الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إحصائيات عجيبة.. لتأييد داعش المريبة...!


هي أمة ضلت في كل مسارات الحياة بما فيها قيم التلقي عن الله ... حتى ينظر إليها البعض مستفهما أما زلت أيتها الأمة تسألين عن لون البقر.. وتسبحين في الفروع والهوامش وكأنها استجابة لأمر القدر ....؟

هي أمة سرقها الجنون وقد صنع لها من الهوى دينا عبر المتون ... هي أمة لم تحترم قيم السماء ... بعدما منحت وعيها لتراث القفار وهوى من لقبتهم بالعلماء واتخذته دينا يتقدم في الإتباع على أمر الله .

وإليك مثال واحد.. فهل تراها تحترم حقوق الناس وتلتزم بقرار الله - لا إكراه في الدين - الآية تناضل منذ نزولها وتحاول منذ إقرارها وتعاني من بطالة بلا عمل فلم يُسمع لها ولم يُسمح بها...!؟

هي أمة صماء فقدت أذنها ... عمياء فقدت عينها ... بلهاء فقدت عقلها ... فما قصة الأمة التى سارت خلف حلف السائلين عن لون البقر ...

هي أمة تعلن معاداة الكفر ثم تمارسه كل يوم في فراشها بعشق الوالهين ...
هي أمة تعلن محبة التسامح ثم تعاديه كل لحظة بسلوكها مهاودة الماكرين
هي أمة تحكي لنا عن مجد زائف لم تشاهده يوما بحياتها عبر تراكم أكاذيب مريبة ثم تهييم في نقد وتوهين لأمجاد العالمين ..

هي أمة تركب منابرنا لتلعن بلاد الكفر .... ثم يحيط بها كل عطاء الكافرين ... فيعطيها الدواء لأمراض لا تشفى منها أبدا ويمنحها الثراء من ثروات عاشت لا تجيد التعامل معها أبدا .. ثم في النهاية يرسل لها هداياه ومنها مكبرات الصوت والأثير كي تبيت كل يوم على تأدية ركعات تملأها باللعنات عبر تكنولوجياه الحديثة ...

هي أمة العجائب ..
فلا تستغربوا عليها إنتاج داعش ... فتلك هي المهارة الوحيدة التي يجيدها من سرقوها قديما وحديثا ...
إحصائيات عجيبة تبثها دوائر معنية بمراقبة الظاهرة ... أكثر من 80% من مسلمي أوروبا يؤيدون إرهاب داعش ويرون أنه تعبير أمين وشفاف عن قيمهم الدينية وكذلك بلغت النسبة أكثر من ذلك في بعض بلادنا الغنية بخليج الآفات والمحن ...

ليدور السؤال بسراويل العقول دورة كاملة ...
ما السر وراء هذا التأييد في وسطين أحدهما يقدم حرية بلا حدود...
والآخر يقدم ثراء ممدودا مع شعاع لا يطويه الأفق ...
الجواب بالطبع سيسقط كل الافتراضات القديمة التي كانت تنوح حول الاستبداد كأساس ..
والفقر كواقع ...
والتضييق على الحريات كمنهج ....
ومحاصرة الإبداع كأصل ...
وانسداد الأفق السياسي في الوطن....

يرصدون ذلك تحت عنوان ضخم كمسببات مجتمعة لنمو موجات العنف والإرهاب التي تجلت في داعش قطاعة الرؤوس ومؤسسة السبي الحديث ..
ومع عدم غفلتنا عن ذلك كمسببات فرعي ...
إلا أن الإحصائيات الجديدة تسقط ذلك كله من اعتبارها ...

فما الذي يجعل طبيب أسنان فلسطيني في جباليا لا يفصله خمسمائة متر فقط عن موقع جندي إسرائيلي يتعاهر بأهله ويحتل أرضه يترك هذه المسافة القليلة الفاصلة ليركب البحر ويجتاز الحدود ويتحمل كل هذه المخاطر من خلال مئات الكيلومترات ليذهب عبر تركيا كي يفجر نفسه بجنود الجيش العربي السوري بحلب ..؟

وما الذي يجعل خريج مدارس الليسيه بالقاهرة التي جلس على مقاعدها الوزراء والعظماء يترك الأمل في مستقبله ليركب دبابه ويشير أمام اليوتيوبات بساطوره من بقاع الرقة التي شهدت صفين القديمة ...؟!!

وما الذي يدعو جماعة الإخوان لأن تلبس وجها تكفيريا ... ويدفع السلفية في الأرض أن ترتدي قميصا داعشيا وتخرج للعالم لسانا طائفيا ذباحا مبينا ....

ما الذي يأتي بشباب صبوح من بريطانيا الناعمة وفرنسا ذات الروائح النافذة وإيطاليا صاحبة العراقة وروسيا وارثة الإمبراطورية القديمة ...

ما الذي جمعهم حول داعش وما الذي رغبهم فيها .. وهي لا تملك مشروعا بل ساطورا ... وكل عطائها قتلا للقتل .. وهدما بغية التخريب .. ولا أفق يحتمل الأمل في بقائها مطلقا لا منهجا ولا طريق .........
الجواب عندي ....
أن داعش فكر وليست تنظيما ....
داعش فتاوي وليست كيانا .....

داعش كتبنا القديمة ..... مع خلطة بهارات حديثة صبت عليها الطائفية العاتية روحا من الحويني والزعبي وبرهامي وحسان ومحمود شعبان ومعهم طابور في قنوات صفا ووصال... . خط حنبلي امتلأ بالغلاة المعاصرين... وكل ما فعلته داعش أنها حملت السطور على الساطور ... فجاءها المركونون في الأرض بسطورهم القديمة التي رأوا سعيها يمور بالدماء ويفور ....
داعش فكر يعيش بيننا ..... ولن تقضي عليه الطائرات أبدا .... يُقضى عليه بالمطهرات فقط..
ومنها الوعي الغائب عن جميع مؤسسات الدولة ...
عن المطابع التي تعيش على مطويات الفتنة ..

عن الأزهر الذي يزبل بين متون الفقر المعرفي والتقليد للقتلة باسم عرض الآراء ومناقشة الرؤى ... وكأن فتاوي القتل والاستباحة باسم الدين أصبحت وجهة نظر ... !!

حتى خرج علينا دعوش يقول إن النبي كان يريق الدماء ويستحل بالسبي النساء ثم يحيل سائلة إلى كتب القدماء
أيتها الدولة المصرية .... التي قضى لها القدر بأن تواجه هؤلاء التتر ...
الانتصار لن تأتي به الأباتشي وحدها ..............
ولكن تغيير الوجهة كلها ... والواجهة برمتها ....
لا تجديد الخطاب الديني ...
بل تغيير الخطاب مع عتبة الباب أيضا..
ولعل قومي يعلمون .... والمسئولين بينهم يسمعون وإلا ...

فباب زويلة لن يصبح أثرا ... وستُفعل وظيفته المشؤومة عندما خلدوها بالرؤوس المعلقة الكئيبة .... وستصبح الفوضى بوقا يبتلع وطنا تلو الآخر .
اللهم بلغت .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط