وول ستريت جورنال: الأقليات في إيران تناضل لكسب الحكم الذاتي وطهران ترد بقوة

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم /الثلاثاء/ الضوء على جهود إيران لمحاربة المتمردين الأكراد داخل بلده حدودية في العراق.. قائلة : إن هؤلاء الأكراد هم مجموعة واحدة من عدة مجموعات تقاتل الآن بقوة من أجل كسب حكم ذاتي أكبر داخل إيران.
واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن (بثته على موقعها الإلكتروني) بالقول : إن الجماعات الكردية التي تعيش في البلدات الحدودية بشمال العراق فرت من إيران منذ أكثر من عقدين ولكن كالمتشددين الآخرين حيث تسعى الآن إلى استخدام الضغط الدولي على طهران وخاصة عن طريق الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين للمضي قدمًا في مساعيها.
وأشارت إلى حقيقة أن الأقليات - بمن فيهم الأكراد والعرب والبلوش - يشكلون ما لا يقل على 30 % من سكان إيران، ومن ثم فإن مساعيهم سوف تثير قلق إيران من محاولة أعدائها إشعال مظالم الأقليات.
وقالت :"إن هذه التحديات تثير نقطة ضغط أخرى على طهران بخلاف الاحتجاجات التي اشتعلت داخل البلاد ضد الحكومة بسبب المشاكل الاقتصادية التي تفاقمت بسبب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الغربية مقابل إعفائها من العقوبات".
وفي الوقت الذي تسعى فيه مجموعات الأقلية إلى إحداث تأثير قوي عن طريق شن أعمال تمرد أو غيرها من الحملات الشعبية ، تقوم إيران بالرد على هذه الأمور بقوة ففي 8 سبتمبر قامت السلطات الإيرانية بإعدام ثلاثة أكراد بعد إدانتهم بشن تمرد مسلح وبعد ذلك بساعات أطلق الجيش الإيراني سبعة صواريخ باليستية على قواعد كردية من مسافة تزيد على 40 ميلًا داخل العراق.
واستهدفت صواريخ إيران قيادات كردية معارضة كانت تناقش خلال اجتماع كيفية الاستفادة من الضغوط الدولية على طهران، وذلك وفقًا لشخص تم الاتصال به في الاجتماع، وقتلت الغارات 16 شخصًا فيما أعلنت طهران أن ذلك لا يعدو كونه رسالة تعكس استعدادها لمعاقبة المتمردين حتى لو خارج حدودها.
ومن جانبه.. قال قائد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني الجنرال محمد علي جعفري للتلفزيون الحكومي بعد ذلك: "يجب على كل من لديه قوات وقواعد ومعدات داخل دائرة نصف قطرها 2000 كيلومتر أن يعرفوا أن صواريخنا دقيقة للغاية".
وتتصادم الجماعات الكردية مع القوات الإيرانية بشكل متكرر في شمال غرب البلاد حيث يعيش معظم الأكراد البالغ عددهم 8 ملايين كردي تقريبا.
وفي الجنوب، أشاد الانفصاليون العرب بهجوم 22 سبتمبر الماضي الذي استهدف عرضا عسكريا واعتبروه انتصارا لنضالهم، وإلى الشرق شن المتمردون الذين يسعون من أجل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي أوالاستقلال لصالح أقلية بلوش داخل إيران هجمات ضد مواقع عسكرية في منطقة متاخمة لباكستان.
وفي الختام .. قالت "وول ستريت جورنال" : إن إيران حذرت مرارًا السلطات في المنطقة الكردية بالعراق - التي تشترك معها في حدود طولها 217 ميلا - بأنها لن تتسامح مع استخدام أراضي جارتها في أنشطة معادية.