قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ضمير أبلة إيمان


لكل إنسان يا إيمان فكرته وسِكّتُه ، واخترت أنتِ الطريق الصعب ، والكل يدفع ضريبة اختياراته ، فصدموك ! وأحالوك للتحقيق ! ووقفوك عن العمل ! وجعلوكِ عرضة للقيل والقال ! ولكن يبقي ضمير "أبلة" إيمان سمري و(سَرِيّة) المعلمين في وجدان تلاميذ مدرسة " يحيي الأدغم " ، وأولياء الأمور عامة ، وأهالي قرية كوم النور الكائن بها المدرسة التابعة لمحافظة الدقهلية خاصة .

الجناة متهمون بتهمة لا محل لها من الإعراب اسمها "قتل البراءة" بخرق تعليمات الوزارة ، من خلال تسهيلهم قيام التلاميذ بمشهد تمثيلى في طابور الصباح للحادث الإرهابى الذى استهدف مسجد الروضة بسيناء، وتم تقسيمهم لفريقين أحدهما يجسد الإرهابيين، والاخر يجسد المصلين وإمام المسجد ،في محاولة لفضح الإرهاب والإرهابيين.

لقد خلف هذا المشهد التمثيلي المُبَيّت بحسن النية شهداء علي رأسهم المديرة وكتيبة مشرفي النشاط بإحالتهم للتحقيق ووقفهم عن العمل ، كما خلف جرحي بالآلاف من المعلمين وأولياء الأمور المصابين بالسريري نتيجة الطعن بخنجر التحقيق مع كل من يحاول أن يبدع في وزارة التربية والتعليم ويحاول مساندة الدولة في حربها ضد القوي الظلامية .

لقد قررت المديرة و "إستف" المعلمين والمعلمات بالمدرسة ، أن يعيدوا إنتاج المدرسة السياسية التربوية لتنشئة طلابها سياسيا وتربويا ، بحيث لم يتطرقوا إلي أية مسائل سياسية خلافية أو حزبية كما تشدد الوزارة من خلال تعليماتها ، فالإرهاب ليس مسألة سياسة خلافية،بل مُسَلّم يجب غرس محاربته في نفوس الطلاب وتوضيح أن الإرهابيين لا يمثلون الدين الإسلامي ، وأن الأديان السماوية -إسلامية ومسيحية ويهودية- بريئة منه كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب .

كما أن الإشارة من خلال مشاهد تمثيلية إلي أن إسرائيل العدو الأول لمصر والوطن العربي،والمحاولات القطرية والتركية لهدم مصر والمنطقة ودعمهما للإرهاب، والمحاولات الإيرانية لزعزة الاستقرار، وكذلك خطورة داعش والدواعشية، وتضحيات الجيش والشرطة ، ليست مسائل سياسية خلافية أو حزبية بل مُسَلّمَات بديهية يجب زرعها في عقول التلاميذ للوقوف بجوار بلدهم ودعمها ضد كل الأعداء .

لقد قررت الست الناظرة أن تكون "الشاويش عفت" فى مدرسة المشاغبين، و"حكمت" في مسلسل ضمير أبلة حكمت، محاولة نشر القيم، والالتزام بأداب المهنة وتعليمات الوزارة ليس حرفيا وإنما إبداعيا كما حدث في العرض المسرحي صاحب الأزمة ، وتُقَوّم هي وأعضاء هيئة التدريس جيلا كاملا أوشك على التوهان وسط موجات الإرهاب وفتاويه الضالة ، مؤمنة بأهمية رسالة المُدرس والمَدرسة في التنشئة السياسية في سن مبكرة.

اغفروا لها فعلتها إن كان علم النفس قد أخبركم أن مشاهد الدم تؤثر علي نفسية الطلاب ،رغم ان ملابس الطلاب كانت ملطخة بأحمر الألوان الصناعية ! فقد وضعها العلم من منظوره النفسي في ورطة كانت تبتغي من ورائها كل حَسَنْ ، وانظروا إلي علم الواقع الذي يحملنا مسئولة التوعية من الجماعات والدول التي تهدد الوطن.

حاكموا الجناة الحقيقيين ! الذين قتلوا الإبداع ولم يتحملوا مسئولية المساندة الوطنية والاجتماعية في مدارس مصر ومشوا في جنازتها !