
سبعون عاما والفلسطينيون يروون الأرض بدمائهم الزكية في سبيل استعادة الأرض وصون العرض والمقدسات، غير عابئين بالقوة الغاشمة التي يتعامل بها جيش الاحتلال مع شعب سلاحه حجارة الأطفال.
"فادي أبو صلاح"، الذي استشهد أمس، الاثنين، خلال مشاركته في مسيرات العودة في الذكرى السبعين للنكبة، على كرسيه المتحرك، لم يكن "القعيد" الوحيد الذي سلك هذا المسار، فقد امتطى آخرون كراسيهم المتحركة إلى الخلود والتحقوا بركب الشهداء في فلسطين.

فادي أبو صلاح فقد ساقيه أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008 جرّاء قصفه بطائرة استطلاع، لم يسكن له بال ولم يهدأ له قلب، فأصر على أن يتجول على كرسيه المتحرك على الحدود الشرقية لقطاع غزة، يلقي الحجارة على جنود الاحتلال الإسرائيلي، يبث الهمة فيمن حوله، ويشارك في فعاليات مسيرة العودة الكبرى بكل ما أوتي من قوة في جسد ناقص لم ترحمه إسرائيل، حتى استهدفته أمس، الاثنين، خلال مشاركته في مسيرات العودة بحلول الذكرى السبعين للنكبة.
وفقا لتقارير إعلامية، "فادي أبو صلاح" متزوج وأب لخمسة أطفال أكبرهم سنًا يبلغ من العمر 7 سنوات، وأصيب في عدوان 2008 وبترت قدماه وأصبح من وقتها على كرسي متحرك يمارس حياته بصعوبة بالغة، كان يتجول على الحدود على كرسي متحرك، ويراه الجنود ويعرفون ألا حول له ولا قوة، يذهب مع الشبان يلقي الحجارة على الجنود، ولكنه لم يشكل أي خطر عليهم كونه مقعدا، حتى اخترقت الرصاصات الغادرة جسده.

شاب فلسطيني استشهد في 15 ديسمبر 2017 عن عمر 29 عاما برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات شرق مدينة غزة اعتراضا على القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال.
اشتهر بمقاومته الاحتلال الإسرائيلي رغم بتر قدميه في مواجهات سابقة، وأصر على المشاركة في المظاهرات والمقاومة ضد الجيش الإسرائيلي رغم أنه مبتور القدمين نتيجة لمواجهات سابقة، ودائم الظهور على خطوط التماس مع القوات الإسرائيلية مع غيره من المتظاهرين.
بدأت قصة كفاح ونضال الشاب الفلسطينى عقب استهدافه بواسطة طائرة إسرائيلية بدون طيار أودت بحياة 7 من رفاقه وأدت لبتر قدميه، صمد الشاب الفلسطينى وواجه إعاقته بالكفاح ولم يترك أى دعوات لمواجهة الاحتلال إلا وخرج.
عانى "أبو ثريا" على مدار السنوات الأربع الماضية بسبب الظروف المعيشية الصعبة التى تعيشها قطاع غزة منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، ولم تمنعه إعاقته من العمل لتوفير قوت يومه له ولأسرته عبر تنظيف السيارات بأبسط الإمكانيات.

يعتبر الشيخ أحمد ياسين واحدا من أهم قادة الحركات الفلسطينية الذي طالما عاش مدافعًا عن أرضه، وساعيًا للتخلص من الكيان الصهيوني الذي يسيطر على وطنه، حتى وصل الحال إلى أن إسرائيل سعت دائمًا للتخلص منه، حتى استطاعت في 22 مارس 2004 إرسال صاروخ لاغتياله وهو على كرسيه المتحرك بعد عودته من صلاة الفجر.
وُلد "ياسين" في 1936 بقرية "الجورة" من قضاء مدينة المجدل عسقلان، ومع حلول النكبة هاجر مع أسرته الفقيرة إلى قطاع غزة، وتعرض لحادث وهو في السادسة عشرة من عمره أدى إلى كسر في فقرات عنقه، ليتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل التام على كرسيه المتحرك، ثم يأتي بعد ذلك فقدانه للبصر بعينه اليمنى، وضعف الإبصار في اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى، إلا أن كل هذا لم يؤثر على كفاحه ونضاله المستمر ضد الكيان الصهيوني ليكون مصدرًا لإخافتهم.
وبعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة، استمر "ياسين" في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه، محرضًا على مقاومة الاحتلال، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

اتفق أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة عام 1987، على تكوين تنظيم إسلامي لتحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارًا باسم "حماس"، والتي كان لها دور بارز في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ولكن بعد سلطات الاحتلال بدأت التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط أحمد ياسين فداهمت بيته وهددته بنفيه إلى لبنان، وعند ازدياد عمليات قتل الجنود الإسرائيليين وتصفية المتعاونين مع المحتل الصهيوني، اعتقلته سلطات الاحتلال عام 1989 مع المئات من أعضاء وكوادر وقيادات حركة حماس، وصدر حكم يقضي بسجن ياسين مدى الحياة.
في أكتوبر 1997، أُطلق سراح ياسين وتم إبعاده إلى الأردن بعد 8 أعوام ونصف العام من الاعتقال، وعاش "ياسين" باحثًا عن تحرير أرضه من الكيان الإسرائيلي، فنجحت محاولات إسرائيل في نهاية الأمر من اغتياله يوم 22 مارس 2004، في هجوم صاروخي شنته الطائرات الإسرائيلية عليه وعلى من معه من مساعدين، حيث قصفت الطائرات الشيخ أثناء عودته على كرسيه المتحرك بعد أداء صلاة الفجر بمسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله.