الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطل من "كوفي"


لم أعتاد يومًا علي إنتقاد أي شخص علي صفحات التواصل الإجتماعي ، وإن لم يمنع هذا حق النصيحة في إطار التواصل الإنساني مع من يجمعني بهم العَشم علي أن لا تدخل كلماتي في إطار من الغَشم .

ولكن ما حدث فاق مستوي فهمي للأمور، واستيعابي للمرور بما يحدث علي صفحات التواصل الاجتماعي!!

الصفحات التي أشتعلت بفيديو الفتاة التي صورت شابًا وهو ( يتحدث ) إليها، وأسمحوا لي إني لن أصف ما شاهدته إلا بالحديث ، فلست بشيطان لأصفه تحرشًا، ولست ملاكًا لأفسر الأمر أنه إعجابًا !



وتطبيقًا لدستور الفيس بوك ، كما وردت بالمادة الثانية من بنود حقوق الأفراد ، إذا أردت الإشتهار فما عليك إلا الإستهتار بكل قواعِد الخصوصية و تعامل مع الأخرين بمبدأ المهلبية ! ( عبي ، وزع و ألحقها سخنة ) لذا أنتشر الڤيديو كالنار في الهشيم!



وإلا هنا ما كنت لأكلف نفسي عناء الحنق، فلا داعي للقلق فما هي إلا ساعات وستتجه الدفة لزفة جديدة أدعو الله أن تكون سعيدة، بعيدة عن التشهير وسوء التقدير !



ولكن أن تنتقل ( العاركة) إلي الراديو و شاشات التليفزيون في تغطية متلاحقة من قناة لقناة، ومتواصلة من برنامج لبرنامج فهذا أمر غريب مثير للدهشة بشكل مريب!



لا يصِح أن تصبح (السوشيال ميديا) هي المادة الخام التي تستقي منها قنوات التليفزيون والراديو أخبارها ومواضيعها المطروحة للمناقشة.



كان الدور الطبيعي لمواقع التواصل بكل صورها أن تكون الخادِم الأمين للمنابر الإعلامية ، تنقل عنها ، لا تنقل إليها ! إنما ما حدث إنها أصبحت ( تخدِم ) علي مزاج مريدي التواصل الإجتماعي تتودد إليهم ولا تتردد مهما كانت ضحالة ما تعرضه عليهم ! رافعة شِعار ( من دهنه وإدهن له )!



وبعد كل تلك الفرقعة الإعلاميّة والشهرة التي نالت أصحاب (فيديو التجمع )كما أُطلِق عليه علي مواقع التواصل ونقلته عنها المحطات المختلفة ، أخشي أن يصبح التشهير هو العادة الجديدة التي سيحرص عليها كل محبي الشهرة الزائلة .

كنّا بالأمس القريب نعاني من التكفير و أنتقلنا للتضليل و الآن يبدو إننا نخطو بخطي ثابتة للتشهير ! و العامِل المشترك فيما سبق هو التهليل !



ما حدث في محطات مصر الإذاعية والتلفزيونية هو محاكاة لنموذج التغطية الإعلامية القديرة لو قامت الحرب العالمية الثالثة ! بينما الأمر كله لا يتعدي جولة عاطفية تافهة بطلها فنجان ( كوفي) !



وفِي نهاية الأمر ( منة) بطلة الڤيديو سعيدة بأنها أصبحت ( التريند ) الأول في مِصْر علي مدي يومين متتاليين ، أما ( محمود ) ( بطل الكوفي )فخرج علينا بمنتهي الثقة من منابر إحدي أشهر محطات الراديو في مداخلة تجاوزت الربع ساعة مدافعًا متفائلًا مبتهجًا بأن الْيَوْمَ يوجد ما يزيد عن الخمس آلاف شخص يتمني أن يشرب معه القهوة! لا يؤرقه إلا ( الكوميكس ) التي أتهمته زورًا بأنه لا يَنطِق الإنجليزية بشكل سليم!



في نفس الْيَوْمَ وعلي بُعدِ ساعات في الجزائر، كان المنتخب الوطني لرفع الأثقال البارالمبي يستعد للعودة للوطن بعد أن حقق ٢٠ ميدالية ذهبية في بطولة أفريقيا ، وكأن شيئًا لم يَكُن ، فنحن ننشغل سريعًا بأبطال من ورق و نتجاهل أبطال من ذَهَب!

فإذا كان ربِ الميديا بالتفاهةِ منشَغِل، فلا عَجَب بأن تكون شيمة أهل السوشيال اللتِ و العجنِ، وعجبي
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط