الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا .. وحلم البحث عن التنمية والوحدة


عرفت القارة الأفريقية أشكال التنظيم الإداري والسياسى من خلال قيم القبيلة واحترام الكبار والتقاليد القبلية التى أعلت من اﻻنتماء ودعمت من قدرات القبائل التى كانت تبحث عن اﻻكتفاء الذاتى ومن خلال القيم الدينية والزعماء استطاعت أن تسبق غيرها من الكيانات الأخرى خارج القارة ..

ومنذ حركة الكشوف الجغرافية وما أعقبها من اﻻستغلال المفرط واﻻستنزاف المستمر لكل موارد القارة اﻻفريقية وأنا هنا أقصد الموارد البشرية وكذلك الطبيعية وتم ذلك من خلال استرقاق اﻻفارقة لإعمار العالم الجديد فى اﻻمريكتين ونهب الثروات الطبيعية التي كانت موجودة في كل أركان القارة ومنها المواد البترولية والمعدنية فى صورتها الخام وكذلك اليورانيوم اضافة الى المحاصيل الزراعية وأشجار الغابات التى تم اغتيالها عمدا لمصالح الدول اﻻوروبية التى كانت ومازالت تمثل صفحة سوداء بداية من اﻻسترقاق وصوﻻ الى اﻻستعمار التقليدى وأدواته حتى اشكال الهيمنة واﻻستغلال فى عالمنا اليوم ويمثل ذلك استمرارا لحالة اﻻستغلال التى لم تنته على حساب مقدرات الشعوب اﻻفريقيه.

وبعد رحيل اﻻستعمار كانت اﻻحلام تلامس عنان السماء وخرجت الشعوب اﻻفريقيه تحتفى وترفع آباء اﻻستقلال على اﻻعناق مع تحميلهم مسئولية قيادة الشعوب نحو الأفضل وتحقيق التنمية واﻻستقلال والقضاء على الفقر ﻷن ما تم فى سبيل تحقيق التحرر من اﻻستعمار كان غاليا وأقصد هنا الدماء اﻻفريقية التى سالت كثيرا للوصول الى الحلم ومنذ ذلك التاريخ مازالت الشعوب تبحث عن الوعود التى أطلقها آباء اﻻستقلال حتى اﻵن.
 
ما ينبغى أن نذكره هنا ايضا وصول الحكام الى مرتبة الآلهة ووجود ما اصطلح على تسميته اﻻبوية السياسية من جانب النخب السياسية والاقتصادية والثقافية على شعوبها لدرجة احتكار الصواب لنفسها فقط اضافة الى وﻻيتها على ثروات البلاد والحرية فى توزيعها، والواقع يؤسس على وجود كوارث فى عملية توزيع الثروة والسلطة التى كانت فى غالبها على أسس اثنية ما أدى الى الحروب اﻻهلية التى أقعدت الدول اﻻفريقية لدرجة التشكيك فى حقيقتها من الأساس وذلك وفق ضعف الوﻻء المركزى وتعاظم الوﻻء اﻻثنى ما أدى فى النهاية الى عدم اﻻستقرار الممتد.

ومازالت القارة تبحث عن هذا اﻻستقرار وتعلم القيادات والنخب أن السبب الرئيسى لتلك الظاهرة هو عدم التوصل الى اﻻندماج الوطنى وخاصة أن القارة تملك تنوعا اثنيا لم تحسن النخب ادارته حتى اﻵن على واقع التحيز وممارسات اﻻندماج اﻻكراهى.

وأبرز اﻻمثلة على ذلك اﻵن ما يحدث فى اقليم اﻻوجادين فى اثيوبيا ومحاوﻻت اﻻنفصال عن السلطة المركزية في اديس ابابا .. وبغض النظر عن التأصيل والتحليل لهذه القضية فإنها هنا للدﻻلة على وجود وﻻءات دون المركزية لتأكيد واقع عدم اﻻستقرار حتى مع الشكل الكونفيدرالى لإثيوبيا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط