الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سابع جار.. تحت السيطرة !!


هما عملان دراميان، الأول (سابع جار) انتهى أمس الأول من عرض حلقاته على الشاشة الصغيرة والثاني، تم إنتاجه منذ عامين، لكن يتم إعادة بث حلقاته على إحدى الفضائيات المصرية حاليًا، وكنت قد كتبت في صدى البلد سابقًا عن مشكلات هذا العمل (تحت السيطرة) وخطورته، خوفًا من تفشي مثل هذه الأفكار داخل المجتمع.

لكن مع الأسف، يبدو أنني أسلت لُعاب الكتاب بكتابة المزيد من الأعمال الدرامية، التي تعج مشاهدها بالحشيش والمخدرات والعلاقات الخاصة (غير الشرعية) في مشاهد غالبًا لن تخلو من غرف النوم بسخونتها.. وقد أدهشني أن هذا الأمر (المشاهد المخلّة) أصبح معتادًا مشاهدته في الأعمال الدرامية.. وأتذكر ويتذكر معي كثيرون أن الأسرة المصرية كانت تجتمع، إلى وقت ليس ببعيد) حول مسلسل ما يبعث القيم في النفس وإذا تصادف وجود مشاهد ما تأتي على استحياء لأن الكتاب في الماضي كانوا يعرفون أنهم يصلوا بأعمالهم للمشاهد في بيته.

وفي الحقيقة لست من هواة متابعة المسلسلات سواء المصري أو التركي أو الهندي، نظرًا لضيق وقتي الذي لا يسمح بالارتباط بموعد مسلسل يومي.. لكن لفت انتباهي هذا العمل الدرامي (سابع جار) لوجود أشياء ومواقف كثيرة تحاكي يومياتنا المصرية، لكن بالكثير من الشطط في أحداث تغالط عاداتنا وتقاليدنا.

تدور أحداث هذا المسلسل "سابع_جار" في عمارة سكنية بأحد مناطق القاهرة وسكانه من الطبقة المتوسطة الذين هم غالبية الشعب المصري.. يتناول في حلقاته علاقات السكان بعضهم بالبعض، كما يحكي قصة كل أسرة من سكان هذه العمارة وتفاصيل حياتها ويومياتها.

وبالرغم أن المسلسل هو عمل درامي واقعي رفيع المستوى يحاكي الكثير من حال الأسر المصرية، إلا أننا كنا نشاهد فيه قصص تحدث في بعض البيوت كان من الممكن، من وجهة نظري، غض الطرف عنها.. حتى وإن كانت مثل هذه الأحداث تحدث في حياتنا، إلا أنها تحدث في الخفاء دون المجاهرة.

فمثلًا زوج شاب، متزوج من شابة "محترمة" (ليس لها في اللعب والهلث) لكنه شاب "لُعبي" الطبع، فيميل نحو جارة في العمارة شابة تعيش وحدها وتشاركه نفس الخصال، فيترك زوجته من الحين للأخر ليقضي بعض الوقت في الهزار مع هذه الشابة في منزلها، ويركب "أسانسير" العمارة ليخرج منه ويتلفّت يمينًا ويسارًا لئلا يراه أحد (وهو يسرق شيء ليس من حقه) وهو يدخل شقة هذه الجارة وكذا الحال وهو خارج، لتؤمّن له هذه الشابة مدخل ومخرج الشقة..

وعلى هذا المنوال في كل حلقة إلى أن انفصلا بعد أن تأكدت الشابة أنه مستحيل أن يتزوجها أو يواجه لأنه شخص ضعيف.. وهناك قصة أخرى لشابة تعيش مع أمها وتبلغ من العمر 36 عامًا، تقول لأمها أنها تخشى العنس وهي تريد أن تنجب وتصبح أمًا، لذلك ستتزوج من أجل الإنجاب فقط ثم يقع الطلاق وأنها وجدت الشاب الذي اتفقت معه على هذا الكلام، لتثور الأم وتحضر أبيها، الذي لم يعش معهم لظروف ما، وتقول الأم: "على جثتي أن تتم هذه الجوازة"..

لترد الابنة على الأب بكل افتقار لأدأب احترام الأب وتقول: "أنا مش باخد رأيك.. أنا ببلغك وده قراري ومش راجعة فيه".. وتنفّذ هذه الشابة مخطط هذا الزواج، الذي أرادت الإنجاب منه فقط ثم الانفصال, غير عابئة برأي الأم أو الأب ودون عمل أي حساب لهما مما يشجع البنات والأبناء على الوقوف في وجه الآباء دون أدب بل عمل درامي يدوس على القيم.. هذا بالإضافة لأحداث أخرى كثيرة لا توجد مساحة للحديث فيها، لكنها متشابهة مع ما سردناه!

قد يختلف معي من يختلف ويرى أن هذه الأمور طالما تحدث في المجتمع، فلماذا نصر نحن على إخفاءها؟ فأقول: نعم، ربما يكون هناك أفكار مثل التي في المسلسل تحدث فعلًا في المجتمع.. لكن مجرد اعترافنا بها وتقديمها للمشاهد كوجبة دسمة يومية، يعتبر بوابة إبليس لهذا المجتمع.. فهذا المجتمع مازال يتمتع بقيم دينية علينا أن نبقي عليها، وإذا غابت، لن يكون هناك فرقًا بيننا وبين مجتمعات لا يحكمها دين أو قيم أو مُثُل ونُجاهر ونعترف بالخطيئة والعلاقات المحّرمة والجنس بين الرجل والمرأة دون علاقة شرعية!

من كل قلبي: اللهم أحفظنا وأحفظ مصرنا ومجتمعنا وشعبنا من الأفكار التي تُصدّر لنا من الخارج، ومن الكُتّاب الذين يفخرون بمحاكاة الغرب وتقديم كل ما هو خارج عن المألوف، اللهم أبعد عنا هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن وقنا شر أنفسنا.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط