الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وإنا لمنتظرون طارق شوقي


الناس معذورة فلم يجلس أحد على كرسي هذه الوزارة إلا ويعتبر نفسه صائدًا للفئران "الطلاب وأولياء الأمور"، فيحاول أن يذبح رقبة النظام التعليمي القائم ويدخله مصيدة التطوير أو التعديل، وربما النسف بديناميت – ما يصلحش ولا يتواكب مع متطلبات العصر- حتى أصبحت هناك أجيال متعاقبة، فيهم من بلغ من الكبر عتيا كفئران تجارب، ودخل الشعب كله تقريبا المصيدة بنفس حبة طماطم التطوير التي أوقعت ذويه من قبل، ولا فرق بين كون الحبة مزروعة في أرض وزير خريج هندسة أو طب أو علوم أو حتى كان معلما للرياضيات إعتلي كرسي الوزارة.

فمن كثرة تطبيق دخول المصيدة وفشل كل وسائل إغراءات التطوير والتنقيح وأوقات "التلقيح" برمي الجتت علي نظم غربية واستيرادها للحصول علي حياة تعليمية جيدة، بات تغيير حبة التطوير من وزير إلي وزير"ما يفرقش"، حيث إن دخول المصيدة حتما يعني الموت والبطالة وعدم مواكبة متطلبات السوق المحلية والدولية، وأبسط دليل علي ذلك ترتيبنا 139 عالميا في التعليم، والفاجعة وصول تلاميذنا إلي الدبلومات أو مراحل متقدمة من التعليم ولا يجيدون الكتابة ولا القراءة.

يبدو أن كلمة السر ما زالت مجهولة، ومفتاح "شوقي بابا" د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم ما زالت سنونه لا تتناسب مع "كالون" باب دخول حجرة الطلاب وأولياء الأمور والخبراء، بمنظومة التطوير الجديدة التي يحاول جاهدا أن يُزّيِنْها بديكوره الخاص ، إلا أن البعض قال له " لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستأذنوا " رافضين أفكاره! 

الناس معذورة والبعض أصبح غير قادر علي فك طلاسم وزراء التربية والتعليم ، فمثلا يأتي وزير ويلغي"ستة إبتدائي"وآخر يعيدها،ووزير يعتبر"ثالثة إبتدائي"شهادة وآخر يلغيها،ووزير يعتبر الصف السادس الإبتدائي مرحلة منتهية وآخر يلغيها،ووزير يقرر الثانوية العامة سنة واحدة وأخر يزيدها عاما والثالث يضيف عليها لتصبح ثلاثة وهكذا، وأخيرا الوزير الحالي يقرر نسف النطام كله تقريبا وإعادة بنائه من جديد بنظام ملخص إختلافاته التعريب والفرنجة. 

فالحقيقة غير الغائبة عليكم ولا علي الوزير ! لا الطلاب في المدارس التجريبية بيتكلموا الإنجليزية – لبلب – ولا في الحكومية بيعرفو الألف من كوز الذرة ، والخاصة منظر علي الفاضي تدفع فلوس كتير من أجل كثافة فصول أقل،وتظل اللغة بعافية حبتين للإسترخاص بالتعاقد مع مدرسين كل علاقتهم باللغة كعلاقة المصري بالنقوش المكتوبة علي جدران المعابد ، أما مدارس"الناشيونال"الوعاء الحاضن لعلية القوم من أصحاب الأرقام الكبيرة في البنوك تتعاقد في أوقات كثيرة مع نجارين وسباكين أجانب للتدريس فيها،من أجل أن يسمع ولي أمر التلميذ إبنه يطنطن ( ماي داد .. ماي مام )،أمّا تربويا فحدث ولا حرج لكنها تبقي أحسن الوحشين،وهنا لا أُعمم بالطبع لكن الأغلبية هكذا.

وما بين الأربع بلاوي في التعليم يقف أولياء الأمور حياري مظلومين غلبانين ، يرعدون ولا يمطرون ، يَخْطُون ولا يَصِلُون !

فالمدرسة مرفوعة من الخدمة ، والمعلم مبني علي كسر العين بالمرتبات الهزيلة والدروس الخصوصية ،والطالب منصوب عليه مجرور إلي الفشل ، وولي الأمر مفعول به حسرة علي أولاده ، والمناهج مقصورة ومنقوصة، والوزير مهزوم بسكون الحكومة -سيباه ملطشة- النظام التعليمي الحالي لا محل له من الإعراب ، والنظام الجديد ضمير مستترر ، ونظام الإلتحاق بالجامعات مبني علي الدرجات لا القدرات والرغبات ، ولجنة التعليم بمجلس النواب مبني للمجهول – لم يعرض عليها النظام الجديد –

اعذرنا يا معالي الوزير،الفأر ما زال يلهو ويلعب "في عبنا"، فالوزراء سابقوك قالوا إنما نحن مصلحون! وحضرتك بتقول ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون! مع كامل إيماننا بأن رؤيتك تحمل في أغلبها الخير، وبعضها يحتاج إعادة ، إذا عليك أن تُقنعنا بصدر رحب بعيدا عن تهديدات الحبس حتي نقول لك سرعلي بركة الله! وإنّا لمنتظرون.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط