تعيش الساحة الأمنية والفنية والسياسية في لبنان على صفيح ساخن بسبب قضية تجسس متهم فيها الممثل المسرحي، زياد عيتاني، بتورطه مع عميلة للموساد الإسرائيلي تدعى كوليت فيانفي.
القضية ثار حولها الكثير من اللغط وهو الأمر الذي أدى بصحيفة اللواء اللبنانية إلى نشر صورة للممثلة الإسرائيلية، جال جادوت، على أنها عملية للموساد وجندت الممثل اللبناني للعمل معها، لكن سرعان ما تبين أن جادوت شخصية بعيدة عن عميلة الموساد، وأن القصة لها بدايات وأبطال وتفاصيل أخرى.
ونقلت قناة إم تي اللبنانية إن عيتاني قال في إفادته أمام فريق التحقيق بأمن الدولة أنه لم يحصل على أي أموال من العملية الإسرائيلية، مضيفا أن بداية التعارف بين الاثنين بدأ خلال الأشهر الأولى من 2014، حيث انفصل عيتاني عن زوجته الأولى، وبعدها تعرف على فتاة سويدية دخلت إلى حياته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتضيف القناة اللبنانية أن الفتاة نسجت علاقة مشبوهة مع عيتاني، حيث أوهمته بأنها تنتسب إلى "جمعية السلام والصداقة الأوروبية" التي تهتم بالشرق الأوسط والدول العربية.
وذكر عيتاني أن الحديث تطور معها إلى أمور ثقافية وسياسية وآراء في مواضيع عامة، كان بينها السلام المطلوب في الشرق الأوسط نتيجة معاناة الشعوب العربية.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إنه في أوائل عام 2015، خلال إحدى المحادثات، ألمحت المرأة إلى أنها من أصل يهودي وتقيم في السويد، سائلة إياه إن كان لديه مشكلة في ذلك، فأجابها بأنه ليس لديه مشكلة مع اليهود، فطلبت تزويدها برقم هاتفه الخاص لتبدأ التواصل معه عبر "واتس أب"، بعدها بدأت تتصل به يوميا لتخبره عن يومياتها وأصدقائها.
وتطورت العلاقة بين عيتاني و فيانفي بعد سلسلة طويلة من الأحاديث، ولاحظ ميلها نحو تطبيع فكري مع الكيان الصهيوني، فعارضها وهاجمها لطرح هذه الفكرة، واعترف بأنها أخبرته بداية 2016 بأنها تعمل بصفة "عميل محرّك" لدى الاستخبارات الإسرائيلية وأن عليه العمل معهم.
كان عيتاني قد تورط مع المرأة خلال الفترة الماضية، في علاقة جنسية وهو ما استغلته عملية الموساد للضغط على عيتاني من أجل العمل معها، وبعد تهديد وشد وجذب بين الاثنين، طلبت فيانفي من عيتاني رفع تقارير عن الأهداف والأشخاص الذين ستعلمه عنهم تباعًا.
وأبلغ عيتاني أن جهات التحقيق أن المرأة هددته بأنها ستفضح تعامله معها، وتدعي أنه كان عميلا لها، وقال للمحققين إنّه كان يخبرها باستمرار عن مضمون لقاءاته بأصدقاء له، غالبيتهم إعلاميون، بهدف الإثبات لها أن في لبنان مجموعة من الأشخاص المثقفين الذين يناهضون العنف، ويحبون السلام ولا يفرقون بين الأديان، ولفت إلى أن طلبها الأول كان تزويدها بمعلومات عن التوزيع الديموغرافي في بيروت، وتحديدًا في الطريق الجديدة والبسطة ومناطق الأكثرية المسلمة والأكثرية المسيحية، ومناطق النفوذ السنّي والنفوذ الشيعي.
وفي اغسطس من عام 2016، أبلغته أن مهمته الأساسية الاتصال بشخصيات سياسية مؤثرة من خلال مستشاريهم والمقربين منهم. وطلبت إليه أن يختار أهدافه ممن “لا يحبون العنف والحروب، وأن يكونوا ليبراليين داعمين للسلام، وتشكيل لوبي سياسي وإعلامي فاعل يروّج للسلام”.
وأشار الممثل اللبناني إلى أن تركيز كوليت انصب على اسمين: وزير الداخلية نهاد المشنوق ومستشاره محمد بركات، وطلبت كوليت حرفيًا من زياد توطيد العلاقة مع محمد بركات، بغية معرفة تحركات وزير الداخلية نهاد المشنوق وعلاقاته الشخصية واجتماعاته الخاصة.
كذلك طلبت منه جمع معلومات عن سياراته ومواكبه وعددها والأماكن التي يتردد عليها باستمرار، كذلك سألته عن تفاصيل اللقاء بأحمد الحريري، وكيفية الدخول والخروج والإجراءات الأمنية.
وذكر عيتاني، أنّه بدأ يتقرّب من بركات، محاولًا دعوة وزير الداخلية إلى الغداء – بناءً على طلب كوليت – كذلك أبلغ المحققين أنّها كانت تهينه لأنه لم يتمكن من لقاء المشنوق.