الحريري من باريس: قررت سحب استقالتي على أساس النأي بالنفس

أكد رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، أنه قرر التراجع عن استقالته المفاجأة مطلع الشهر الماضي، من منطلق سياسة النأي بالنفس، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى تكثيف جهودها للحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي.
ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن الحريري قوله، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعاصمة باريس، اليوم الجمعة: "على أساس الالتزام بالنأي بالنفس قررت سحب استقالتي، وعلى الحكومة أن تكرّس أعمالها للحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي".
وأضاف الحريري: "على الحكومة مواصلة الإصلاح الذي بدأته وإجراء الانتخابات في مايو المقبل، واستقرار لبنان قد يبدو بمثابة معجزة صغيرة نظرًا للنزاعات في المنطقة، فقد عبر لبنان أزمة كان من شأنها أن تزعزع استقراره السياسي والأمني والاقتصادي وتخطّاها بفضل أصدقائه وإرادة شعبه".
وتابع: "لبنان يقدّم خدمة للعالم كلّه باستقبال النازحين السوريين، والأزمة لن تنتهي إلا بحلّ سياسي يضمن عودة هؤلاء إلى بلدهم، إن استقرار قطاعنا المصرفي شرط لا بديل عنه لاستقرار لبنان واقتصاده".
من جهته، قال ماكرون إن "الالتزام الذي أعلنه بيان مجلس الوزراء اللبناني مهم ونأمل أن يُطبّق، وندعو إلى أن يحترم كل الأطراف اللبنانية عدم التدخل في أزمات المنطقة والنأي بالنفس"، مؤكدًا أنّ "لبنان ليس فقط صديق لفرنسا، هو بلد تظهر فيه توازنات مختلفة في المنطقة ويُعدّ مثالًا للتعددية".
وتابع: "من أجل حماية لبنان من الأزمات الإقليمية من الضروري أن تحترم كل الأطراف اللبنانية واللاعبين الإقليميين مبدأ عدم التدخل"، موضحًا أنّ "اجتماع اليوم يجب أن يظهر إرادة المجتمع الدولي لتطبيق سياسة النأي بالنفس على المستوى الإقليمي بشكل فعال من قبل كل من في البلاد"، مشيرًا إلى أن "ظروف حياة اللاجئين في لبنان تتدهور وأدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب هذا البلد ومؤسساته".