قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن الوطن الآن يمر بظروف استثنائية جعلت التنمية الاقتصادية قضية محورية هامة، ومن المستحيل أن تحقق أية دولة في العالم تنمية اقتصادية شاملة مع وجود زيادة سكانية تلتهم مخرجات تلك التنمية، مشيرًا إلى أن مصر إذا لم تأخذ بأسباب التقدم بالتوازي مع حل مشكلة الزيادة السكانية فإنها ستصبح فريسة للتخلف والجهل والمرض.
وأكد مفتي الجمهورية أن الدولة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي خاضت معارك عدة بالتوازي، ومنها معركة تصحيح الخطاب الديني لتصويب الوعي الفكري مع معركة التنمية الاقتصادية في كل المجالات بالتوازي أيضًا مع المعركة العسكرية لتطهير أرض سيناء من الإرهاب والتطرف وأن إرادة الله شاءت بالتوفيق والنصر لكل تلك المعارك في الوقت الذي كانت تسقط فيه بعض الدول الصديقة طبقًا لمخططات أعدائنا.
وأضاف "علام"، خلال كلمته بمؤتمر "تفعيل الشراكة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في التصدي للمشكلة السكانية" المنعقد بمقر النقابة العامة للمعلمين بالجزيرة، أن أية تنمية شاملة تحتاج الى مورد بشري ولكي يكون ذلك العنصر البشري فاعلًا يجب أن يكون متعلمًا ومتدربًا تدريبًا جيدًا وأن يتم الاعتناء به بدنيًا وفكريًا وصحيًا لأنه أساس كل حضارة وبناء اجتماعي.
وأوضح "علام"، أن النمو المتزايد في عدد السكان يولد التكدس على الخدمات والتنازع على كل الموارد مما يثقل الدولة بالديون ويجعل كل مواردها ومؤسساتها مستنفرة لمواجهة ومجابهة حاجة المواطنين لافتًا إلى أن البنون نعمة كبيرة حماها الإسلام والقوانين الوضعية بعده، لكن إذا اقتضت الحاجة تنظيم النسل فيجب أن يستجيب الجميع ويتكاتف لعدم تحويل تلك النعمة إلى نقمة عن طريق عدم الفهم.
وأشار "علام"، إلى أن اتخاذ التدابير أمر مشروع بدليل أن الصحابة كانوا يفعلون "العزل " على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمور تحسينية متعلقة بالنواحي الجمالية ولم ينكر عليهم النبي ذلك العمل والدليل هو قول جابر رضى الله عنه " كنا نعزل والقرآن ينزل ولم ينهنا النبي صلى الله عليه وسلم "، لافتًا إلى أننا اليوم في أشد الحاجة إلى استخدام وسائل تنظيم الأسرة للمعادلة بيت التنمية الاقتصادية والنمو السكاني لتقديم أفضل رعاية وخدمة من الدولة لمواطنيها.
وتوجه فضيلة المفتي بالشكر للمعلمين لاستضافة نقابتهم للمؤتمر، كما توجه بالشكر أيضًا للمنظمين وعلى رأسهم الدكتور طلعت عبد القوي رئيس الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة وللدكتورة سحر عبد المجيد نائبةً عن وزيرة الصحة والسكان واللواء أحمد صقر محافظ الغربية وجميع رؤساء وأعضاء النقابات المهنية الذين حضروا من كل محافظات مصر.