قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية السابق، إن كل المناطق التي بحثنا فيها عن الثروات البترولية خلال الفترة الماضية لا تتعدى 15% من مساحة مصر، وما أنتجناه منها لا يتجاوز 30% مما تحويه من ثروات، وهذا يعطي مؤشرًا أن أرضنا مازال في باطنها الكثير من الثروات؛ لهذا بدأت تعلو الأصوات المؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من الاكتشافات البترولية الجديدة.
وأضاف «كمال» في حوار خاص لـ«صدى البلد» أن إنتاجنا من المنتجات البترولية تأثر ما بين 2012 حتى 2014 بسبب توقف عمليات التنقيب عن البترول، وفي 2017 تم وضع 4 اكتشافات كبرى على خريطة الإنتاج وهي "شمال المتوسط" و"النورس" و"أتول" وأخيرًا "ظهر"، وقد أضافوا للإنتاج صافي 1.6 مليار قدم مكعب غاز فارتفع الإنتاج من 3.8 في 2015 إلى ما يقرب 5.5 مليار قدم مكعب غاز حاليا، مقارنة بـ6.2 في 2011.
وأوضح أن هذه الاكتشافات أبرزت أهمية ترسيم الحدود؛ لأننا إذ لم نكن نملك ترسيمًا للحدود معتمدًا دوليًا، لم نكن نستطيع طرح هذه المناطق لمناقصات البحث والتنقيب، أو نبحث في مياهنا الاقتصادية بأريحية مشروعة.
وتابع: في حدود 2022 فإن مصر ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وهذا يكون مردوده أنه في 2018 أن كمية الغاز المسال التي كانت تستوردها مصر، والتي تقدر 2.5 مليار دولار سنويا إذا تم الاستغناء عنها، أي بإمكاننا توفير 45 مليار جنيه وتعيد توجيهها مرة أخرى ذات أهمية وأولوية، مثل مشروع «التأمين الصحي الشامل» الذي تنوي الدولة تطبيقه على المواطنين، وتبلغ تكلفته بالكامل 30 مليار جنيه، أي أن وفورات سنة واحدة من الغاز المسال تغطيه وزيادة الضعف.
وأشار إلى أن الغرض الأكبر من زيادة إنتاجنا من الغاز ليس تحقيق الاكتفاء الذاتي فقط، ولا حتى التصدير، لأن تصدير المادة الخام لا يعود عليك بأي قيمة مضافة، خاصة أن معدلات الإنتاج المصرية ليست معدلات كبرى مثل روسيا والجزائر وإيران والسعودية، فالمنتج النهائي تبلغ قيمته 100 ضعف سعر المادة الخام.