في ذكرى وفاته .. تلاميذ زويل يروون لحظات تحقيق الحلم

ظل حلم تخرج أول دفعة من مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا حلمًا يراود صاحبها، وطيفًا يداعب خياله في كل وقت، مثلما وصفت زوجته الدكتوره ديما الفحام هذا قائلة "إن حفل تخرج أول دفعة من مدينة زويل كان حلماً للعالم الراحل".

من هنا كان الدكتور أحمد زويل يسعى وراء تحقيق حلمه بكل شغف رغم المعوقات التي قابلته، وتعطل المشروع نحو 11 عامًا حين تم وضع حجر الأساس في عام 2000، لكن ثورة 25 يناير أحيت المشروع من جديد، وبدأ زويل مباشرة تحقيق الحلم، إلا أنه رحل في 2 أغسطس 2016 قبل أن يشاهد ثمرة جهوده، والتي نتجت عن تخرج 250 طالبًا من شعبتي العلوم والهندسة هذا العام.

في الذكرى الثانية لوفاة زويل يتحدث "صدى البلد" إلى أبطال مشهد تحقيق حلمه الذين شهدوا لحظات تخرج أول دفعتين من مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في شهر يوليو 2018.

الدكتور محمد مدحت الأستاذ المساعد للعلوم الطبية الحيوية بمدينة زويل كان أحد صناع هذا الحلم الذين أصروا على تحقيق حلم زويل بعد وفاته "رغم السقوط المفاجئ للدكتور زويل منذ عامين إلا أن المشروع استمر، ووقف الجميع معًا خلف حلم هذا الرجل حتى تحقق بتخريج أول دفعتين".

يتذكر "مدحت" جيدًا الأوقات التي حارب فيها زويل لتحقيق حلمه، وسعيه الدؤوب إلى إنجاز مدينة كبرى للعلوم والتكنولوجيا في مصر "دكتور زويل بدأ التفكير فى مشروع جامعة علوم وتكنولوجيا صغيرة منذ أكثر من ٣٠ سنة، وتجدد الحلم بعد حصوله على نوبل، وواجه حربًا شعواء نالت من صحته، قبل أن تبدأ حكومة عصام شرف البداية الفعلية للمشروع".

حفلاً أسطورياً

"كان حفلًا أسطوريًا ومبهجًا".. هكذا وصف مدحت حفل تخرج دفعة "حلم" زويل، ويضيف أن "حفل التخرج تم التجهيز له منذ فترة طويلة ليكون على أعلى مستوى وقد كان. بداية من اختيار المكان إلى الضيوف كالدكتور مجدي يعقوب، والدكتور مصطفى السيد، والدكتوره ديما الفحام أرملة دكتور زويل، والدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى وغيرهم".

وصل "مدحت" مع طلاب زويل إلى النقطة التي كان يحلم بها زويل منذ 18 عامًا "أنا درست للطلبة اللي اتخرجوا و ساهمت بمجهودى المتواضع في نجاح المشروع و في الوصول إلى هذه النقطة"، مقتبسًا كلام أرملة زويل خلال حفل التخرج "نعم، نسمع ضحكة الدكتور زويل مجلجلة الآن".

حفل التخرج

محمود عبد الله خريج "دفعة الحلم" كلية الهندسة البيئة بجامعة زويل 2018، غرد بعد تخرجه وتحقيق حلم زويل قائلًا " دكتور زویل، احنا عارفین إنك كنت معانا يومها، شایفنا وسامعنا، وإنك أسعد واحد عشان ده الیوم اللي كنت بتحلم بیه".

العهد هو الرباط الأبدي بين الحي والميت، لذلك يصر "محمود" على هذا العهد "احنا اهو بنتخرج، و لابسین اللبس اللي انت اخترته لنا بنفسك، لابسین زي ما قولت بالظبط، احنا هنا بسببك، وبنعاهدك نحافظ على المدینة، ونسعى أننا نجعل بلدنا أحسن، نخلي الناس اللي محتاجانا دایما في بالنا وإننا نحاول نخلي حیاتهم أفضل".