الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: أزمة حوادث القطارات والإعلام

صدى البلد

دائما ما تكون عبارة جاهزة لدي المسئولين لدينا عن المواصلات والقطارات عند وقوع كارثة كل شهرين او ثلاثة بان السبب هو غفلان عامل التحويلة والاشارات المتهالكة , وربما كانت تكرار حوادث القطارات التي تعزى في معظم الحالات إلى أخطاء بشرية كما تعزى إلى قدم منظومة السكك الحديدية المصرية بمعظم مكوناتها،

فمعروف لدي الجميع ان منظومة السكك الحديدية قديمة جدا في مصر، ولم تشهد تحديثا على مدى سنوات طويلة، وان الخبراء اكدوا ان الفارق بين ما تقوم به هيئة السكك الحديدية في مصر، على مدار سنوات وهو الصيانة، وبين المفترض أن يتم وهو التحديث، و تغيير المنظومة التقنية بكاملها.

وتمثل حادثة انقلاب قطار في مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، حالة مكررة ليست الحالة الاولي في حوادث وهذا ما جعل الناس تتساءل عن ثمة علاقة بين حوادث القطارات ومنطقة البدرشين , ولماذا تتكرر نفس الحوادث بنفس الطريقة ونفس الاماكن وربما بنفس الاشخاص وهي تساؤلات مشروعة ينبغي ان نبحث عن اجابة عنها .

وحادث انقلاب قطار البدرشين الاخير والذي أسفر عن 7 إصابات بين الركاب اثار مخاوف الناس وقلقهم علي حياتهم خاصة بعد تكرار الحادث , وعندما نعود بالتاريخ القريب سوف نجد انه في 20 يونيو 2018 اصطدم قطار ركاب رقم 990 المتجه من القاهرة إلى أسيوط بتروسيكل مُحمل بأنابيب بعدما اقتحم شريط السكة الحديد من منطقة غير مُعدة للعبور بين محطتي "البدرشين" و"المرازيق" بالجيزة مما أدى إلى تعطل القطار دون حدوث إصابات بين الركاب ومن قبله في 2017 خروج 3 عربات لقطار بضاعة عن القضبان بالبدرشين، لم يسفر عن أي خسائر أو إصابات بشرية, وفي 2013 لقى نحو 19 شخصا مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 117 آخرين، إثر خروج العربة الأخيرة من قطار مجندين عن القضبان عند مزلقان أبو ربع بالبدرشين، بمحافظة الجيزة ، 

وكان قطار البدرشين الحربي، يقل حوالي 1328 مجندا من قوات الأمن المركزي تقسموا على 12 عربة للقطار , وفي 13 فبراير 1992 لقي 43 شخصا مصرعهم إثر اصطدام قطارين قرب محطة البدرشين، وفي عام 1993 لقي 12 مصرعهم، وأصيب نحو 60 إثر تصادم قطارين على بعد 90 كيلو من شمال القاهرة، ويكون المبرر في كل هذه الحوادث ان عامل التحويلة هو السبب ، ولكن الحقيقة في الحوادث المتكررة دائما للقطارات هي أن مصر تخلفت عن أجيال كاملة، من الأنظمة التقنية لتشغيل السكك الحديدية في العالم، 

فقد مر بأجيال مثل الجر بالفحم والجر بالديزل والكهرباء ثم أخيرا الجر الإلكتروني، وهو استخدام القوة المغناطيسية، التي تخفف كثيرا من وزن القطارات، وهي تقنية يعمل بها في العديد من العالم بينما مصر لا تزال في عصر الجر بالديزل ، كما يري الخبراء في هذا الامر الا أنه في مصر ما يزال في العصر اليدوي حتي كتابة هذه السطور وهذا يعني اننا في سبيل حصد المزيد من الارواح الاخري في القطارت اذا لم تتحرك الدولة لوقفها،

ربما يحتاج مرفق القطارات في مصر الي اموال طائلة لكي تصرف علي تغير المعدات والعمل بالنظام الالكتروني بعيدا عن عامل التحويلة الا انه الاموال تصرف فيالغالب كرواتب وحوافر للعاملين بالمرفق الذي يحتاج إلى تمويل ضخم لتطويره قد يصل إلى 100 مليار جنيه، ليكون قادرا على العمل، لكن ظروف البلاد الاقتصادية ربما تحول دون ذلك .

وربما يكون الحل في الخصخصة من أجل وجود إدارة أكثر كفاءة ودقة، وبحيث تكون هناك شراكة من أجل التطوير بين الدولة وقطاعها الخاص, ولابد للاعلام ان يكون له دور في توعية المئولين بهذا بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب والدماء المتناثرة دون التحرك الفعلي علي الازمة الحقيقية والسبب وراء وقوع هذه الكوارث كل 3 اشهر تقريبا 

ولابد ان تتناول وسائل اعلامنا الحادث فور وقوعه حتي لا نعطي الفرصة لوكالات اجنبية مغرضة لكي تشوه الحقائق مثلما حدث من مواقع اجنبية مثل البي بي سي وغيرها الامر الثاني لابد من تسليط الضوء علي التحقيقات التي تجري ضد المسئولين عن الحادث ومتابعة سير التحقيقات معهم واسباب الازمة وعدد المصابين والخسائر بالضبط حتي لا يتجه الجمهور لمتابعة القضية عبر وسائل اعلام اخري قد تزيد الطين بله وتقدم معلومات غير صحيحة تؤدي الي نتائج غير جيدة وتأثيرات سيئة ، نحتاج الي ضمير لدي مسئولي قطاع مرفق القطارات وكافة مسئولي الدولة للحفاظ علي حياة هذا الشعب وهذا الوطن الذي نعيش لاجله.