الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بينما أنت مشغول بكيكى غيرك يبدأ حياته العملية


يوم ذكرى ثورة يوليو.. نصحي علي (كيكى تشالنج)...
مفارقة عجيبة تناولتها كما لو كانت إشارة لنستفيق من كل ما هو مقلوب، وأحيانا معكوس المقلوب إن جاز التعبير.

كيف إنشغل مدمنى مواقع التواصل بهذة الأخبار، ولماذا تناولوها بكل هذا الإهتمام، بل وكيف أبدعوا فى تضخيمها إلي هذا الحد؟ بالطبع أتحدث عن تقليد أغنية كيكى وأيضا عن غيرها من الشائعات الكثيرة .

والمحزن فى تناول تقليد الأغنية، أو ما أثار حزنى أنها جاءت مواكبة لثورة يوليو التى طالما درسناها و عرفناها علي أنها ثورة العمل، الجهد، الثورة التى عرفنا أبطالها من أجدادنا جادين، مخلصين فى عملهم، علمونا أن الحرية فى أن يكون زمام قرارك بيدك لا بيد غيرك.

إذن ماذا حدث ؟ وكيف وصلنا ليكون حالنا هكذا ؟ أصبح جزء من شبابنا يدمن فقط الإنتقاد، بل ويعزى كل فشل أو خيبة أمل له فى الحياة إلي إنتقاد كل ما هو حوله، سواء بالحقيقة، أو بالشائعة حتى يستريح ضميرة لكونه غير مسؤول عن ضعف همته، أو تقصيره فى حق نفسه، وطموحه.

الأسهل دائما بالتأكيد هو ان تكون ضحية الظروف و المجتمع و ضيق الرزق وقلة فرص العمل، فيكون شغلك الشاغل هو الإنتقاد دائما، ولم يجد مثل هذا النوع من الشباب أفضل من مواقع التواصل الإجتماعى و العالم الإفتراضى ليفرغ فيه كل تلك الطاقات السلبية التى يحملها لنفسه وبالتالى للمجتمع، فهو جالس أمام شاشة صغيره يحدثها و يبدع فى أوهامه دون أى رد فعل منها و يتلاقي حديثه مع من يشبهونه علي صفحات الشبكة العنكبوتيه.

بالتأكيد هناك بطالة، وغلاء، وضيق فى الرزق، ولكن هناك أيضا همه، إجتهاد، مبادئ تدعوك لتبدأ مشوار حياتك العملية بأى مكسب وإن كان بسيطا، مبدأ تعلمناه ولا يعمل به بعض الشباب فى مصر وهو(الشغل مش عيب) حيث نري الآن بعض شبابا يقنعون من حولهم أن الشغل عيب لأنه ليس كما حلموا به.

هناك أسباب كثيرة لتحول القيم والمبادئ للطبقات الإجتماعية فى مجتمعنا بهذه الطريقة، وكذلك التغيرات الفكرية، وأحيانا الأخلاقية، ولكننا فقط اليوم نتحدث عما نراه كل صباح على صفحات التواصل ومازال يفاجئ الأشخاص الجادين بالمجتمع.

ولكن و الحمدلله أنه دائما يوجد الأمل، حتي وإن بدا بعيدا .
عندما ننظر بشكل حقيقى، وموضوعى للأحداث الغريبة وإنتشار الشائعات الغريبة، نجدها تنتشر فقط علي مواقع التواصل والمتعاملين معها . فكم تبلغ نسبتهم من مجتمعنا ؟ وكم تبلغ نسبة من يأخذون تلك الأخبار علي سبيل السخرية ولا يتعاملون معها بجدية ؟ 

فى النهاية يتضح لنا أنها نسبة بسيطة، ولكنها صاحبة صوت عالى، لديها القدرة علي صناعة الضجيج، وإن كان مؤقتا، فإن فاتتك المتابعة يوما، إعلم أن هناك ما فاتك من تلك السخافات.

من يعملون ويسعون للرزق فى بلدنا صاحبة الأكثر من مائة مليون نسمة هم الاكثر والحمد لله، و الأكثر جمالا أنك ستجد من يعملون ويتعبون ليس لديهم الرغبة أو الوقت لإدمان التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعى، ولكنهم لا يجدون الوقت لصناعة الضجيج، ولا ينشغلون بذلك أصلا .

إذن علي كل شاب أن يختار إما أن يلحق بقطار العمل حتي وإن كان بسيطا، أو يبحث عما سنصبح عليه غدا بعدما أصبحت (كيكى تشالنج) فى عداد الماضى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط