الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطريق.. مذاق فني مختلف


ظهر فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين، وأحدث تغيير كبير فى شكل الألحان، والتوزيع الموسيقى للأغنية المصرية، كما ساهم فى حدوث تغييرا كبيرا فى مظهر المطربين الرجال وظهورهم فى الحفلات والمناسبات بالملابس العادية وليس الرسمية بإستثناء المطرب محمد منير بالطبع لأنه كان يمثل نموذج آخر مختلف للتمرد علي السائد والمألوف والمتوارث من أواخر جيل عبدالحليم حافظ ومحمد رشدى ثم هانى شاكر وعماد عبدالحليم .
بدأت الحقبة الفنية الجديدة بظهور فنان له شكل، ولهجه، وذوق فنى، ومظهر مختلفين، إنه القادم من ليبيا، مارا بإنجلترا ( حميد الشاعرى ) .
إستقر فى القاهرة متشبعا بأسلوب المولوية الليبية مع أنماط الفن للقبائل الأمازيغية مع إتقانه للعزف علي الجيتار بالأسلوب الغربى وتعرفه علي أساليب العزف و الغناء بأوروبا، و أساليب التلحين العربية و المصرية التقليدية المعروفة .
خلق هذا المزيج فنان له طابع مختلف، يحمل وجدانه تركيبة جملة موسيقية جديدة، يعرف طريقه للتجديد .
كان يراهن فريق التقليديين والزاعمين بأنه من شياطين الفن الذى جاء لهدم التراث علي فشله، وبدأوا فى محاربته إعلاميا وفى الإذاعة، ولكن من حسن حظه أن تلك الفترة شهدت منافسا للإذاعه وهو (الكاسيت)وعند صدور ألبومه (رحيل) أحدث نجاحا مدويا رغم خامة صوته الجديدة علي أذن المستمعين، ولكنه بعد ذلك أثبت جدارته وجديته عندما إلتقي كملحن مع محمد منير بما يحمله من تجديد أيضا وحب للتعبير عن فلسفة الحياة فى أغنية (الطريق) .
من أجمل أغنيات منير وتندهش حين تسمعها فهى تصلح لكل وقت وتندهش أكثر لأنها الاغنية الوطنية التى كان الشباب يرددونها حبا فى الوطن وليس ضمن مناسبة معينه .
الأغنية من كلمات الرائع (عبد الرحيم منصور) وتحكى عن الإنسان فى رحلة الحياة، كثيرا ما يضل الطريق، يحيد عن أحلامه، لا يرى شمس غده، ولا يستطيع أن ينظر للسماء فيرى القمر ينير قلبه، ولكن عندما تناديه بلده أو أمه، سمها كما شئت ولكنها فى العموم مرجعه، تتجلي له الحقيقة، حقيقة الميلاد، والكون، والحياة .
وتلك هى الفلسفة التى كانت تشغل عبدالرحيم منصور فى كتاباته وينقلها لنا منير بصوته وثقافته المصرية المولد والوجدان وجاء حميد الشاعرى يوضحها و يمزجها بخليط موسيقاه الجميله الأصيله ولكن علي النمط الحديث فى نفس الوقت فكانت تلك الأغنية التى يجب أن تكون خالدة وتسمعها أجيالنا الجديدة لتتعمق مشاعرهم .
(دارت بينا ريح الطريق، وشقيق بأيده سالت، دماء اخوه على الطريق، وامنا تنادينا، ننسى اللى بينا وفينا، ضل الطريق بينا ، مشينا ، ما درينا،مين العدو من الشقيق . قالت لينا ام الجموع، شمس الحقيقة غابت، وغاب قمر الرجوع، غاب الضمير وادينا، طرح الغل فى وادينا، لارجعنا ولا ابتدينا، ضل الطريق بينا ، مشينا ، ما درينا، مين العدو من الشقيق ) .
تلك الأغنية من أوائل مشوار كل من حميد الشاعرى ومحمد منير فهى من إنتاج عام 1983، ورغم مرور كل هذا الزمن فإنها تصلح للإستماع الآن، لأنه وبطبيعة الحال لا تتغير فلسفة الحياة بسهولة .
إنها حالة فنية تستحق الإستماع والتأمل .






المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط