تزدهر بهم سجلات التضحية من أجل الارتقاء بالقيم الإنسانية وحياة أفضل للبشر على كوكبنا التعيس المزدحم بالسفهاء من كل نوع.

وفي وقت ينتشر فيه الجرب ... ويحتاج الناس فيه إلى التوعية من كل مرض ... يسوق لنا إعلام الصعاليك نماذج من قصات الرأس ونوعيات من اللحى التي أمرضتنا بالفسق بجوار أختها التي أعيتنا بالجهل والنفاق وهم يسوقون بين الناس ثقافه النخاسة والرق.

وما بين اللحيتين الممثل محمد رمضان والشيخ الحويني تسقط الجماهير في قعر الفوضى بين جماعات الانتهاز الرخيص فتنفض عنا زخات الأمل في المستقبل عندما يستعبدنا النموذجان على حساب نماذج البحث العلمي ومعامل الابحاث المنشغلة بالبحث الحقيقي حول وطن منتج خال من البطالة والمرض والجهل والفقر.

وتستمر كل شهور العام الهجري والميلادي في تسويق السفاهة كثقافه .... والصعلكة كسلوك ... وأباطرة البلطجة كنماذج ... لتكون ثقافة الاستهلاك ... وقيمة ما يتم بيعه على الشباك هى المعيار الكبير والأهم لكل عمل يجمع الناس على الشاشة بغض النظر عما يقدم لهم وما يستهدفه من تجليات تظهر بين سطور مخمليه تنتهى بشبابنا إلى إعادة تدوير النفايات فيتحول البعض إلى إرهابيين وغيرهم إلى بلطجية.

فهل هذه أضحت كل رسالة الفن .. في وطن فقير ومفتقر إلى القيم ومحتاج الى إعادة تأهيل الفكر وتنشيط منظومة الوعي الغائبة قبل أن نصل إلى المحطة النهائية التي نبصر فيها غدا ﻻ نجده أو أملا نفتقده ... ؟!

هذه صيحة نذير .... كما هي تنذر فهي تحذر .... وتعيد التأكيد على أهميه تغيير الخطاب الديني كما هو التأكيد على تغيير النمط الرمزي ثقافه وشكلا .... نموذجا وأداء ... رؤية وقيما .... والذى يقدم عبر وسائل إعلامنا ليكون واعيا بالقيم الوطنية متفاعلا عبر الانخراط في تنشيط صور ذهنيه بناءه تعمل في النهاية مع باقي المواقع كرافعة أمان تشد أزرنا وتدفع عنا الانغماس في فوضى الفراغ التي يجنى السفهاء عوائدها فيما يجنى الشعب كله مثالبها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط