قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صلاح حليمة: إسرائيل مستفيدة من الصراع العربي مع قطر وإيران وتركيا

السفير صلاح حليمة - رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية
السفير صلاح حليمة - رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية

قال السفير صلاح حليمة، رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية مساعد وزير الخارجية الأسبق ومبعوث جامعة الدول العربية إلى السودان السابق، إن أزمات الدول العربية والقضايا المشتعلة أصبحت دولية، وليست قضايا عربية، وهذه هي العقبة أمام جامعة الدول العربية؛ إذ إن هذه القضايا خرجت من الإطار العربي إلى الإطار الدولي.

وأضاف «حليمة» في حوار خاص لـ«صدى البلد»، أن تدويل هذه القضايا كان خطأ جسيما للعرب؛ إذ إن خروجها من الإطار العربي إلى الإطار الدولي يعني أن هناك مصالح أخرى لدول خارج المنطقة بات تدخلها محتوما لترعى مصالحها في هذه الدول، وبالتالي فإن دور جامعة الدول العربية أصبح محدودا.

وأوضح أن القضايا العربية سواء ليبيا أو سوريا أو اليمن أصبحت ذات طبيعة دولية، فقد تدخلت روسيا وأمريكا والدول الغربية في هذه الأزمات، وأصبح الدور العربي من خلال الجامعة العربية ضعيفا إذا لم يكن محدودا، كما أنه يعود للقيود الدولية المفروضة على تحركات جامعة الدول العربية.

وتابع: أن دور جامعة الدول العربية في حل أزمات المنطقة بات دورا ثانويا يمكن أن تؤديه من خلال الدور الدولي، فهي تحضر المجتمعات الدولية، كما يمكن أن تقوم في المرحلة الحالية بجهود تتعلق بالعلاقات العربية – العربية مع دول الجوار، فالعلاقات العربية تحتاج إلى تنقية ومعالجة القضايا الخلافية حتى لا تتحول هذه الخلافات إلى الإطار الدولي، وعلى سبيل المثال أزمة قطر، فجامعة الدول العربية تستطيع أن تلعب دورا بالتنسيق مع الكويت لرأب الصدع الذي حدث في مجلس التعاون الخليجي.

وأكد أن الجامعة تستطيع أن تلعب دورا في ايجاد علاقة طبيعية ما بين الدول العربية ودول الجوار الإقليمي كإيران وتركيا، فليس من مصلحة الدول العربية أن يظل الصراع في المنطقة العربية صراعا عربيا عربيا إسلاميا، خاصة بعد أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بتنظيم 3 مؤتمرات مع الدول العربية، وخرجت هذه المؤتمرات بضرورة محاربة إيران ومكافحة الإرهاب، وتوارت القضية الفلسطينية، وبدأ صراع داخلي بين محورين عربيين، وجامعة العربية هي التي يجب أن تتولى مبادرة رأب الصدع العربي، والعلاقات ما بين الدول العربية ودول الجوار الإقليمي، لتقوم على حسن الجوار وأمن متبادل وتعايش سلمي وعدم التدخل في الشئون الداخلية؛ إذ إن ما يجري من صراع يوقف عملية التنمية، فاحتواء الصراع العربي مع قطر وإيران وتركيا يصب في المصلحة العربية.

وأضاف مبعوث جامعة الدول السابق للسودان أنه يجب أن تقوم جامعة الجامعة العربية بدورها تجاه الصراع العربي، ومن الممكن اللجوء إلى الكويت، وطرح أفكار ورؤى من شأنها أن تعمل على تسوية الموقف، خصوصا أن المستفيد الأول من هذا الخلاف هو إسرائيل، وإنها جعلت الأولوية العربية هي محاربة إيران والإرهاب، وأصبحت إسرائيل والدول العربية في قارب واحد ضد إيران، وإيران في الوضع الحالي يمكن أن تقبل مهادنة العرب والتعاون مهم.

وفيما يتعلق بتحمل الجامعة العربية تبعات ما وصلت إليه دول المنطقة في الوضع الحالي، أكد مساعد وزير الخارجية السابق أن الجامعة العربية هي منظمة حكومات وليست شعوب، فهي تحتاج إلى تطوير وتحديث بحيث يكون لها دور أكثر مرونة مثل الاتحاد الإفريقي، لابد من تحديث الميثاق الخاص بها وآليات علمها، مشيرا إلى أنها في حدود وضعها الحالي لا تستطيع تقديم أكثر مما قدمت، لأن الرأي الأول والأخير للدول وليس لمجلس الأمانة العامة.

وأوضح أن الجامعة يمكنها أن تعلب دورا إنسانيا تجاه المناطق العربية المشتعلة، فيمكنها أن تلعب دورا حيويا فيمايتعلق بالدور الإنساني والدور الاجتماعي في ظل الظروف التي تمر بها، فهي على سبيل المثال لعبت الجامعة دورا كبيرا في الحياة الانسانية والتنموية في السودان، لكن يظل الدور السياسي لجامعة الدول العربية محكوما بالمواقف السياسية للدول.