قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأوقاف: الوزارة لا تدخر جهدا في توعية الشباب بمخاطر الإدمان

ندوة الأوقاف بمجلة عقيدتي
ندوة الأوقاف بمجلة عقيدتي

أكد الدكتور نوح العيسوي مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، أن الدين الإسلامي دين يتميز بالعظمة في جميع جوانب الحياة ، ومن عظمته أنه يحافظ على الإنسان في دينه ونفسه وعقله وماله وعرضه.

وأوضح «العيسوي» خلال ندوة علمية أقامتها وزارة الأوقاف، بالتعاون مع صحيفة عقيدتي تحت عنوان : « وطن بلا إدمان » بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة، أن المقاصد الخمسة التي أمرت الشريعة الإسلامية بالحفاظ عليها هي : "حفظ الدين ، والنفس ، والمال ، والعرض ، والعقل".

وتابع: "فحفظ العقل من الكليات الخمس التي عني بها الإسلام عناية بالغة ، وهو من أكبر نعم الله "عز وجل" على الإنسان ، به يميز بين الخير والشر ، والضار والنافع ، وبه يدبر أموره وشئونه ، وبه يسعد في حياته ، ويأمن في آخرته ، فإذا ما فقد الإنسان عقله فلا نفع فيه ولا ينتفع به ، بل يصبح عالة على أهله ومجتمعه .

وأضاف أن الإدمان سم قاتل ، وداء مدمر للأفراد والمجتمعات ، يفسد العقل ويفتك بشباب المجتمع ، فيجعلهم جثثًا هامدةً ، وعقولًا خاوية ، وقلوبًا فارغةً ، ويجعلهم عالة على أهليهم وأوطانهم ، فلا يستطيعون الدفاع عن أرضهم وعرضهم ، ولا يستطيعون الإسهام في تنميـة وطنـهـم ، ومن ثم فإن إدمان المخدرات والمسكرات بكل صورها واختلاف أنواعها أكبر أداة هدم للفرد والمجتمع ، ومن أجل ذلك حرم الإسلام كلَّ ما يذهبُ العقل ، أو يخرجه عن وعيه وإدراكه ، فحُرِّمت الخمر والمخدرات بأنواعها، لما لها من أضرار جسمية ونفسية واجتماعية ناتجة عنها.

ودلل بما قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، منوهًا بأن الخمر حرمها الله -عز وجل- ، بل إن اللعنة تصل إلى كل من امتدت يده لها من قريب أو بعيد ، حيث يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم- : «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ ، وَشَارِبَهَا ، وَسَاقِيَهَا ، وَبَائِعَهَا ، وَمُبْتَاعَهَا ، وَعَاصِرَهَا ، وَمُعْتَصِرَهَا ، وَحَامِلَهَا ، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ».

وأشار إلى أنه قد وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- قاعدة ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، ولا بتغير الأحوال والأشخاص ، وتبين الوصف الذي ينطبق على الخمر أو أي نوعٍ من أنواع المسكرات ، فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ في الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ» ، وقَالَ -صلى الله عليه وسلم- : «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ».

كما وأوضح أن وزارة الأوقاف لا تألو جهدا في توعية الشباب بخطر هذا المرض الخطير ، فأطلقت مبادرة "وطن بلا إدمان"، للإسهام في رفع مستوى الوعي بمخاطر الإدمان والمخدرات ، حتى يصبح وطننا بحق "وطن بلا إدمان".

ووجه في ختام كلمته عدة رسائل ، أولها: للآباء والأمهات، وفيها ذكرهم بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» ، موضحًا أن مسئولية الآباء ليست محصورة في الطعام والشراب ، بل يجب عليهم أن يراقبوا سلوك أبنائهم ومتابعتهم وأن يأخذوا بأيديهم إلى سبيل النجاة، فإن متابعة الآباء للأبناء حماية ووقاية لهم من الوقوع في براثن الإدمان.

وأشار إلى أن الرسالة الثانية للمجتمع ، وفيها يؤكد أن الإدمان والمخدرات أحد الأسلحة الفتاكة التي يوجهها الأعداء إلى مجتمعاتنا للفتك بشبابنا ، مما ينبغي أن نقف جميعًا وقفة رجل واحد في مواجهة هذه الظاهرة التي تهدد مجتمعنا وشبابنا وأبنائنا ، حيث إن قضية الإدمان قضية مجتمعية، تحتاج إلى تكاتف الجهود للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة المدمرة ومكافحتها، فيما أن الرسالة الثالثة لجالبي هذه السموم وتجارها ، وهؤلاء نحذرهم من عاقبة المال الحرام في الدنيا والآخرة ، فالمال الحرام سم قاتل ، فأي مال يجنى من سبيل المخدرات والإدمان هو مال حرام ، مهلك ومدمر لصاحبه في الدنيا والآخرة ، حيث يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم- : «كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به».

