قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عباس شومان: الإسلام دين سلام.. ونرفض إساءة تأويل آيات القـ.ـتال في القرآن لتشويه صورته

الدكتور عباس شومان
الدكتور عباس شومان

شارك الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ورئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بكلمة خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمنتدى السلام العالمي التاسع المنعقد بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، أوضح فيها المفهوم القرآني المتكامل للسلام في الإسلام، وبيّن أن آيات القتال لا تنفصل عن سياق الدعوة إلى السلام، وإنما جاءت لحماية هذا السلام ورد العدوان.

وأوضح الدكتور عباس شومان في كلمته أن هناك مفهومًا مغلوطًا يتعمد البعض نشره لتشويه صورة الإسلام، من خلال الادعاء بوجود تناقض بين آيات القتال وآيات السلام في القرآن الكريم، مؤكدًا أن جميع هذه الآيات تُفهم في سياق واحد هو تحقيق السلام العادل، وأن القتال في الإسلام ليس عدوانًا، وإنما دفاع عن النفس وردع للمعتدين.

عباس شومان: السلام لابد له من قوة تحميه.. والغرب مطالب بوقف ازدواجيته تجاه قضايا المسلمين

وبيّن الدكتور عباس شومان أن نصوص القرآن جاءت لتؤكد هذا المعنى، فآيات القتال تدور حول مبدأ رد الاعتداء لا مبدأ القتل، والمقصود منها منع الظلم وإقرار السلم، موضحًا أن استعمال القوة يكون لحماية السلام لا لهدمه، وأن السلام في الإسلام هو سلام الأقوياء القادرين، لا استسلام الضعفاء الخانعين.

وأشار الأمين العام لهيئة كبار العلماء إلى أن الأزهر الشريف ينطلق من هذا الفهم في رسالته العالمية، فهو يؤمن بضرورة امتلاك القوة لحماية السلام، وفي الوقت ذاته يدعو إلى التعايش والمواطنة المتساوية بين أبناء الوطن الواحد دون تفريق على أساس الدين أو العرق أو المذهب، مستعرضًا جهود الأزهر في عقد المؤتمرات والمنتديات الدولية، مثل مؤتمر الحرية والمواطنة، ولقاءات شيخ الأزهر مع قادة الأديان والثقافات في الشرق والغرب، وإنشاء مؤسسات رائدة مثل بيت العائلة المصرية ومجلس حكماء المسلمين، وتوقيع أهم وثيقة إنسانية في العصر الحديث مع الراحل البابا فرنسيس، وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تدعو إلى ترسيخ قيم الحوار والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والثقافات.

وانتقد الدكتور عباس شومان ازدواجية المعايير في مواقف بعض الغربيين تجاه القضايا الإنسانية في العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن ما شهدته غزة من تدمير وقتل للأطفال والنساء والشيوخ لم يحرك ضمائر هؤلاء، بينما تهتز بعض المؤسسات عند مقتل شخص واحد من الجانب الآخر، متسائلًا عن غياب العدالة إزاء ما حدث في السودان والعراق وليبيا والبوسنة والهرسك وغيرها من الدول الإسلامية.

وأكد الدكتور عباس شومان أن مؤتمرات السلام لن تؤتي ثمارها ما لم تتجاوز الطابع النظري إلى معالجة القضايا المصيرية والواقعية، مشددًا على أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا إذا كف الغرب عن استخدام القوة والغطرسة لنهب ثروات الشعوب، داعيًا إلى تحويل إنفاق السلاح إلى مشروعات تنمية تسهم في رفاهية الإنسان واستقراره.

واختتم الدكتور عباس شومان كلمته بالتأكيد على أن الأمة الإسلامية أمة سلام مع من يسالمها، لكنها ستظل تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها وثرواتها ضد كل معتد، محذرًا من أن التهاون في ذلك سيؤدي إلى مزيد من الطعنات والتراجع، داعيًا الجميع إلى الوعي بخطورة المرحلة قبل فوات الأوان.