الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الفسيخ والرنجة" يبعثان عادات "شم النسيم" للمصريين المقيمين في الكويت

صورة أرشيفية - رنجة
صورة أرشيفية - رنجة

الغربة لم تفصلهم عن وطنهم، أو تنسيهم عاداتهم التي دأبوا على ممارستها طوال عقود من الزمن في مصر، فمع حلول أعياد الربيع، اليوم الاثنين، لجأت قطاعات عريضة من الجالية المصرية المقيمة في الكويت، إلى ساحل الخليج العربي والحدائق العامة للاحتفال، وبالطبع ليس بمعزل عن أكل الفسيخ والرنجة، أساس الاحتفال في شم النسيم.

ومنذ الصباح الباكر، بدأت الأسر المصرية في التوافد على شواطيء الخليج العربي بالكويت، خاصة بمنطقة "الفحاحيل"، والتي يوجد بها سوق كبير للأسماك، يعمل به عدد ليس بقليل من السماكين المصريين، حاملين أمتعتهم وبرفقتهم أطفالهم، للاستمتاع بأشعة الشمس في طقس ربيعي معتدل.

ولم تنس السيدات إحضار البيض الملون، لتناول طعام الإفطار برفقة أطفالهن، فيما سيلحق بهم الأزواج، عقب انتهاء فترات العمل الرسمية، لتناول الوجبة الأبرز في عيد شم النسيم "الرنجة والفسيخ".

وقالت الدكتور منال البغدادى لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط إنها تحرص كل عام على اصطحاب أطفالها إلى الشاطيء في يوم شم النسيم، لربطهم بالعادات المصرية، مشيرة إلى أن الكثير من الأسر المصرية المقيمة في الكويت، تقوم بتنظيم رحلات جماعية في ذلك اليوم، للاحتفال مع بعضهم البعض.

وقالت أم أحمد، إنها تقوم بإيقاظ طفليها أحمد وعلى، صباحا لمساعدتها في إعداد البيض، ثم العمل على تلوينه بالألوان الطبيعية، ثم تصطحبهما إلى الحديقة المطلة على شاطىء الخليج العربي، لتناول الإفطار والاحتفال بيوم شم النسيم، لغرس العادات المصرية في قلوبهم، خاصة وأنهم ولدوا في الكويت؛ لتواجدها ووالدهم بالكويت منذ حوالي 15 عاما، مشيرة الى أن شم النسيم يشكل فرصة للأسرة المصرية بالكويت لاستنشاق نسيم الوطن من خلال عاداته الأصيلة.

وفي زيارة إلى سوق الأسماك بمنطقة "الفحاحيل"، قال عم مرجان، وهو أحد أقدم المصريين العاملين فى سوق السمك، إن عدد كبير من الأسر المصرية المقيمة في الكويت، يحرصون على توصيته على إعداد الفسيخ خصيصا لهم قبل الاحتفال بشم النسيم، نظرا لأنه غير متعارف عليه لدى الكويتيين.

وأضاف أنه يتلقى طلبات زبائنه سنويا قبل حلول شم النسيم بحوالي ثلاثة أسابيع؛ حيث يقوم باختيار أسماك البوري الكبيرة الحجم التي تأتي إليه يوميا، ويبدأ في تمليحها قبل موعد الاحتفال بحوالي 17 يوما، ثم يأتي زبائنه إليه عشية يوم شم النسيم لاستلام طلبياتهم، بينما يقوم بإهدائهم مستلزماته من بصل وليمون مصرى، مساهمة منه في الاحتفال.

وفيما يتعلق بأسعار الفسيخ في الكويت، قال الحاج حمدى الشرقاوي، وهو أحد العاملين في سوق السمك، إنه ليس هناك أسعارا محددة للفسيخ في الكويت، نظرا لأنه سلعة لا يقبل سوى المصريين فقط، وبالتالي فإن سعر الفسيخ يتم تحديده وفقا لسعر السمك البوري وقت الاحتفال، مشيرا إلى أن السعر هذا العام يتراوح ما بين 6 و7 دنانير كويتية، بما يوازى نحو 360 إلى 420 جنيها للكيلو الواحد.

وارتبط عيد الربيع وشم النسيم في مصر، بالكثير من الأساطير الفرعونية، واكتسب الكثير من العادات والطقوس المصرية القديمة التي تعود للعصر الفرعوني؛ حيث نقل المصريون والعالم الكثير من طقوس ذلك اليوم، من خلال ما تركه الفراعنة من نقوش ورسوم على مقابر ومعابد الأقصر، والجيزة، وأسوان، وقنا وسوهاج.

واعتبر الفراعنة شم النسيم عيدا دينيا أيضا، ومناسبة للتقرب للآلهة من خلال تقديم القرابين التي كانت تتكون من سمك مملح، وخس، وبصل، وملانة، وهي الأطعمة التي ارتبطت بذلك اليوم في الماضي والحاضر؛ إذ ارتبطت بعض تلك الأطعمة مثل الخس والبصل، بالإله "مين"، وهو إله التناسل بحسب اعتقاد قدماء المصريين، أي استمرار الحياة على الأرض، كما ارتبط شم النسيم وأطعمته بيوم خلق العالم وازدهار الحياة، فيما عُرف البصل كطارد للأرواح الشريرة، وكان يوضع في يوم شم النسيم على أبواب المنازل لمنع الأرواح الشريرة من الدخول اليها، أما البيض فهو رمز للبعث والحياة عند الفراعنة، نظرا لأنه وفقا لمعتقداتهم، فقد خرج الاله من بيضة مقدسة.