الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحكومة الأمريكية ترفع السرية عن وثائق اللحظات الأخيرة فى حياة «بومدين»

صدى البلد

رفعت الحكومة الأمريكية السرية عن سلسلة جديدة من الوثائق الدبلوماسية المتعلقة بشمال أفريقيا التي صدرت تحديدا في فترة إدارة الرئيس جيمي كارتر بين عامي 1977 و1980، ومن بين هذه الوثائق مراسلة من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، بتاريخ 24 أكتوبر 1978؛ التى تكشف النقاب عن الأحداث الأخيرة والتدابير التي اتخذها الرئيس الجزائرى "هواري بومدين" قبل دخوله الإنعاش، ثم استسلامه للمرض بتاريخ 27 ديسمبر 1978.

ووفق وكالة الاستخبارات الأمريكية، فإن الرئيس هواري بومدين تم إجلاؤه طبيا من المستشفى العسكري في مايو في الجزائر العاصمة باتجاه موسكو بداية أكتوبر 1978 في حالة غيبوبة؛ مضيفة أنه قبيل أيام من وفاته استدعى بومدين مجلس الثورة.

بومدين: سأغادر وأترك لكم الجزائر
وكان من المقرر- وفق الوثائق - أن يعقد الرئيس هواري بومدين الاجتماع نهاية شهر سبتمبر أو بداية أكتوبر، وهو الاجتماع الذي دعا له وزير الداخلية محمد بن أحمد عبد الغني، وزير الشئون الخارجية عبد العزيز بوتفليقة، وزير النقل أحمد دراية، وزير الفلاحة الطيب العربي، وزير المياه أحمد شريف، ومسئول حزب جبهة التحرير الوطني، صالح يحياوي، إضافة إلى قائد الناحية العسكرية الثانية الشاذلي بين جديد وقائد الناحية العسكرية الأولى عبد الله بلهوشات؛ فى ذلك الوقت.

وأضافت أن الرئيس بومدين قال لأعضاء المجلس: "أنا مريض جدا، سأغادر، وأترك لكم حكم الجزائر؛ وعين بعد ذلك وزير الداخلية محمد عبد الغني رئيسا للدولة في حالة غيابه، الذي لم يتردد في العمل رئيسا للدولة وإصدار أوامر إلى أعضاء رفيعي المستوى في الحكومة في وقت لاحق".

انتقادات لإخفاء مرض بومدين على الشعب

ونقلت وكالة الاستخبارات "CIA" عن مصادر انتقادها لفشل الحكومة في إطلاع الشعب الجزائري على مرض الرئيس بومدين، واصفا البيانات الصحافية بشأن النقاشات المزعومة في موسكو بالسخيفة؛ فيما تظهر وثائق أخرى رفعت عنها السرية، تكهنات الدبلوماسيين الأمريكيين بشأن من يخلف الرئيس بومدين، حيث جاء في وثيقة تحليلية حول الوضع في الجزائر أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية جاء فيها: "نفهم الآن وجود جناحين رئيسيين داخل المجلس، أحدهما يسير من طرف وزير الشئون الخارجية عبد العزيز بوتفليقة، ويعتبر أكثر اهتماما في الحفاظ على علاقات جيدة مع الغرب من الآخر الذي يسير من طرف مسئول جبهة التحرير الوطني محمد يحياوي".

بوتفليقة يدافع عن المواقف السوفيتية.. والأمريكان يعتبرونه الأقل تأثيرا
فيما تشير وثيقة أخرى حول بوتفليقة إلى أنه برغم أنه يدافع بدقة حول المواقف السوفييتية في نقاشاته مع المسئولين الأمريكيين، يقال إن بوتفليقة يعطي قيمة لعلاقات الجزائر مع الغرب، وسيكون غير مرغوب فيه من طرف السوفييت هذا ما تؤكده وثيقة للخارجية الأمريكية محررة بتاريخ 8 ديسمبر 1979 من طرف العضو في مجلس الأمن ويليام كواندت، بعث بها إلى زبيجنيو بريجنسكي، مستشار في الأمن القومي للرئيس كارتر، واعتبره حينها الأقل تأثيرا بين الأعضاء الأربعة الرئيسيين في السلطة الجزائرية وهم عبد الغني ويحياوي وبن جديد.

وتظهر وثيقة أخرى أن العضوين الآخرين الرئيسيين في المجلس هما قائد ناحية وهران الشاذلي بن جديد، الذي كان يحظى بتأييد من طرف العديد من كبار الضباط في الجيش، ووزير الداخلية محمد عبد الغني؛ فيما تشير الوثيقة أيضا إلى أن طموحات بن جديد تبدو محدودة للحفاظ على سيطرته بالنسبة لمنطقة وهران، لينتهي المطاف بخلافة الشاذلي بن جديد للرئيس بومدين، ليصبح رئيسا للبلاد في 9 فبراير 1979.