وقال الدكتور محمد مصطفى محمد خبير السموم والمخدرات بمركز الطب الشرعي بوزارة العدل، إن مشكلة الإدمان والمخدرات مشكلة عامة ، ضاربة بأعماقها في كل فئات المجتمع ، ذكورًا و إناثًا ، كبارًا وصغارًا ، مثقفًا أو غير مثقف ، بل وصلت نسبة التعاطي بين الإناث في مصر 5،27% ، وذلك بسبب المفاهيم الخاطئة التي رسخت في الأذهان أن المخدرات تعوض الفوارق البدنية، والعقلية، لذا كان من الضروري مواجهة هذه المشكلة الخطيرة.

وبين أن المخدرات تبدأ من الاعتياد على التدخين، مبينًا أن للمخدرات آثارًا سيئة من التأثير على الجهاز العصبي، وعدم التركيز والاتزان ، وقد نجح المروجون للمخدرات من خلال إطلاق شائعات كثيرة تعطي انطباعًا إيجابيًا عن المخدرات، ككونها منشطة للذاكرة، مقوية للبدن، تساعد على زيادة ساعات العمل، وتصنع الفوارق، وتحقق السعادة والنشوة العقلية، لذا فإن مواجهة هذا الداء يجب أن يبدأ من المنزل، والمسجد، وتفنيد تلك الشائعات، معربًا أن هناك فارقا كبيرًا بين التداوي بالمخدر بناء على أمر الطبيب، وبين تعاطي المخدرات ، حيث إن التداوي يساعد الجسم على تعافيه من المرض بخلاف التعاطي الذي ينقل الجسم من الاعتدال إلى المرض، لذا فإن الأول يثاب عليه بخلاف الثاني يعاقب عليه.

وأفاد الدكتور على الله الجمال، إمام مسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها-، على أن الله (عز وجل) فضل الإنسان بالعقل عن سائر المخلوقات ، ليعقل شرائعه ويهتدي بالقرآن والوحي، فالإنسان بدون العقل يستوى مع العجماوات، والحيوانات، مضيفًا أن من عطل عقله بالإدمان والمخدرات، فهو غافل بعيد عن الله تعالى، ولا شك أن الأضرار الناجمة عن تعاطي المخدرات لا تقع على الفرد والمدمن فقط، بل تنعكس على المجتمع كله، مستدلًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : « اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر»، ولهذا دعا سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : "اللهم بيّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا".

وأشار إلى أن هناك آثارًا خطيرة للمخدرات، فكم فرقت بين الزوج وزوجه ، وبسببها هدمت الأسر وخربت البيوت ، وهتك بسببها أعراض، وكم دفعت متعاطيها إلى القتل والسرقة، بل أدت بصاحبها للانتحار، مشيرا إلى أن هناك أنواعا جديدة من المخدرات تجعل الشباب في حالة الاحتضار ، وذلك بعد تعرضه لنوبات من الصرع ، وبعضهم يفقد الحياة، ومن المقلق والمخيف أن هذه الأنواع الجديدة قد أصبحت سهلة المنال والتداول، ورخيصة الثمن ، لذا يجب تحرك دولي وتكاتف عالمي من أجل مكافحة هذا الداء الخطير، ولا يتم هذا إلا بتفعيل مبدأ المسئولية المشتركة على المستوى الداخلي والخارجي.

وتابع بأن المخدرات من حروب الجيل الرابع، تستهدف تدمير الأجيال والشباب الذين هم عصب الأمة، وأساس بنائها، مشيرًا إلى أن المدمن إنسان ضعيف الشخصية هارب من الواقع، غير قادر على مواجهة معضلات الحياة.

وجاء ذلك خلال ندوة الأوقاف مع جريدة عقيدتي، برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار خطة وزارة الأوقاف الدعوية لتفعيل مبادرة ” وطن بلا إدمان ” ونشر الفكر الوسطي المستنير ، والتي حاضر فيها كل من : الدكتور محمد مصطفى محمد خبير السموم والمخدرات بمركز الطب الشرعي بوزارة العدل ، والدكتور نوح عبد الحليم العيسوي مدير عام بحوث الدعوة ، والدكتور على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) ، وحضرها جمع من المصلين حرصًا منهم على التعرف على تعاليم دينهم الحنيف ، وأدار الندوة وقدم لها الكاتب الصحفي إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي.