الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا تلقب المرأة في مصر (ست الكل.. ست البيت)؟


دائما نجد لها قدرها ومركزها بداية من أسرتها الصغيرة وحتى أرقى المناصب وبين عائلتها الكبيرة، لماذا ؟

يرجع ذلك للموروث الثقافى المصرى منذ حضارتنا القديمة التى قدرت المرأة، بل وجعلتها إلهة، رمزا للحكمة، والجمال، والحق، وقت أن كانت حضارات أخرى بعد حضارتنا لا تعترف بالمرأة إلا كوسيلة للحفاظ على النوع البشرى من الانقراض، تلك الحضارة التى يجب علينا دراستها ودعوة المسؤولين لضمها ضمن مناهج أبنائنا بشكل أوسع بكثير حتى نستعيد هويتنا المصرية، وثقافتنا المصرية، فتلك جذورنا التى يتطاول عليها البعض الآن، ويصيغ منها نكتة يلقيها على أصدقائه، جذورنا التى ابتعدنا عنها فى حقبات من التاريخ ولكننا نعود إليها عند كل منعطف بالفطرة، لأننا كلما ابتعدنا وحاولنا التقرب من حضارة أخرى نجدها لا تشبهنا، بل وتشوه فى وجداننا وتجعلنا فى منتصف طريق، لا نستطيع الاقتناع بقيمها ورؤيتها، ولا نستطيع ارتداء أزيائها، ولكن فى فترات أخرى تواري بها إحساس المصرى بذاته حاول أتباع هذه الحضارات والمنتفعين الانقضاض على الهوية المصرية بل وتمادوا ليحاولوا إقناعنا أن حضارتنا يشوبها كل الشوائب .

فى وسط كل هذا اللغط تجد المرأة المصرية متصدية بإرادة تتعجب لها وخاصة فى الطبقات المتوسطة وما تحتها فى الهرم الاجتماعى، فى حين الطبقات الأعلى تعليميا أو ماديا تجدهم كثيرا ما يتأرجحون بين ثقافة بدوية بدعوى التدين، أو ثقافة غربية بدعوى التمدن، ولكن لا تشعر بأن أرواحهم حقيقية، لا تعرف لهم هوية .

تحاول تأمل تلك التنويعات فتكتشف أن المصرية ليست ثقافة، ولا يمكن تعلمها، أو تلقينها، إنما هى هوية تولد معنا بالفطرة لا يشعر بها إلا كل من ينبهر عندما يرى حجر معابدنا، أو يستمتع جدا إذا احتسي كوبا من الشاى وسط خضرة حقولنا.

من صنع كل ذلك؟ بكل ثقة هى المرأة المصرية التى تعلم ذلك لأطفالها برغم كل تنويعات حياتها التعليمية، والثقافية، والمادية، وهنا لابد أن ننتبه للست المصرية الذكية بخصائصها، فهى التى تدير البيت بكل سهولة رغم أية ظروف، بأى دخل تستطيع أن تشعرك أنه لا ينقص شيء، كثيرا ما يتعجب الرجل لهذا ويقدره، كما أنها تفعل ما تريده ولديها من الذكاء ما يجعلها تقره كواقع اجتماعى.

هنا تحضرنى واقعة فى أحد الملتقيات الخاصة بالمرأة المصرية والفنون، وجدنا أحد الباحثين وهو متخصص ويعمل فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة وكان الحديث عن رؤية السينما للمرأة فقال: إن فيلم الزوجة الثانية لصلاح أبو سيف كان يحاول فرض واقع قهر المرأة تحت وطأة ظروفها الاجتماعية و المادية !!

الحقيقة تلك الجملة هى ما أوحت لى بكتابة المقال حيث ذهبت أفكر هل بعد كل هذا الوقت مازلنا نقف عند أفكار الدفاع عن المرأة ؟ هل المرأة مازالت فى حاجة للدفاع عنها؟

أولا ومنذ الفيلم وهو يعرض قوة المرأة وليس العكس فقد عرض ثلاثة نماذج وهى (سعاد حسنى) المرأة الفقيرة التى لا تتكئ على أحد سوى ذكائها وقد هزمت العمدة.

(سناء جميل) الزوجة التى قهرها المجتمع لسبب خارج عن إرادتها ولكنها عرفت مواطن قوتها فى المادة فجعلت العمدة لا يمكنه التحرك إلا من خلالها.

(سهير المرشدى) من أنجبت ذكر يرث، وزوجها يساندها، فتقدم نفسها نموذج للسيدة القوية صاحبة الصوت الذى لا يخشى أحدا.

من تلك النماذج الثلاثة تأتى قوة المصريات، هن ثلاثة تنويعات للحن واحد و هو( المرأة المصرية ) ولكن الأهم من ذلك هو الميزة الفريدة التى تتحلى بها أى سيدة مصرية ذكية تنتمى لهويتها الحقيقية وهى أنها ترفض أن يمتلكها أحد، رغم انتمائها الشديد لأسرتها وزوجها وأبنائها، إلا أن مكمن قوتها و ما يجعلها مميزة و مرغوبة تكمن فى تلك الصفه حيث إنك عندما تشعر بامتلاكك لشخص ما يتحول لشىء، وهذا الشيء يصبح بلا قيمة مع الوقت.

فالقوة والثقة والجمال صفات تأتى من تحرر الروح، وهذا لا تجده إلا فى وريثات شموخ نفرتيتى الجميلة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط