الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهداء سيناء.. وعزيمة رجال شهدت لهم الأرض والسماء


عندما يصبح الوطن وحده بعقيدتنا عنوانا مقدسا، فإن حمايته تصبح أقدس فروضنا وأكمل صلواتنا التي تصدح بها الكنائس العامرة بالإيمان مع المساجد الصادحة بالأذان.

وهذا الحضن الذى تندفع له الصدور الشغوفة بحب الوطن سيتحول بسطور التاريخ إلى ترنيمة فداء ...
فداء للحد وفداء للأرض التي لا تفرق بين رائحة الدماء عندما تتعطر كعادتها بآثار الشهداء فتزكو بالتضحية قيمتها وترتفع خلف الجغرافيا في التاريخ مكانتها ...!

وهكذا كانت مصر وبقيت خلف رحلة الشهادة التي قدمها الجنود الأبرار والقادة العظام طوال تاريخنا بطول مصر وعرضها وتتجلى اليوم بأرض سيناء ...!

فيوم سقط الشهداء الذين غدر بهم الإرهاب في كرم القواديس بحضن الرمال .... تاهت العناوين من دمياط إلى الأقصر إلى أسوان ...
ملامح الشهداء واحدة لا تكاد تعرف منها اختلاف في مذهب أو دين ...!
لا شيء فيها يحكي عن مساجدها أو كنائسها أو أمهاتها أو آبائها ..
هو سمار مصري ... وهوى النيل في رائحة الدماء ... نستدل بها على هوية الأشلاء ...!

فرغم حجم الكارثة وفداحتها .... إلا أنها جمعتنا من جديد حول الوطن كأسرة صغيرة حول أب وأم ...!
فها هي كنائسنا الشريفة تصدر ترانيم المغفرة لكل شهداء الوطن ... وها هي مساجدنا الكبيرة تودع بالمغفرة والرحمة كل من كانوا قربانا في محاريب الشهادة كي يبقى الوطن ...!

لتبقى حولنا قلة سلفية منبوذة تفتش في علاقات الناس بالله وتصدر فتاوى التجنيس بالإيمان والكفر لوصف من ماتوا ليهبوا لنا الحياة والاستقرار والأمن !

قلة سلفية تعرفها الدولة وتسكت عن مكرها الذى أنتج الفكر الذى يقاتلنا في سيناء وغيرها من البقاع والذي يجوث بالفتنة خلال الديار كي ينزع عن بعض الشهداء في سبيل بلادي ممن يتوجهون إلى الله في كنائسنا العامرة صفة الشهادة ...

يتألون على الله وكأنه سلمهم مفاتيح الألواح واتخذهم عنده كتبة من المساء إلى الصباح ...!!
ذهبت جثامين شهداء الوطن إلى مراقدها الشريفة وقد توزعت بالتساوي على محافظات مصر شمالا وجنوبا .... دخلت المدن والقرى ... ذهبت بدمائها الطاهرة إلى أحضان أمهات مكلومة وآباء كبار يتمنون تقديم المزيد من الشهداء كي تبقى بلادي ....!

وفي النظرة الأخيرة ودعتهم الجماهير ليعودوا إلى عنوانهم المقدس في حضن الأرض ....!
الحضن المصري ... الذي ضحوا بحياتهم من أجله هو من ضمهم جميعا ... نفس الأرض التي لا تعرف لها هوية غير أنها مصرية ...!

لقد غابت كل العناوين ... كما غاب من قبل اختلاف الهويات والديانات والألوان والطبقات والأسر ....
ليبقى دالا عليهم ومحتضنا لهم عنوانا واحدا مصريا ....
الأرض التي ضحوا من أجلها ودفنوا فيها ...
فشمت أجسادهم الطاهرة وتعطرت بدمائهم الزكية وبقيت ذكرى التضحية خلودا في مواجهة غدر الإرهاب الذي يتمسح زورا بالشريعة ....!

لقد أصبح الوطن وحده عنوانا مقدسا ....
وأصبحت الدولة المصرية حاضنة مقدسة ....
وأصبحت الوحدة خلف قيادتها مطلبا مقدسا ...
فالإرهاب الغادر لا يعرف أيضا الهويات...
إنه يمارس قتلا عشوائيا للحياة والأحياء ...
فلا مجال اليوم للاختلاف حول أي شيء ...

بعدما وحدنا في مشهد غير مسبوق شهداء كرم القواديس الأبطال وكل شهداء جيشنا البطل في العريش ورفح الذين سقطوا دفاعا عن هذه البلاد ...فسلام الله ورحمته وبركاته عليهم أجمعين ....
وليبقى عهدهم الذي تركوه بأيدينا ...

تضحية من أجل الوطن وعزيمة .. ولا سيما وخرائط الإرهاب ترسم ملامحها بعد رصد فراره من سوريا والعراق ليتجمع مرة أخرى ما بين سيناء وحدودنا مع ليبيا متوهما هذا الإرهاب ورعاته وسدنته ومموليه ومذهبه أن يجعل من مصر ضحيه بين مطرقته وسندانه غير مدرك ومن معه أنهم جميعا يتقدمون إلى حتفهم ودفعة واحدة ..!

فرغم كل الأزمات والتحديات فهذا الوطن لن يعطي ظهره أبدا حين يواجه سلالات المتآمرين على تماسكه ووحدته وأمنه واستقراره .
فالسلام لأرواح شهدائنا الطاهرة ... وسلاما لحدود بلادنا الظافرة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط